- ℃ 11 تركيا
- 19 نوفمبر 2024
مجدي الحداد يكتب.. زيلينسكي ينتقل من الدفاع للهجوم
مجدي الحداد يكتب.. زيلينسكي ينتقل من الدفاع للهجوم
- 19 مايو 2024, 11:04:22 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
دهشت ــ وفي الحقيقة لم أصدم ــ من لوم فولوديمير زيلينسكي ، رئيس أوكرانيا ، أمس للغرب بسبب منعه من استخدام أسلحته الموجودة في أوكرانيا لضرب الأراضي الروسية ، ردا على الهجمات الروسية في شمال شرق أوكرانيا في خاركيف ، والتقدم الروسي في هذه المنطقة .
دهشت من بجاحته دون علمه ــ أو ربما حتى بعلمه بالعواقب ــ وبما أنه رجل دولة في المقام الأول ، ويفترض تقديره للمسؤلية العملية عما تترتب عليه دعوته تلك ، وإلا كان من الأفضل له أن يستمر في سلك التمثيل الكوميدي الذي تخصص فيه ، ونشأ وترعرع عليه ، بعيدا عن دهاليز السياسة وسراديبها وألاعيبها .
ودهشت من طلبه مساعدة الغير في الهجوم على الأراضي الروسية ، تماما كدولة الكيان ــ وإن كان من غير المستغرب أن يحمل نفس الجين الصهيوني ، والذي لم يمنعه من زيارة دولة الكيان بعد السابع من أكتوبر لإظهار دعمه وولاءه لدولة الكيان في عدوانها ، وعدوانياتها المستمرة على مدار ال 77 عاما على الأراضي الفلسطينينة والشعب الفلسطيني بصفة خاصة ودول الطوق ، وبقية المنطقة العربية بصفة عامة . والمفارقة الغريبة هنا أن أوكرانيا زيلينسكي كانت الدولة الأوربية الوحيدة بالمناسبة التي لم تقم بها مظاهرات شعبية واحدة داعمة لأهالي غزة ، وكما حدث في كل أوربا وجامعاتها ، وجل دول العالم .
كان الأجدر بزلينسكي إذن أن يطلب أسلحة دفاعية ، وإمكانيات دفاعية للدفاع عن أرضه ، واسترداد ما يزعم بأن الروس قد استولوا عليه ، بدلا من أن يطلب من الغرب مساعدته في ضرب عمق الأراضي الروسية . وهذا في الحقيقة ما لم يصدمني من طبيعة الحالة النفسية والمزاجية ، والعقلية ، وكذا أبعاد الشخصية الصهيونية ، والتي تسعى دائما وحقا في إشعال الحروب ، ما استطاعو إلى ذلك سبيلا . وهم في سبيلهم إلى ذلك لا يتورعوا عن إحراق الأخضر واليابس ، وتوريط الغير ــ بالنيابة عنهم أحيانا ــ في تلك الحروب ، وكما رأينا في الحربين العالميتين السابقتين ، وربما في الحرب العالمية الثالثة المحتملة !
فعلا وحقا ؛ وكما قال تعال : " كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ " [ المائدة : 64 ]
لا بأس أن تلجأ الدولة ــ أو حتى الإنسان العادي ــ في طلب المساعدة من الغير من الأصدقاء ، أو الحلفاء ، لرد أي عدوان عنه لا يستطيع ، ولا قبل له بمواجهته بمفرده ، أما أن يطلب منهم مساعدته في الهجوم على أي خصم له ، فعليه في هذه الحالة أن يعتمد على نفسه ، وعلى قواه الخاصة ، وإمكانيات بلاده الاقتصادية والعسكرية ، وليس على إمكانيات غيره ، ومما لديهم من أسلحة ؛ هكذا يقول المنطق وأي واقع ، وذلك إذا كان حريصا على عدم توريط اصدقائه وحلفائه في حرب ، أو نزاع ، لم يكونوا هم أصلا طرفا فيه .
وبالنسبة للقرم فهي كانت تابعة لروسيا تاريخيا ــ وكما كانت أوكرانيا ذاتها بالمناسبة العاصمة السابقة للامبراطورية الروسية ــ وقد ضمها ستالين لأوكرانيا ، كما فعل مع العديد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ، ربما أعتقادا منه أن ذلك من شانه أن يزيد من أواصر الترابط والتلاحم بين شتى الجمهوريات والشعوب السوفيتية السابقة . ولكن ما أن تم حل الاتحاد السوفيتي السابق حتى ظهرت تلك الخلافات والمشاكل والنزاعات الحدودية الكامنة على السطح ،وكما ظهرت في أماكن أخرى من الاتحاد السوفيتي السابق بين أذربيجان وأرمينيا حول اقليم ناجرنو كارباخ التابع لأذربيجان ، والتي استردته الأخيرة من أرمينيا مؤخرا ، ومن خلال الكفاح المسلح .
إن لم تستوعبوا دروس التاريخ فلا تلومون إلا أنفسكم .