مريم سويطي تكتب: محمد التميمي.... طفلٌ لم تغثهُ براءتهُ والحياة

profile
  • clock 10 يونيو 2023, 12:27:00 ص
  • eye 224
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

محمد التميمي ابن العامين ، يحتضن والدهُ ملجأ أمانه من وحشة العدو الغادر ، والسعادة ترتسمُ على وجنتيه ، حالماً بذلك المُستقبل المشرق كأقرانه في عمره ، سرعان ما تتحول تلك اللحظات إلى مشهد تراجيدي ، في صور تقترب وتبتعد لرصد المأساة دماءٌ في كل مكان ، وأزيزُ الرصاص يصدح إلى كُل المسامع وصوت يرددُ من بعيد " أصابوا الطفل ووالده " ، فلم يُخيل لمحمد يوماً أن تباغته أربعةُ رصاصاتٍ أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي تجاه مركبة والده وتستقر واحدةً في رأسه ، فتنهي حياته ، وتغتالُ طفولته ، وتمزق أحلامه البريئة ، ليترسخ اسمهُ في سجل الشهداء للأبد

 "مبروك الشهادة يا ماما " بهذه العبارة التي تحمل في طياتها الحزن والفراق تُهنئ والدة الشهيد محمد التميمي طفلها ، واهبةً روحها لفلسطين ، لتسطر أعظم ملاحم التضحيات والبطولة ، بصوت خافت يعتليه الحزن والألم تروي تفاصيل اغتيال رصاص الاحتلال لفلذة كبدها " خرجتُ مهرولتاً بعد أزيز الرصاص وجنود الاحتلال يستمرون باستهداف المركبة التي تقل طفلي وزوجي ، وزوجي يصرخُ عالياً " حمودة ، حمودة" 

 

رصاصٌ يقتل ثمانية وعشرين قمراً ثمانية وعشرون

 

 طفلاً فلسطينياً أُغتيلت أحلامهم برصاص الاحتلال الإسرائيلي الغادر منذُ بداية العام الجاري (2023) بينهم سبعة أطفالٍ في قطاع غزة ، والبقية في الضفة الغربية ، يتعمد الاحتلال الإسرائيلي انتهاك حقوق الاطفال الفلسطينيين بين الاعتقال ، والتنكيل ، القتل ، وإلحاق الأضرار بهم جسدياً ونفسياً ، وتقييد حريتهم ، واختطاف أرواحهم على مرأى ومسمع العالم أجمع ودون ساكن يعيشُ أطفال فلسطين جميع أنواع القهر والعذاب ما بين سراديب الظلام وغياهب السجون ، وحواجز الاحتلال ونقاط التفتيش ، وتستمر سياسة الاحتلال بشرعنة استهداف أطفال فلسطين وانتهاك حقوقهم هؤلاء الأطفال قضوا حياتهم في ظروف لم يكن فيها أي خطر يهدد حياة جنود الاحتلال الذين يتمتعون بالحصانة وعدم المساءلة، مما يمنحهم الضوء الأخضر للمضي قدماً في سياسة القتل ، والاعتقال ، والانتهاك فما بين الطفل محمد وآخر تبقى تكرر سيناريوهات المُعاناة 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)