- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
مصطفى الصواف يكتب: بهدي النبي ... نقوى صلوا عليه
مصطفى الصواف يكتب: بهدي النبي ... نقوى صلوا عليه
- 7 أكتوبر 2022, 1:37:02 م
- 821
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
غدا السبت الثامن من شهر اكتوبر ٢٠٢٢ ، ١٢ ربيع اول حسب بعض أقوال العلماء أنه اليوم الذي ولد فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، مسألة اختلاف العلماء حول مولد رسول الإسلام العظيم ليست مشكلتي ولن تكون بالنسبة لي مشكلة ، ولكن ما أردت نقاشه في هذه الكلمات السريعة قضية كيف كان حالنا قبل البعثة وحالنا بعد البعث وحالنا الذي عليه اليوم ، وفي نظرة سريعة في الاحوال الثلاث قبل وخلال وما نحن عليه اليوم .
كان العرب في الجزيرة العربية في فرقة وقتل وخطف وموبقات كثيرة ترتكب من وأد البنات وشرب الخمر والزنا والحروب وقطع الرحم وغيرها الكثير بسبب حالة الجهل التي كانوا عليها ، الجهل بالاخلاق والقيم وهذا ناتج عن جهل في الدين الذي هو اساس الاخلاق ، ولكن لو نظرنا لما كان عليه العرب بعد أن أرسل الله رسوله محمد هداية للناس نشر فيها الاخلاق وحسن التعامل والتوحيد وبناء العلاقة الإنسانية على اساس الود والاحترام والتعاون وحسن الأداء وعبادة الله على حق العيادة ومعرفته حق المعرفة فهو الخالق لهذا الكون والمانح للقوة لمن يؤمن به ويتمسك بدينه ويعمل على تنفيذ أوامره في العبادة والمعاملة والاخلاق وبه حقق من آمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم أمنا وأمانا وتوسعا ونشرا للدين حتى سادوا على مساحات واسعة من الارض حتى وصلوا الى الهند والسند وحتى حدود فرنسا في اوروبا سادوا بدينهم واخلاقهم وتعاملهم مع الناس وفق ما أمر الله ورسوله، فعاشوا في النور في وقت عاش فيه العالم في الظلام .
اليوم نحن أين وما سبب ما نحن فيه ، تركنا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وابتعدنا عن أوامر الله في العبادة والتعامل والاخلاق وبتنا عبادا ليس لله بل لعباد مثلنا وعدنا الى قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم ، إلى عصر الجاهلية وبتنا في ذل الأمم وبتنا عبيد نعيش حالة الذل والهوان والعبودية.
ما العمل اليوم حتى نعود إلى ما كان عليه المسلمون الأوائل بعد أن جاء إليهم رسول الله وأنقذهم من جاهلية مقيتة ورفع بهم إلى مكان تسيدوا به على العالم وتقدموا في كل المجالات في الاخلاق في الطب في العلم في القوة في ذلك الوقت وكل ذلك بتمسكهم بدينهم وإرضاء لربهم وتطبيقا لما شرعه لهم فسادوا وتولوا أمر الحضارة وبناء العلم والثقافة وباتت الحياة نعيم وقوة.
كيف لنا ان نعود إلى ما كنا عليه من سؤدد وقوة وحضارة بها يتم اعادة الامجاد بالاخلاق والقيم والعدالة وحسن الخلق والتعامل مع كل الناس بما قرر الله وفق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .
ولذلك علينا العودة الى دين الله وسنة نبيه وهي الطريقة التي يكون لنا فيها مكان على وجه الأرض ونصبح بها سادة الأمم ليس بالقوة وحدها ، فالقوة بلا دين ، بلا خلق ، بلا تنفيذ أوامر الله وسرعة في كل شأن حياتنا تصبح قوة غاشمة ظالمة لا تحقق عدلا وعدالة ومساواة بين الناس ، ولكن القوة المبنية على الاخلاق والدين وحسن الخلق والتعامل الحسن مع الناس هي القوة التي نتمنى ان نكون عليها كما كنا والعودة إليها لا يكون الا بالعودة الى الله ودينه ونبيه.
هذا الذي يجب علينا فهمه والعمل للوصول إليه حتى يعود الله إلينا ونكون كما أراد الله ورسوله وذلك مصداقا لقول الله تعالى كنتم خير أمة فإذا اطعنا الله ورسوله سنكون خير أمة أنزلت للناس.