- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
ما سبب نشر المجر قواتها في تشاد؟
أُعلن عن تأجيل نشر قوات المجر في تشاد، مما أثار اهتمام العامة بالعلاقة بين المجر وتشاد وبقرار بودابست الغريب. فتقع المجر، هذه الدولة الأوروبية الصغيرة في قلب أوروبا الوسطى، في موقع غير متوقع بإرسالها قواتها إلى حافة الصحراء الكبرى في تشاد، هذا البلد الأفريقي الشاسع والمتنوع عرقيًا، الذي يجاور النيجر، المعروف أحيانًا بلقب "مقلاة العالم".
في منتصف أكتوبر 2023، أعلن وزير الدفاع المجري، كريستوف بوبروفنيسكي، عن خطة لبدء مهمة عسكرية في تشاد بنهاية العام، تهدف إلى الحد من التدفقات الهجرية وتقديم المساعدات الإنسانية. ومؤخرًا، أعلنت الحكومة المجرية تأجيل إرسال 200 جندي من الجيش المجري إلى تشاد إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية التشادية المقررة في مايو 2024.
يأتي المخطط المجري ضمن تزايد الاهتمام الأوروبي بالأمن في منطقتي شمال أفريقيا والساحل، لارتباطهما مباشرة بالأمن الأوروبي؛ ولتأثيرهما على معدلات تدفق اللاجئين غير الشرعيين، حسبما ورد في تقرير لمنصة "أسباب" للدراسات الاستراتيجية والسياسية.
وهكذا؛ باتت تهيمن مجدداً على أوروبا المقاربة الاستراتيجية التي تعتبر أن حدود أوروبا الجنوبية -جيوسياسياً- هي الصحراء الأفريقية الكبرى، وهي المنطقة التي تعاني من حمى الانقلابات وبقايا الإرهاب والاضطرابات، حيث باتت ترى أن البحر المتوسط ليس مجرد "فاصل" بين أوروبا وشمال أفريقيا وإنما "موصل".
ولذلك؛ وقّع الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الماضية اتفاقيات متنوعة مع تونس وموريتانيا ومصر تقوم على تقديم حوافز اقتصادية لتلك الدول لتحسين أوضاعها الداخلية ودعم قدراتها في مواجهة الهجرة غير الشرعية.
المجر خططت من قبل لنشر قوات في النيجر
وخططت بودابست لنشر قوة عسكرية في النيجر لمركزيتها في مسارات تهريب المهاجرين غير النظاميين إلى القارة الأوروبية، ولوجود قواعد عسكرية فرنسية وأمريكية بها آنذاك، واتسامها بالاستقرار النسبي مقارنة بدول الجوار الإقليمي بمنطقة الساحل والصحراء.
لكن الانقلاب العسكري في النيجر ضد الرئيس محمد بازوم أطاح بالمخطط المجري، وبمجمل النفوذ الغربي، ومن ثم برزت تشاد كدولة بديلة لانتشار القوة المجرية.
بالتقاعس عن منع الهجرة غير النظامية من المنبع، ولذا دفعت الحكومة البرلمان المجري لتمرير مشروع قرار لنشر قوة من الجيش في تشاد، وافق عليه البرلمان في 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، على أن تُنشر القوة بمدى زمني يمتد من مطلع عام 2024 إلى نهاية عام 2025، لدعم الحكومة التشادية في عمليات مكافحة الإرهاب، وأداء المهام الاستشارية والدعم والتوجيه للجيش التشادي، باعتبار أن ذلك يساهم في تحقيق الاستقرار، ومن ثم تحسين الأوضاع الاقتصادية بما يعمل على تقويض دوافع الهجرة غير النظامية.
الدبلوماسية بين المجر وتشاد تتخذ نهجاً عائلياً
وبحثت حكومتا المجر وتشاد خلال زيارات متبادلة بين وزراء خارجية ودفاع البلدين ولقاء لمسؤولين مجريين مع الرئيس المؤقت محمد إدريس ديبي، مخططات بودابست الدولة الأوروبية الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو 10 ملايين نسمة.
لكن اللافت في العلاقة التي تطورت مؤخراً بين المجر وتشاد، هو حضور جاسبار أوربان، نجل رئيس الوزراء المجري، في كافة اللقاءات التحضيرية المتعلقة بنشر القوات في تشاد، رغم أنه ضابط برتبة صغيرة في القوات الخاصة يبلغ من العمر 32 عاماً.
لكنه يمتع بعلاقة شخصية مع كريمو ديبي، الأخ غير الشقيق للرئيس التشادي، ضمن نمط الدبلوماسية العائلية، وبالتالي أصبح جاسبار ضابط اتصال بين المجر وتشاد، حسب وصف تقرير منصة أسباب.
بودابست تحول أموالاً مخصصة لأوكرانيا لصالح مشروعها في تشاد
وتسير بودابست في بعض توجهاتها الخارجية بمعزل عن حلفائها الغربيين، فقد ماطلت في الموافقة على انضمام السويد لحلف الناتو، كما قررت إعادة تخصيص 18 مليون دولار من مساهمتها في مرفق السلام الأوروبي المعني بدفع نفقات الأسلحة الأوروبية المرسلة إلى أوكرانيا، لتوجهها إلى إنشاء مركز تدريب عسكري في تشاد لضباط الجيش.