مصطفى الصواف يكتب: تهديدات الاحتلال لن تنال من عزم الصحفيين

profile
مصطفى الصواف كاتب صحفي فلسطيني
  • clock 7 مايو 2023, 2:20:53 م
  • eye 383
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يظنّ الاحتلال الصهيوني أنّ التركيز على الإعلام ودوره الفعّال في التحشيد، وكشف الحقيقة أمام الرأي العام الفلسطيني قد يُخيف العاملين في المؤسسات الإعلامية، خشيةً من أن يقوم الاحتلال بتوجيه غِلِّه وفشله تجاه مؤسّسات الإعلام والإعلاميين .
الاحتلال واهمٌ لو ظن أن الإعلاميين الفلسطينين العاملين في إعلام المقاومة، أو في وسائل الإعلام الحرة المحلية أو الدولية يمكن أن يتراجعوا في سعيهم لكشف الحقيقة، والتي باتت تفضح الاحتلال الصهيوني بعد أن خدع الرأي العام خلال سنواتٍ طوال، واحتكر الرواية؛ حتى ظنَّ الناس أن هذا الكيان ديمقراطيٌ يحترم القانون وحقوق الإنسان .
هذا الخداع لم يعد اليوم قائماً، وباتت الحقيقة أكثر وضوحاً دون تدليس أو خداع، وأصبح هناك رواية ثانية، حقيقية مغايرة لرواية الاحتلال، تكشفت زيفه وإجرامه وإرهابه، وقتله للنساء والأطفال والشيوخ والشباب دون تفريق، وأن هذا الاحتلال هو احتلال سادي مجرم، وذلك بالصوت والصورة من خلال ما يبذله الصحفيون والإعلاميون، الأمر الذي بات يقلق الاحتلال وقادته قلقًا شديدًا، وخاصة من إعلام المقاومة، والذي بات يحقق نجاحات كبيرة في الشارع الفلسطيني والعربي، والدولي إلى حد ما.
تهديدات الاحتلال لا تخيف الصحفي الفلسطيني، ولا تجعله يتراجع عن كشف الحقيقية، وهو يعلم أن الاحتلال مجرم، وتهديداته حتى وإن كانت كلامية؛ فهو يمكن أن يرتكب جرائمه في أي لحظة، كما فعل مؤخراً مع شرين أبوعاقلة، ومن قبل مع فضل شناعة، والعشرات من الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين وهم خلف الكاميرا دون أي اعتبار لقانون أو محاسبة؛ لأنه يظن أنه فوق القانون. وكذلك عندما قام بقصف العشرات من المؤسسات الإعلامية ومكاتب الصحفيين خلال اعتداءاته على الفلسطينيين في غزة والضفة، وقام بتدمير أبراج لوجود مكاتب صحفية ومؤسسات إعلامية؛ كبرج الجلاء وغيره، وكذلك قصفه لمقر فضائية الأقصى وإذاعة الأقصى. الاحتلال بات لا يحتمل سماع ونشر رواية مغايرة عن روايته، وهو يريد قتل الحقيقة ومنع الصورة والصوت الذي يفضح اجرامه.
كل هذا الإجرام الذي ارتكبه الاحتلال ولازال يرتكبه، يطرح سؤالاً: هل أثر على إرادة الصحفي الفلسطيني، وهل تسبب في تراجعه عن الكشف عن الحقيقة، وفضح جرائم الاحتلال؟ الواقع يقول أن هذا الإجرام ما زاد الصحفيين إلا إيمانًا برسالتهم، وإصرارًا على مواصلة عملهم في كشف الحقيقة، حتى يعلم الجميع أن هذا كيان مجرم وإرهابي، ولا يعير القوانين والحقوق الإنسانية أي اعتبار. هو مجرم ويريد مواصلة إجرامه لشعوره بالخيبة وعدم المقدرة على ممارسة الخداع مرة أخرى، وأن الحقيقة التي حملتها صور وإبداعات الصحفيين والإعلاميين لم تعد تخفى على أحد، وبات الرأي العام أمام الحقيقة لحظة وقوعها وأصبحت جرائم الاحتلال بحق البشر والحجر والشجر مكشوفة.
الصحفي الفلسطيني بات يدرك أنه جندي في معركة الرواية، كشف زيف رواية الاحتلال وتقديم الرواية الحقيقية دون تزيف، وأن ما يقوم به هو واجب تفرضه عليه وطنيته، وانتماءه لفلسطين حتى لو أدى هذا الواجب إلى اغتياله، أو إصابته أو حتى اعتقاله، وهو يواصل وسيواصل كشف الحقيقة؛ لأن الحقيقة هي رسالته التي يسعى لتوصيلها لكل للعالم.
ولذا فهي دعوةٌ لكل الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، أن واصلوا في حمل الرسالة لتوصيلها لكل العالم، واعملوا على كشف الحقيقة، وامضوا ولا تعيروا تهديدات الاحتلال وإجرامه أي إهتمام، وواصلوا عملكم بجد أكثر مما كان؛ لأنكم دعاة حق وطلاب حقيقة .
امضوا يا اصحاب القلم والصورة والصوت في طريقكم الذي رسمتموه لأنفسكم ولا تتراجعوا عنه، فأنتم أصحاب حق وحملة رسالة الحقيقة أمام العالم.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)