ما أسباب التقارب بين تركيا والإمارات؟ موقع روسي يجيب

profile
  • clock 2 سبتمبر 2021, 9:00:01 م
  • eye 2500
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا سلط فيه الضوء على بوادر التقارب الدبلوماسي، بين تركيا والإمارات العربية المتحدة وأسبابه.


وقال الموقع في تقريره، إن المحادثة الهاتفية التي جمعت بين الرئيس رجب طيب أردوغان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، والتي تطرقت إلى تطوير العلاقات الثنائية وعدد من الملفات الدولية، من أبرز المؤشرات التي تعكس هذا التقارب.

وأضاف الموقع أن بوادر عملية تطبيع العلاقات بين الخصمين الإقليميين ظهرت منذ عامين. في هذا الصدد، يرى الخبراء أن العديد من الجهات عملت على تأجيج الصراع بين أنقرة وأبو ظبي، غير أن المصالح الاقتصادية دفعت البلدين إلى تجاهل الخلافات.

خلال المكالمة التي جمعت بين الرئيس التركي وولي عهد أبو ظبي، أثيرت عدد من القضايا الإقليمية، من بينها الوضع في أفغانستان، والذي يهدد منطقة الشرق الأوسط بموجة كبيرة من اللاجئين.

وكان أردوغان قد أجرى قبل أكثر من أسبوع محادثات مع مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، وقد شكلت زيارة المسؤول الإماراتي إلى أنقرة تحولا كبيرا في مسار العلاقات بين البلدين.

وعقب المحادثات، أعلن الرئيس التركي أن المشاورات التي جمعت الجانبين آتت ثمارها، مشيرا إلى إمكانية عقد اجتماع مباشر بينه وبين الشيخ محمد بن زايد في وقت قريب.

نقاط الخلاف

خلال السنوات الماضية، تبنّت تركيا والإمارات مواقف متباينة في عدد من الملفات والقضايا الدولية. على سبيل المثال، كانت الإمارات الداعم الأبرز لقوات خليفة حفتر في ليبيا، بينما اتهمت أنقرة أبو ظبي بمحاولة زعزعة الاستقرار في البلاد وتهيئة الساحة لمزيد من الانقسام الإقليمي.

ولم يقتصر الأمر على الملف الليبي، حيث اتُهمت الإمارات أيضا بمحاولة الحد من النفوذ التركي في سوريا. ففي عام 2020، تداولت الصحافة العربية تقارير تفيد بأن الإمارات العربية المتحدة عرضت على روسيا، الحليف الرئيسي لنظام بشار الأسد، المساعدة في إنعاش الاقتصاد السوري.

وفُسّر العرض الإماراتي حينها، إلى جانب عودة البعثة الدبلوماسية الإماراتية إلى دمشق، على أنه محاولة من الإمارات لخلق نفوذ يوازي النفوذ التركي في سوريا.

الحد من التوتر

تؤكد وكالة بلومبيرغ أن التقارب الحالي بين البلدين قد يكون حاسمًا، ليس فقط على صعيد الملفين الليبي والسوري، ولكن أيضًا بالنسبة للملف الأفغاني.

ويرى كبير المحاضرين في قسم العلوم السياسية بالمدرسة الروسية العليا للاقتصاد، غريغوري لوكيانوف، أن هذا التحرك يهدف إلى تقليل تكاليف المواجهة في أنحاء الشرق الأوسط، حيث اصطدمت مصالح وسياسات تركيا والإمارات العربية المتحدة في المنطقة بشكل واضح خلال السنوات الأخيرة.

ويضيف لوكيانوف: "يبحث الطرفان عن فرص لتجنب المواجهة، وإحباط محاولات القوى الأخرى استخدامهما في مواجهة لا تخدم مصالحهما. يتعلق الأمر هنا بأطراف محلية مثل المشير خليفة حفتر في ليبيا، الذي تعتبر الخلافات التركية الإماراتية مصدرًا لحصوله على الأموال واستمرار الحضور على الساحة السياسية".

ويؤكد لوكيانوف أنه يمكن ملاحظة تأثير الخلافات التركية الإماراتية أو التركية السعودية في أنحاء أخرى من شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وهي خلافات تجني منها القوى العالمية مثل الولايات المتحدة بعض الفوائد، لكن المواجهة بين الإمارات وتركيا مكلفة للجانبين.

تقارب اقتصادي منتظر

يرى الخبير الروسي أن أساس الخلافات والصراع بين البلدين يتعلق بالوضع الذي أفرزته ثورات "الربيع العربي" وانهيار عدد من الأنظمة، حيث تمكنت تركيا والإمارات وقطر من الاستفادة من ذلك الوضع لتعزيز نفوذها ومصالحها في المنطقة.

ويضيف لوكيانوف أن القيادتين التركية والإماراتية تدركان متطلبات الوضع الاقتصادي الراهن، لذلك يمكن أن تصبح المصالح الاقتصادية المشتركة أساسًا لبناء الثقة وحل الخلافات السياسية القائمة.

عربي21

التعليقات (0)