محمد عبدالمجيد يكتب : قراءة في فِكْر النتّاشين!

profile
  • clock 21 يوليو 2021, 1:55:26 م
  • eye 3249
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ثلاثة من نسل( أبو لمعة) يُطلق عليهم العوام اسم( شيوخ) وهم لاعلاقة لهم بالإسلام من بعيد أو من قريب!

إنهم حكواتيون حفظوا حكايات تعنعنت إليهم على مدار مئات الأعوام، وكلما جاء حكواتي منهم في زمن أضاف ما يروق له، وحذف ما يتوافق مع العقل، ووضع عليها نكهة مخدرات مقدسة.

محمود طراد، ومحمود هاشم، وأحمد العزب هم ثلاثة نتّاشين يقومون، يوتيوبيـًـا، بغزو عقول الساذجين في محاولات مستمرة لإبعاد متابعيهم عن العصر الحديث، وتنفيرهم من الحياة الدنيا التي وهبها الله لهم، وجعلـِهم لا يفكرون إلا في سؤال الملــَـكين داخل القبر، باعتبار أن الميّت تعود إليه الروح بين الأتربة وفوق رؤوس دود الأرض؛ فإذا مات غرقا أو ابتلعه سمك القرش أو تعرض للحرق فبقيت من جسده حفنة رماد، فيعيده الله وينفخ فيه الحياة، ويتم حسابه(على الحساب)، أي شُكُك قبل يوم القيامة بزمن.

ثلاثة لمعيين(نسبة إلى أبو لمعة) فتحوا جماجم متابعيهم، فبصقوا فيها، ثم بالوا فوق البصقة، وأنكروا كلام الله( وكل إنسان ألزمناه طائره في عُنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا).

لا يُصدّق أي منهم أن الله، عز وجل، يعرف أكثر مما يعرف شيوخ الجهل والتدليس والتزييف.

تلامذة من ًصُلب محمود المصري وعمرو خالد وعمر عبد الكافي ومحمد حسان والحويني وحسين يعقوب وعشرات.. ومئات.. وآلاف من مُدمري العقل المسلم، ومخربي الإيمان الإنساني المستقيم!

أكل عيش كل منهم قائم على عقول مُشربة بالصرف الصحي، ومؤمنين غلابة تصحرت أدمغتهم وقلوبهم فاعتقدوا أن الحكايات الوهمية هي الدين.

نصّابون ومحتالون وبلهاء وجهلة يتابعهم الملايين تماما كما يتابعون الحاكم وهو يؤكد لهم بكل بجاحة ووقاحة أن الله أعطاه (البركة) وضحك عليه( حاشا لله) لأن هذه البركة أثمن وأكبر من المئة مليار دولار التي تمناها عندما كان صغيرًا.

لأنني أتابع حتى أكتب فقد أضطر للاستماع إلى الشيطان يعظ، وإلا لتقيأت أمام خطبة أي نتّاش فيهم يعادي الحياة والجمال والحب والعقل والحرية.

لا أفهم كيف أقنع بلهاءٌ عشرات الملايين من المصريين المسلمين أن الإسلام هو التجهم والكذب ومناهضة العقل واستخراج خرافات من القبور!

كيف قاموا بتفريغ أدمغة المصريين من المنطق والنقد والموضوعية والعلوم والخبرات وكنوز المعرفة في التاريخ والفلسفة والاجتماع والعلوم الإنسانية، ثم صبّوا فيها نفايات الحشيش ووضعوا عليها الاسم الجديد: هذا ديننا!

لا يختلف رجال القبور الأحياء عن الإعلاميين المدّاحين، فالأولون يستطيعون اقناع متابعيهم أن الله لم يؤْتَ من العلم أكثر من شيوخهم، والآخرون يتلقون المواد الإعلامية من القصر وعليها طرطرة دافئة، وعليهم إقناع الجماهير أنها بارفان كريستيان ديور، أو لانكوم، أو إيف سان لوران.

الشخص الأكثر سعادة وتأييدا وتعاطفا مع الإعلاميين المصريين ورجال القبور هو آبي أحمد، فبفضل هؤلاء الأوغاد ومعهم البركات المزعومة التي أعطاها الله لسيدهم بدلا من المئة مليار دولار التي تمناها على السماء؛ فالخشية أن تقوم إثيوبيا ببناء سدود نهضوية في الثكنات العسكرية المصرية.



التعليقات (0)