- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
محمد محي الدين يكتب : ريش المتأخر قليلا.. من دجن المجال العام ؟
محمد محي الدين يكتب : ريش المتأخر قليلا.. من دجن المجال العام ؟
- 21 أكتوبر 2021, 7:42:13 م
- 7470
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
من الاسم ثلاثة مستويات على رأسها نتف ريش الطبقة المتوسطة" المستورة" خلال السنوات الـثمانية الماضية من سياسات اقتصادية أضرت بالمجتمع ودفعت بمزيد من المستوريين إلى ما تحت خط الفقر فيما دفعت الفقراء إلى فقر مدقع.
- الثاني : ريش رجال الأعمال القريبين من السلطة ورجالاتها الذين ازدادوا غنًا على غناهم في نفس الفترة الزمنية نتيجة؛ فنفس السياسات التي نتفت ريش الطبقات المجتمعية المختلفة نقلته إلى الطبقة الأولى ماديًا.
- الثالث : ريش.. هكذا ترى عيون الدولة شعبها فوزنه كالريش تنفخ فيه فيطير ويتبعثر لا وزن له ولا تقدير.
أما شفرات المحتوى فأفسرها كما يلي :-
حالة فقر وعشوائيات تعيش فيها أسرة مستورة بفضل جهود الأب الكادح المستور فيما يبدوا إنه "تلصيم" لحال الأسرة كاملة.
يأتي الساحر الفاشل في حفلة عيد الميلاد فيمارس ألاعيبه التي لم يكتب لها النجاح رغم انبهار الكثيريين بها، والحفلة هنا هي 30-6 التي سحر فيها الزوج أو الاب وحوله إلى دجاجة في رمزية لتدجين مجتمع الرجولة المجتمع الأقرب لقول لا في أول استفاقة وبعد التفكير في الحفل وانتهاء أضوائه وضوضائه.
الأدهى هو إقناع الساحر الفاشل للزوجة بأن الدجاجة ستعود يومًا ما إلى رجل هو زوجها ما دفعها إلى وضعها على سريرها لفترات لا يصدقها عقل آملة في تحولها لرجل مرة أخرى؛ وهنا الإشارة إلى أنصار الحاكم الذي أقنع أنصاره أن الرخاء قادم بعد 3 سنوات ثم بعد انتهاء المدة طلب عامين وبعدها عام ونهاية طلب 6 أشهر، ولازالت الدجاجة كما هي كما قناعات من صدقوا أنها ستتحول، وهذه عبقرية السيناريو.
أما عن سمعة مصر أم الدنيا التي أعشق ترابها فأرى أن أعمالًا أخرى أساءت لها فعلا ولن أذرها عنها لأني أراها كانت معبره عن واقع مسيئ يحتاج للمعالجة وهذا لا يمنعنا من القول إننا نعيش في امتداد لمزيد منه زاد وزاد في السنوات الأخيرة نتيجة سياسات خاطئة تخدم فئة على حساب فئات أخرى.
واقعية المشاهد فيها تعبير عن إهانة المرأة نتيجة لنزولها عدة درجات عما كانت عليه نسبيًا في عهدٍ سابق فاحتكت بالفقراء النظاميين ومن دفعتهم ظروفهم إلى البلطجة والتحرش والإدمان والاتجار بالممنوعات وآكلي حقوق البشر "النصابين" والمستغلين الذين يعملون على أكل مال الأجير بعد أن يجف عرقه والمتطاولين والمعتدين بغير حق على ممتلكات الغير في اشارات كلها تدل على دولة من ادواتها التجاهل لهذه الممارسات لصالح التركيز على أخرى منها غلق المجال العام ومحاربة الحريات نشاطًا وتعبيرًا؛ هكذا أصبحت المرأة وهذا هو المجتمع وهنا سر فوز الفيلم بجائزة كان دون غيره من أفلام تكلفتها باهزة وفيها أبطال السلطة الخارقين بأدائهم المعبر عنهم لا عن المواطنين وآلامهم أوطموحاتهم.
أما عن سبب انزعاج بعض الفنانيين ومغادرتهم لعرض الفيلم في مهرجان الجونة فأفسره بغيره واستنكار لفوز فيلم بغير مشاركاتهم بجائزة كان وغيرها رغم إنه بوجوه حقيقية وهذا يضرب فكرة الأجور المرتفعة ومسئلة بطولة المشاهير للأعمال الفنية في مقتل فيما هو قادم، وفي الوجه الآخر لذلك قد تستفيد المعارضة بمختلف أنواعها وبلدانها بصناعة أفلام مشابهه للعائدين من السجون مثلًا.
الانتقادات التي وجهت للفيلم بشكل عام غيرت الصورة السنوية النمطية لتناول الجماهير والنقاد والإعلام لمهرجان الجونة بل وفي نفس المهرجان كان التريند قبل عرضه يتحدث فقط عن أزياء الفنانين والفنانات لا الأفلام أما بعد عرضه فحديث الكل اتجه لعمل إبداعي.
وفي مسألة حذف أخبار الفيلم من غالبية المواقع المصرية نقلة أخرى خدمت فكرته وزادت من مشاهديه ليس بناء على قاعدة الممنوع مرغوب فقط إنما للبحث عن قصة حقيقية معبرة تنال إعجاب الجمهور رغم بشاعة الواقع كما نالت جائزة كان.