- ℃ 11 تركيا
- 8 نوفمبر 2024
محمد قنديل يكتب: بنك الوقت
محمد قنديل يكتب: بنك الوقت
- 14 ديسمبر 2022, 6:00:40 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كما تدخر المال فى بنك مصرفى ، لابد أن تدخر الوقت والزمن أيضا فيما يسمى "بنك الوقت " أو بنك الزمن لتستطيع الصرف منه عندما تحتاج إليه بعد تقدم السن أو عندما تصاب بحادث وتحتاج المساعدة .
ولأن الوقت من ذهب كما يقولون فقد ابتكرت بعض دول أوربا خاصة سويسرا مايسمى "بنوك الوقت " وهى عبارة عن جمعيات خيرية مرخصة بشكل قانونى تقوم بدور الوسيط بين الزبائن والعملاء لتبادل العديد من الخدمات بعملة اساسية واحدة هى الوقت حيث يتم حساب عدد الساعات التى يقضيها الزبون فى تقديم خدمة ما لزبون آخر ويتقاضى عوضا عنها عدد ساعات خدمة مماثلة من الزبون نفسه أو من زبون آخر مثل مجالسة الأطفال والعناية بهم ومجالسة الكبار ورعايتهم ومساعدة الطلاب فى الدروس التعليمية ودراسة اللغات والعناية بالحدائق والمساعدة فى الأعمال المنزلية والعناية بالحيوانات الأليفة وغير ذلك من الخدمات الاجتماعية المختلفة .
وكما علمت أن أحد أبرز تلك المؤسسات هى مؤسسة الرعاية الوقتية فى مدينة سالن غالن فى سويسرا حيث يمكن تقسيم الخدمات إلى نوعين : آنية وتوفيرية .
فالخدمات الآنية هى تلك التى يتم تبادلها بفارق زمنى قد يكون أياما أو اسابيع أو شهورا .
أماالتوفيرية فتعتمد على مبادلة الوقت بفارق زمنى قد يصل لسنوات والنوع الأخير عادة مايلجأ إليه المتقاعدون حديثا حيث يقدمون وقتهم للأكبر سنا وبذلك يطمئنون على أن شخصا ما سيكون بجانبهم ويمد لهم يد العون فى خريف العمر .
والرائع أن الحكومة السويسرية أنشأت بنك الوقت كضمان اجتماعى للناس حيث يستطيع كل راغب فى التطوع بوقته الاشتراك بالبنك بحساب الزمن الذى يقضيه فى الخدمة الاجتماعية خاصة خدمة المسنين والمرضى الذين لايجدون من يرعاهم أو يساعدهم من عوائلهم .
ويشترط على المشترك أن يكون سليما صحيا وقادرا على العطاء والتواصل مع الآخرين ولديه قدرة التحمل ويرغب فى تقديم خدماته بنفس راضية وإخلاص.
وعندما يحتاج الشخص مساعدة يرسل له البنك شخصا متطوعا ممن اشتركوا فى البنك ليخدمه ويخصم الوقت من حسابه .
ويؤيد الشعب السويسرى فكرة هذا البنك لما له من فوائد على المجتمع فى تبادل الخدمات الاجتماعية بانضباط وإحساس بالمسئولية وإخلاص فى أداء العمل بثقافة انسانية عالية .
ولنجاح التجربة بدأت بعض الدول فى تطبيقها مثل المانيا واليابان وحققت نتائج باهرة .
وتعتبر الاردن اول دولة عربية تطبق مبادرة لاستثمار الوقت تهدف إلى شراكات مجتمعية لتبادل الخدمات من خلال بنك الوقت الاردنى بما يسمح للمشتركين بقضاء حاجاتهم الملحة مجانا وبهدف نشر ثقافة العمل المتبادل لدى المجتمع لتعظيم قيمة الوقت .
"بنك الوقت " فكرة رائعة جدا تدعم العمل الاجتماعى الانسانى التطوعى فحبذا لو انتشرت فى كل دول العالم ليساعد بعضنا بعضا تكافلا وتضامنا خاصة لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة بدلا من نشر إعلانات فى الصحف تقول :
مطلوب جليس أو جليسة لمسن ..