مجدي الحداد يكتب: "بين كامب ديفيد والاتفاق الصهيوني اللبناني "

profile
مجدي الحداد كاتب ومحلل سياسي
  • clock 4 أكتوبر 2022, 10:46:54 ص
  • eye 401
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

خرج نتانياهو من صمته حول توصل لبنان مع دولة الكيان حول ترسيم الحدود البحرية مع دولة الكيان قائلا انه لا يعترف بهذا الاتفاق و سوف يعتبره لاغيا ما أن يصبح رئيسا للوزراء  .
وذلك على الرغم من أن الولايات المتحدة هي كانت الراعي الرسمي لهذا الاتفاق - مع الأخذ في الاعتبار أيضا انحيازها لمصالح الطرف الإسرائيلي أكثر من اهتمامها من أن تكون عادلة بين الطرفين ، وحيث وصفها محمود عباس نفسه رئيس السلطة الفلسطينية ؛ بالوسط غير النزيه فيما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني - وإضطرار لبنان للتنازل عن بعض حقوقها السيادية البحرية من أجل التوصل لهذا  الإنفاق ، وحيث أنهما لم يتوصلوا مثلا حتى الآن لاتفاق حول الحدود البرية ، وحيث لا تزال دولة الكيان تسيطر على مزارع شبعا مثلا ، وتسرق مياه نهر العاصي اللبناني .
ويجب أن نلاحظ أن رئيس وفد التفاوض الصهيوني حول إعادة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و دولة الكيان قد استقال من منصبه مباشرة بعد تصريح نتانياهو بعدم اعترافه بهذا  الاتفاق وليس قبله !
وهذا في الحقيقة يثير  أكثر من سؤال ؛ أولهما لماذا أعلن نتانياهو تمسكه باتفاقيات " كامب ديفيد " بالذات ، ولم يعلن عدم الاعتراف بها ، أو نقضه لتلك الاتفاقيات ، وكما هو ديدن ودأب بني صهيون دائما ، ومنذ بدأ  الخليقة ، و طوال صراعهم مع العرب ، كما فعل الآن مثلا بالنسبة الاتفاق الذي توصلت إليه دولة الكيان مع لبنان ، وكما أسلفنا؟ 
وثانيهما ؛ لماذا لم يعترض كذلك على الاتفاق الذي توصلت  إليه دولة الكيان مع مصر ، وفي عهد حاكم مصر الحالي ، حول إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر و دولة الكيان؟
وثالثها ؛ لماذا ، وهو المعروف بتطرفه وخاصة فيما يتعلق  باسترداد كافة الحقوق العربية بصفة عامة والفلسطينية بصفة خاصة ، وموقفه من إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ، يؤيده و يدعمه ، حاكم مصر الحالي ، وعلى مرأى ومسمع من العالم كله ، و من فوق منبر الأمم المتحدة - ومنذ حوالي أربعة سنوات - و في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وحينما دعا شعب دولة الكيان ونصحهم بالتمسك بقيادتهم ، و الوقوف وراءها - وكان رئبس الوزراء وقتها نتانياهو - ولا يتركوا هذه الفرصة التاريخية ، والتي قد لا تتكرر مرة أخرى ، ثم اختتم كلمته قائلا : " أن أمن المواطن الإسرائيلي من أمن المواطن الإسرائيلي " . ومع ذلك فقد صفق له الوفد المرافق تصفيق حارا ، و المعين أصلا بالواسطة ، و على أساس الثقة - وليس الكفاءة والجدارة - وكذا الانتماء للدولة العميقة ، و هذا موضوع أخر !

التعليقات (0)