- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
محمد عبدالقدوس : شخصيات في حياتي... مفاجآت الدكتور زاهي حواس
محمد عبدالقدوس : شخصيات في حياتي... مفاجآت الدكتور زاهي حواس
- 1 أبريل 2021, 12:15:20 م
- 885
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
(مفاجآت الدكتور زاهي حواس: كرهت الآثار جداً في البداية ودكتور جعلني أحبها)
من حقك أن تتساءل عن العلاقة بين الطب والآثار، وكيف تحول أشهر رجال الآثار من كراهية مهنته إلى حبها بفضل دكتور!!
والإجابة ستكون مفاجأة حقيقية لحضرتك، فالدكتور اسم رجل!!
وأسألك: هل صادفت في حياتك كلها واحد اسمه "دكتور"؟؟ صديقي "زاهي حواس" عمل معه ويقول أنه كان رئيس للعمال الذين يقومون بالحفر، ولا ينسى أبدا أنه السبب في تحول كراهية المهنة إلى عشقها!! فما الذي فعله رئيس العمال هذا واسمه الدكتور!!
تعالوا معي لنتعرف على الحكاية كلها منذ بدايتها كما يرويها صديقي العزيز الدكتور زاهي حواس.
وفي بداية كلامه يطلق مفاجأة أخرى يقول درست الآثار بالصدفة المحضة، كنت في البداية أريد دراسة الحقوق لكنني وجدتها صعبة وحذرني أصدقائي منها، وقمت بتحويل أوراقي إلى كلية الآداب جامعة الإسكندرية وسألت عن أقسامها فكانت الإجابة: هناك قسم جديد خاص بالآثار، تدرس الآثار اليونانية والرومانية فدخلته وكنت كارها له فالدراسة فيه تقليدية جدا، وعندما تخرجت حاولت الإبتعاد عن هذا المجال تماماً، فقدمت أوراقي في وزارة الخارجية، وكدت أن أنجح ويتغير مجرى حياتي تماماً، لكن الحظ لم يحالفني في آخر لحظة، وهكذا اضطررت إلى العودة إلى المهنة التي لا أحبها، وعملت في قسم الحفائر بعدما هددني رئيس الآثار في ذلك الوقت الدكتور "جمال مختار" بالتعرض لعقاب شديد إذا لم ألتزم.
ويضيف زاهي حواس: وفي يوم لا أنساه كنت في منطقة "كوم أبو باللو" في البحيرة أقوم بالحفر، فإذا بي أفاجئ برئيس العمل واسمه "الريس دكتور" يأتي بوجه متهلل ليخبرني بأن عماله قد عثروا على مقبرة، وقمنا بفتحها، وكانت تمثال لآلهة الحب والجمال عند الإغريق وفي هذه اللحظة تغيرت حياتي كلها واكتشفت وأنا أمسك بالتمثال لأول مرة أنني عثرت على حبي، وتغيرت نظرتي للآثار من الكراهية إلى العشق.
سألت صديقي عالم الآثار الشهير: من فضلك أشرح لي هذه الفزورة إزاي واحد اسمه دكتور؟ أجابني بضحكة حلوة أبوه كان يعمل مع الخواجات وكان يخاطبهم بلقب دكتور، وعندما أنجب أبنه سماه دكتور، وهكذا أشتهر بين أقرانه بالريس دكتور!!
ويكمل أشهر عالم آثار كلامه قائلاً: بعد هذا الإكتشاف الذي ساعدني فيه رئيس العمال الريس دكتور قررت دراسة الآثار من جديد بحق وحقيقي، فسافرت وعمري 33 سنة إلى أمريكا بعدما حصلت على زمالة "فولبرايت"، وكان ذلك عام 1980، ودخلت جامعة بنسلفانيا، ومكثت هناك سبع سنوات واستفدت جدا جدا وحصلت على الماجستير والدكتوراه وتغيرت حياتي تماماً، وعدت إلى مصر وعمري أربعين سنة، وتدرجت بسرعة في جميع وظائف الآثار برغم المكائد التي كانت تدبر لي، وفي عام 2002 تم تعييني أمين عام للمجلس العام للآثار.
ويقول عن "فاروق حسني" وزير الثقافة الذي عمل معه طويلاً أنه كان يتميز بأن كل من حوله رجال ناجحين وقامات عملاقة، وهذا للأسف استثناء في مصر فلا تعرف يعني إيه العمل الجماعي!! ومن يتولى المسئولية عايز أتباع حوله!!
وكذلك لا ينسى فضل الدكتور جمال مختار الذي هدده في البداية ثم أصبح من أعز أصدقائه، وكان يلجأ إليه دوماً، وقد شغل لسنوات منصب المسئول الأول عن الآثار.
ومن أهم إكتشافاته يقول إنها عديدة وكل منها أعتبرها بمثابة أبن من أبنائي ومن أهمها مقابر الهرم في الجيزة، الذي أكد أنها بنيت بأيدي مصرية 100٪ ووادي المومياوات الذهبية وغير ذلك، والحفر مازال متواصلاً حتى الآن في أماكن عديدة، وفي الأسبوع القادم بإذن الله وتحديدا يوم 7 أبريل سأعلن بنفسي عن إكتشاف جديد سيكون له دوي عالمي.
وعن طفولته يقول: نحن نصف دستة من الأبناء أنا أكبرهم ووالدي أسمه بالكامل "عباس عبدالوهاب حواس"، وكان صاحب أرض زراعية في "العبيدية" وهي قرية صغيرة بالقرب من مدينة دمياط، وعن فضل أهله يقول أمي رحمها الله واسمها "عائشة حامد شريف" بحر من الحنان اتسع لأبناءها جميعاً بل لكل الناس، أما والدي فقد أخذت منه نصيحة ذهبية خلاصتها "لا تضع إصبعك تحت ضرس أحد" يعني أوعى تكون مدين لإنسان بحاجة، وخليك دوما قوي باستقلالك واستغناءك عن الناس، وافادني كثيراً في الحرب الضروس التي تعرضت لها في حياتي من حزب أعداء النجاح، وكذلك لا أنسى فضل الشيخ "محمد سطا" وكان بمثابة أب آخر لي يشرف على تعليمي في مختلف المواد. وقد مكثت في بلدتي حتى الثانوية العامة عندما ذهبت إلى الإسكندرية لدخول جامعتها وبداية مشواري في الحياة.