- ℃ 11 تركيا
- 18 نوفمبر 2024
مصطفى الصواف يكتب : اللقيط نهايته من حيث أتى
مصطفى الصواف يكتب : اللقيط نهايته من حيث أتى
- 28 أكتوبر 2021, 1:55:16 م
- 11374
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اللقيط شخص كان رجلا او بنتا يعيش طفولة جيدة، وترعاه كثيرا من الأحضان ، ويقدم له كل ما يريد من رعاية وإهتمام حتى يصبح شابا او شابة، وعندها تبدأ المشكلة تنمو رويدا رويدا وخاصة في المنطقة العربية التي تؤمن بالنسب والأصول وتعتبرها من مستلزمات الحياة .
قد يجد اللقيط من يرعاه، ولكن ليس على طول الزمن ، وهذا يتطلب أن يبحث عن النسب والأصول فلا يجد ، يقال له في أبسط الأقوال وألطفها مجهول النسب وجئ بك من الشارع أو تركت في المستشفى، أو وجدت على باب أحد المساجد، أو على باب محسن من محسنين البلد ، وفي أسوء الأحوال وجدت ملقى بالقرب من حاوية قمامة ، وهذا بالفعل ما حدث مع (إسرائيل) فهي أشبه باللقيط الذي جئ به من القرب من حاويات القمامة، مجهول النسب لا أحد يعرف له أصل إلى المنطقة العربية التي تشتشر بالأنساب والأصول ، ومن لا نسب له أو أصول يعامل معاملة اللقيط، (إسرائيل) نعم وجدت بالا أصل ومجهولة النسب وتخلص من الأوروبيين، وكل العالم ورعاها وقدم لها على مدى سبعين عاما ويزيد كل أنواع الدعم والإسناد حتى كبرت وترعرعت، ولكن لم تجد نفسها في المكان التي ألقيت فيه للتخلص منها ، كون النظره لها نظرة مشبوها و التعامل معها من باب الشفقة ودعمها من باب التخلص من الإثم أو الجريمة التي وجدت من خلالها.
(إسرائيل تبحث) عن أصول وتبحث عمن يقدم لها إعتراف بها للتخلص من وصمة العار التي ألصقت بها، وهو أنها جسم لقيط وجد ملقى للتخلص منه، ومن وجدها رعاها شفقة بها، ولكنها كبرت، ومن رعاها في طريقه للتخلص منها، وهي تدرك أن راعيها يسعى للتخلص منها، وهذا يجعلها تبحث عن أصولها ومن يكون أبوها، ولذلك تبحث عن الإعتراف بها، كون هذا الإعتراف يعطيها شرعية الوجود .
نعم تمكنت (إسرائيل) من جلب بعض الإعتراف، ولكن من لقطاء مثلها ، وهذا ليس ما تسعى إليه ، وحاولت من خلال من رعاها على الحصول على بعض الإعتراف من أصحاب الأرض التي ألقيت فيها للتخلص منها، ولكن هذا الإعتراف غير مكتمل ولا يمنحها شرعية أو نسب حقيقي ولا زالت تبحث عنه بكل الطرق والوسائل، ولكن الجزء الأكبر ومن لدية معرفة بالأنساب والأصول يرفض الإعتراف بها وبنسبها ولا زال يؤمن بأنها لقطية، وأن وجودها يجب أن ينتهي، لأن وجودها غير شرعي، وإذا أرادت البحث عن شرعية لها فليس هذا هو المكان الصحيح، وعليها أن تخرج وتترك المكان وتذهب للبحث عن شرعيتها عند من تخلص منها، وهذا ما سيكون، لأن فلسطين أرض تلفظ الخبائث واللقطاء ممن لا أصول لهم وجاءوا بالطرق اللا شرعية والملتوية.