- ℃ 11 تركيا
- 26 ديسمبر 2024
محمد السطوحي : ياعزيزى كلنا خرفان!
محمد السطوحي : ياعزيزى كلنا خرفان!
- 20 يونيو 2021, 9:31:46 ص
- 800
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عندما كنت فى كلية الإعلام جامعة القاهرة كنت أسكن المدينة الجامعية مثل أغلبية الطلبة المغتربين. فى مرة كنت أزور أحد الأصدقاء فى غرفته وبعد شرب القهوة قلت له مازحًا إننى أقرأ الفنجان، فطلب منى أن أقرأه له وفعلت محاولًا تهدئة مخاوفه من الامتحانات التى اقتربت مع توقعات سهل التنبؤ بها ببعض المعرفة البسيطة عنه.
تصورت أن الموضوع انتهى بجلسة الفرفشة لكنى فوجئت بزميل آخر يطلب منى قراءة فنجانه بعد أن سمع (بكراماتى) من زميلنا الأول.
ورغم عدم ارتياحى لكننى سايرته واستجبت لطلبه لمعرفتى بقلقه الشديد فى فترة الامتحانات. لكن الأمر لم ينته عند ذلك، ففجأة انتشرت سمعتى كقارئ للفنجان وأن توقعاتى صحيحة وانهالت على الدعوات لشرب القهوة فى حجرات الزملاء حتى من لا أعرفهم ولا يعرفون عنى شيئا. هنا أدركت أن (اللعبة) دخلت فى الجد وبدأت أواجه من يطلبنى بالحقيقة وأنني كنت أتسلى فقط ولا أفهم شيئا فى قراءة الفنجان.
المفارقة هنا أن الزملاء الذين صدقوا التخاريف رفضوا قبول اعتذاراتى أو تصديق الحقيقة وبعضهم زعل منى متصورا أننى لا أريد مساعدته!
هذا حدث فى فيلم (البيضة والحجر) لأحمد زكى عندما رفض أحد أصحاب النفوذ تصديق اعترافاته واتهمه بأنه يرفض مساعدته لصالح أحد منافسيه.
ماذكرني بهذه الحكاية كان تصور البعض أن ماقاله محمد حسين يعقوب أمام المحكمة سوف يكشفه أمام مريديه ويهز صورة السلفية، لكن الشيخ يعقوب حتى لو أعلن ذلك لهم مباشرة لن يصدقوه وسوف يظل أغلبهم على ولائهم له، فما بالنا بكلام تحكمه اعتبارات كثيرة أمام المحكمة؟.
المشكلة فى الأساس ليست فى (النصاب) ولكن من يسيرون خلفه، ويجدون فى ذلك تلبية لحاجة ما لديهم نفسية او اجتماعية أو دينية. لذلك تمتد هذه الظاهرة لتتجاوز رجال الدين إلى كل المجالات. أنظروا مثلًا لمن يصفون الإخوان بالخرفان، لأنهم يتبعون المرشد دون تفكير، ستجدون أغلبهم يدعم ناديه وربما رئيس النادى دون تفكير، وسيمتد ذلك سياسيًا، فإذا كان مثلًا من داعمى الرئيس أو أى تيار سياسى آخر سنجد نفس الثقة المفرطة دون مراجعة أو محاسبة.
السبب ببساطة هو ارتباط الشخص بمجموعة أفكار وأشخاص ونسق قيمى يعيش عليه وليس مستعدًا لتغييره، ليس من أجل الشخص الذى يدعمه فى ذاته ولكن لأنه لا يحتمل أحيانا تدمير تلك المنظومة القيمية والنفسية خاصةً لو كان هناك ثمن لذلك التغيير.
كيف يتم إصلاح ذلك؟ البداية من التعليم وهو موضوع آخر..