- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
مؤسس ورئيس "بربارة لمرضى السرطان" لـ"180 تحقيقات": تجولنا بـ"الكرافان" في 16500 دائرة اختيارية داخل لبنان
شعار "بربارة": بدك تنتصر على المرض بدك تسميه باسمه
مؤسس ورئيس "بربارة لمرضى السرطان" لـ"180 تحقيقات": تجولنا بـ"الكرافان" في 16500 دائرة اختيارية داخل لبنان
- 26 يونيو 2024, 4:21:22 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هاني نصار، مؤسس ورئيس جمعية بربارة نصار لمرضى السرطان
أجرى الحوار: سنا كجك، مديرة مكتب "180 تحقيقات" في بيروت
>> بربارة المناضلة تحدت مرضها وخضعت لجلسات العلاج خلال جولتنا
>> قررنا الإعلان عن ولادة الجمعية في اليوم العالمي لمرضى السرطان
>> الجمعية تنظم معارض وندوات للتوعية والتثقيف عن مرض السرطان
>> نقيم نشاطات متعددة من أجل دعم الجمعية أبرزها عشاء "تنبولا" وبرنامج "المكننة"
>> حاولنا كثيرا مع المراجع المختصة والرسمية بوضع خطة للحد من استهلاك المنتجات المسببة بالدرجة الأولى لمرض السرطان
قال هاني نصار، مؤسس ورئيس جمعية بربارة لمرضى السرطان، إن "الكرافان" الذي بدأت به الجمعية أجرى جولات في كافة انحاء لبنان وصلت إلى 16500 دائرة اختيارية.
واستعرض "نصار"، في حوار مع "180 تحقيقات"، مشوار الجمعية منذ اللحظة التي قررت فيها زوجه "بربارة" التي تحمل الجمعية اسمها، إعلان الحرب على مرض السرطان في لبنان التي تصنف كواحدة من أعلى البلدا العربية إصابة بالمرض.
وأكد مؤسس ورئيس الجمعية أنهم حاولوا كثيرا مع المراجع المختصة والرسمية في لبنان من أجل وضع خطة للحد من استهلاك المنتجات المسببة بالدرجة الأولى لمرض السرطان.
وبربارة نصار هي سيدة لبنانية تسلحت بالإرادة الصلبة، أصيبت بالمرض الخبيث سنة 2009 وتحديدا في الثدي، ولاحقاً انتشر في العظام. قال لها الأطباء إن أمامها سنة واحدة لينبض قلبها بالحياة، فخضعت إلى 120 جلسة أشعة من علاجات كيميائية مُرهقة انهكت جسدها وروحها، إلا أنها حاربت وأصرت أن تنشر رسالتها إلى العالم أجمع. وهنا كانت البداية من لبنان ومن ذاك "الكرافان" الرمز لشجاعة "بربارة نصار" أيقونة النضال والتحدي.. إلى روحها السلام.
رحلة العلم اللبناني
أخبرنا عن "الكرافان" النقال الذي ضجت الأوساط اللبنانية بالحديث عنه منذ سنوات؟
بعد سنة من مرض بربارة، كانت الفكرة بأن نقوم برحلة نجول فيها على مختلف المناطق اللبنانية ونحتضن العلم اللبناني الحاضن لجميع الطوائف، فكان "الكرافان" الذي اشتريناه وعلم لبنان الذي تمت حياكته بحجم كبير يرافقنا.
وكانت جولاتنا في 16500 دائرة اختيارية داخل لبنان، في كل قضاء لأية منطقة كنا نحط فيها يستقبلوننا الاستقبال الكبير والحار والرسمي، وتقدم التحية الخاصة لعلم بلدنا، فكل مختار بلدة كان يوقع على العلم اللبناني وكنا نحن عائلة واحدة داخل "الكرافان" نتنقل من قرية إلى قرية وبمبادرة فردية. دخلنا إلى منازل كل الطوائف اللبنانية وكانوا يصرون على استضافتنا في منازلهم ويرحبون بنا ويندهشون من إصرار بربارة على مواجهة المرض اللئيم!
قررت أن تبقى معنا من أول الرحلة حتى آخر جولة لأنها كانت تريد أن تشارك العالم تجربتها، وتوصل رسالة بأن هذا المرض نستطيع هزيمته بالحب والمحبة. كنت أنا والعائلة نقدم لها كل الدعم المعنوي والعاطفي، فكانت تردد: "الحب يهزم المرض ويتحداه".. وأثبتت للعالم ذلك، إذ كانت تخضع خلال جولتنا في المناطق إلى جلسات علاج، ومن ثم تعود إلى "الكرافان" بروح ومعنويات عالية جدا.
بربارة لم تستسلم للمرض اللعين عندما قال لها الطبيب عام واحد وتودعين الحياة!! ولكن بإصرارها وبإيمانها استمرت معنا لخمس سنوات بعد أن حدد لها الأطباء سنة واحدة! فكانت على القرنة السوداء، وأرسلت لطبيبها صورة من هناك تؤكد له أنها وصلت إلى القرنة السوداء، بعد انقضاء العام والذي من المفترض أن تكون قد أسلمت فيه الروح!!
وفي ختام جولتنا كانت الزيارة إلى رئيس الجمهورية اللبنانية وقدمنا له العلم اللبناني الذي تم التوقيع عليه من كل الطوائف اللبنانية.
ولادة الجمعية في اليوم العالمي لمرضى السرطان
متى قررت "أيقونة النضال" بربارة تأسيس جمعية لمرضى السرطان؟
أحبت بربارة أن تترك بصمتها الخاصة في محاربة مرض السرطان وتساعد المرضى بعد وفاتها، فقررت أن تؤسس جمعية في اليوم العالمي لمرضى السرطان الموافق 4 شباط/فبراير من كل عام.
وقالت لوزير الداخلية مروان شربل آنذاك: "أتمنى عليك أن تحقق حلمي وتوافق على توقيع أوراق الجمعية "علم وخبر" لجمعية مرضى السرطان للبالغين" فاتصل الوزير شربل، ومن شدة تأثره بما طلبته بكى ووقع على أوراق "ولادة" الجمعية.
متى فارقت "أيقونة النضال والتحدي" بربارة الحياة؟ وكيف انطلقتم بتأسيس الجمعية؟
أسلمت بربارة الروح وفارقتنا الحياة في الـ 27 شباط/فبراير عام 2014، ولقد بدأنا منذ ذاك العام في الأشرفية مكاتب الجمعية التي ضمت مجموعة من المتطوعين من كل الطوائف اللبنانية نقدم الأدوية المجانية لا نفرق بين لبناني وآخر.
والآلية المتبعة لدينا نأخذ دواء من مريض إما انتهى وقت علاجه أو خضع لتغيير في الدواء ومن ثم نقدمه لمريض آخر يستفيد منه.
وهناك أيضا محاضرات توعية تقيمها الجمعية في المدن والبلدات اللبنانية، يقدمها نخبة من الأطباء اختصاصهم أمراض سرطانية، كالدكتور فادي نصر الذي كان طبيب بربارة الشخصي، وقدم ما يعادل الـ 500 محاضرة.
وصلنا إلى الهرمل ورأس بعلبك وإلى كل المناطق اللبنانية بهدف نشر التوعية الخاصة بهذا المرض الذي تستطيع الانتصار عليه بالإرادة القوية.
بدك تنتصر على المرض بدك تسميه باسمه
ماذا عن الشعار الخاص بـ"بربارة نصار" عن مرض السرطان؟ وما تأثيره الإيجابي على مرضى السرطان الذين تمد لهم الجمعية يد المساعدة؟
لأنها كانت مُحبة للحياة وتتمتع بإرادة قوية وبروح طيبة بعيدا عن اليأس، بل كانت تواسي المرضى الذين تعرفهم وتبث فيهم الطاقة الإيجابية، فكان شعارها الدائم قبل أن تودعنا: "بدك تنتصر على المرض بدك تسميه باسمه".
كانت ترفض بأن لا يتلفظ المريض أو أهله باسم مرض السرطان، فالأكثرية يقولون "الخبيث" أو "اللعين" أو "اللي ما بيتسمى"! وكانت تؤمن بأنه عندما نسمي المرض باسمه فذلك يُسهل علينا مواجهته وتقبله، وهذا ما تعلمه منها أغلبية المرضى في الجمعية من إصرار ومواجهة وتحدي له دون استسلام أو يأس أو انهيار في المعنويات.
حدثنا قليلا عن أبرز النشاطات الداعمة للجمعية وعن إنجازاتها؟
نقيم نشاطات متعددة من أجل دعم الجمعية للمساهمة ومساعدة مرضى السرطان، ومن أهم هذه النشاطات مثال: عشاء "تنبولا " والتبرع من أصحاب الخير الذين يرغبون بدعم مرضى السرطان.
ولقد بدأنا بموضوع "المكننة" نحن من طرحناه على وزارة الصحة اللبنانية، وساهمنا بإنجازاتها وتابعناها في أدق التفاصيل كي لا يذل المريض ويقف لساعات وساعات في "الكرنتينا" ليحصل على الدواء!
وبعد اتباع برنامج "المكننة" أصبح الدواء يصل على اسمه مباشرة، كما أننا نساعد في تأمين الدواء من خارج لبنان على نفقة المريض، وقد يكون دواء مشابه للدواء الأصلي نستورده من أوروبا، مثلا هناك أدوية يبلغ ثمنها 9000 دولار وهنا تكلفته أكثر، ولدينا أيضاً مصدر موثوق من تركيا نستطيع أن نؤمن أدوية بديلة لمن يرغب. ولكن كل دواء من داخل الجمعية هو مجاني مهما كان ثمنه.
فكل الأدوية التي نوزعها هي هبات من المرضى ومن ثم نقدمها لمرضى سرطان آخرين مجانا كما سبق وذكرت، ونتعاون مع شركات عدة لتأمين الأدوية بأسعار أقل.
معارض وندوات تثقيفية
هل تقيم الجمعية معارض أو ندوات للتوعية والتثقيف عن مرض السرطان؟
بالتأكيد، هذا يندرج في سياق عمل الجمعية لمساعدة مرضى السرطان وكل من يرغب بمعرفة المزيد عنه. لقد أقمنا معرض للتوعية حول الأمراض السرطانية شاركت فيه مستشفيات عدة، وجاء التلامذة من مختلف المدارس اللبنانية لزيارة المعرض.
وأيضاً، ساعدنا في دفع فواتير المستشفيات والأدوية، كما أطلقنا مجموعات خاصة لمرضى سرطان الثدي من الرجال والنساء، وأرسلنا لكل أطباء السرطان في لبنان من أجل تثقيف المريض، وشارك معنا في هذه المجموعات حوالي 53 طبيبا.
كما دعونا إلى تظاهرات وذلك بعد انقطاع الأدوية لمرضى السرطان، قدمنا كتاب احتجاج للأمم المتحدة بأن الدولة اللبنانية غائبة ولا تأبه بصحة مواطنيها! فالأدوية للأسف كانت تباع إلى البلدان العربية والأفريقية.
هل حاولتم كجمعية تُعنى بمحاربة مرض السرطان بإرشاد الدولة لوضع ضرائب على المنتجات المسببة للأمراض السرطانية؟
نعم حاولنا كثيرا مع المراجع المختصة والرسمية بوضع خطة للحد من استهلاك المنتجات المسببة بالدرجة الأولى لمرض السرطان، ونحن في بلد يسهل الإصابة بالسرطان على سبيل المثال: "الدخان" فسعره زهيد جدا نسبة للدول الأوروبية، فلماذا لا يتم وضع الضرائب على الكحول و منتجات التدخين؟
لقد أظهرت الإحصاءات بأن الدخان فقط إذا وضعت الضريبة عليه يساهم في إغناء خزينة الدولة بـ 300 مليون دولار!
وأيضاً هناك الضرائب على الكحول، فإن وضعت ستعود بمبالغ كبيرة على الخزينة ويستطيعون من هذه الأموال تأمين الأدوية وكل مستلزمات مريض السرطان دون منة من أحد.
في مجلس النواب اللبناني هناك لجنة فرعية تعمل على مشروع قانون يؤمن تمويل إضافي يستفيد منه مرضى السرطان كالرسوم على الوقود و الدخان والكحول ونأمل كل الخير.
المبنى الجديد لجمعية بربارة
يتم التداول في الإعلام اللبناني عن تحضير مبنى جديد لجمعية بربارة نصار.. أين يقع "بيتكم الخيري"؟ وعلى ماذا يحتوي من تجهيزات ونشاطات وتقديم مساعدات؟
لأن أملنا بالله كبير وبالانتصار على هذا المرض، استطعنا أن نحقق الحلم الكبير لـ"بربارة " وهو بتوسيع كما وصفتيه "بيتكم الخيري" بعد عشر سنوات إلى مبنى مؤلف من 4 طوابق.
صحيح لا نستطيع أن نحل مكان الدولة، رغم أن الجمعية تستقبل ما بين 1500 إلى 2000 شخص لاستلام الأدوية. أضف أننا نتلقى اتصالات بالمئات كل يوم يسألون عن الدعم النفسي وعن الأدوية المتوفرة، وبكل فخر أقولها: نحن الجهة الممثلة لمرضى السرطان في لبنان.
لكننا أخذنا على عاتقنا أن نوسع "بيتنا الخيري" والمبنى هو في مجمع" العازرية" وقد تم استئجاره من قبلنا، ندفع التكاليف وليس تقدمة أو هبة من أحد. وهو عبارة عن مدرسة قديمة.
وكي نشجع كل داعم ومتبرع أحببنا أن نقدم له غرفة باسمه، أي بمعنى عندما يتبرع بمبلغ ما إلى الجمعية نضع اسمه على إحدى غرف المرضى. ومن يتبرع بمبلغ 5000 دولار وما فوق نضع اسمه على شكل طائر الفينيق أو نجمة على المدخل باسم مؤسسته أو شركته أو باسم المتبرع شخصيا.
مما تتألف أقسام مبنى "البيت الخيري" الجامع؟
المبنى يضم 4 طوابق، الطابق الأول يتألف من 8 عيادات من كل الاختصاصات لمرضى السرطان، وآلات تصوير للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وصيدلية مجانية واستقبال المرضى وتقديم أي استفسار أو توجيه.
الطابق الثاني: يتألف من قاعة للاجتماعات لإدارة الجمعية، بالإضافة إلى العلاج بالفنون، هناك قاعات للموسيقى من رسم وتلوين إلى لياقه بدنية (يوغا تمارين تنفس) ومركز التدليك والعلاج الفيزيائي وقاعة لصالون تجميل (أظافر شعر)، وكل ذلك "مجند" لخدمة مرضى السرطان.
أما الطابق الثالث: هناك قاعة للمحاضرات ومركز مؤتمرات مع متحف للسرطان، للتوعية حول أمراض السرطان والوقاية منه ونستقبل فيه طلاب المدارس من أجل التوعية.
أما الطابق الرابع فهو مركز للقاء المرضى يتضمن كافيتيريا، وجلسات للقراءة، وانترنت ونشاطات لمرضى السرطان، ويعود ريعها إليهم.
كما يضم استوديو للمقابلات الحصرية مع المرضى لنشر التوعية ومقابلات مع أطباء اختصاص أمراض سرطانية.
أضف إلى ذلك معمل خياطة للنساء، حيث تتم حياكة حمالات الصدر من نوعية القطن لمريضات سرطان الثدي. وهناك حياكة للشعر الطبيعي نقدمه مجانا للمريضات من المتبرعين، كما سيباع قسم من الشعر الطبيعي إلى صالونات التزيين ويعود ريعه لمريضات السرطان وخصوصا الشعر الطويل.
الكرافان أهديته للمبنى
وختم السيد هاني نصار بالقول: "الكرافان" كما ستشاهدون في الفيديو عن المبنى الجديد أهديته له ليبقى أمام ناظري الجميع كرمزية لحلمنا فلقد انتهت مهمته. ومهمتي في هذا المبنى الكبير. بدأنا به بجولات متنقلة لمختلف المناطق اللبنانية كي ندعم ونشجع مرضى السرطان وانتهينا به هنا في "البيت الخيري" لكل مريض ومريضة سرطان هذا بيتهم ونحن أهلهم وسنبقى معهم لآخر المشوار هذه وصية بربارة ونحن سننفذها لتنعم روحها بالهناء والسعادة".
وبعد هذه المقابلة الشيقة التي تشع بأنوار الخير والبركة، تشعر بأن شحنات كبيرة من الأمل داخلك كي تهبها، إلى هؤلاء المرضى الذين يتحدون المرض بقوة وعزيمة، وأما عني يسعدني أن انضم إلى أسرة "البيت الخيري" جمعية بربارة نصار، لأقدم ما باستطاعتي من أعمال تطوعية، والإضاءة بقلمي على معاناتهم اليومية ليصل صوتهم إلى العالم أجمع. فلهم معزة خاصة في قلبي وآمل أنه بتواجدي بينهم أن أواسيهم وأخفف عنهم قليلا. سأحارب معهم هذا المرض الخاطف للأحبة لأجلهم ولأجل أمي لروحها الرحمة والسلام.
ومن يرغب من أصحاب الأيادي البيضاء بالتبرع إلى الجمعية للدعم ومساندة "بيتكم الخيري" باستطاعتكم مشاهدة الفيديو لمعرفة آلية طرق التبرع.