- ℃ 11 تركيا
- 7 نوفمبر 2024
مأمون الشناوى يكتب : لماذا نتحفظ على جيهان السادات
مأمون الشناوى يكتب : لماذا نتحفظ على جيهان السادات
- 10 يوليو 2021, 3:08:34 م
- 4240
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لماذا يتحفظ جيلنا علي نموذج جيهان السادات
من حق هذا الجيل أن يُعجب بالسيدة { جيهان السادات } ؛ بالأناقة واللياقة واللباقة والحداقة ، بالنموذج الأوربي ذي الشعر الأصفر والبشرة الشقراء ، بالحواديت التي لاتنتهي ، وتُعاد ألف مرةٍ وتتكرر في كل البرامج ، وفيها من الكذب والمبالغة والتناقض الكثير ، وطبعاً لا أحد يُراجع أو يُصحح أويُحاسب !!.
ماعلينا
من حق هذا الجيل أن يُعجب بالسيدة { جيهان السادات } لأنه شبَّ علي وجودها ، وترعرع في منظومة الرأسمالية الاستهلاكية السفيهة ، فصارت عنده مثل ماكدونالدز وكنتاكي وكارفور والجونة ودهب والساحل الشمالي ، لايمكن الاستغناء عنها أو صارت هي جزءً أصيلاً من منظومة حياته !!.
كما أنه قارنها بالسيدة { سوزان مبارك } فوجد البوّن شاسعاً والفارق بعرض الفضاء وامتداد الأفق ؛ مابيّن زوجة ( بطل الحرب والسلام ) كما يُروّج الإعلام المُتصهيّن ويُلحّ ، والتي عاشت أحلك اللحظات مع زوجها ( البطل ) الذي كانت معه في السينما ليلة الثورة ، وبين سيدة أرادت توريث العرش لولدها النابغة الفريد من نوعه ، وكأن مصر هذه عزبة أبوها أو عقار يوّرث !!.
لكن جيلنا عاش واقعاً آخر تماماً ، نحن ماعرفنا سوي زوجة { جمال عبد الناصر } تلك السيدة المصرية البسيطة ، الزوجة والأم التي لاعلاقة لها بالشأن السياسي ، ولا تنشغل بأنها زوجة رئيس الدولة ، وإنما - وكما قالت في مذكراتها - أنها زوجة { جمال عبد الناصر } وفقط !!.
ولم نشهد لها خروجاً لملاقاة الرؤساء مع زوجها ( ولم يقبلها كارتر مثلاً ) ، والتي تسمع القرارات من الراديو مثلنا ، رغم أن كل الاجتماعات واللقاءات والمقابلات الرسمية كانت تتم في بيتها !!.
هي الزوجة البسيطة جداً ، المتواضعة المحبة لزوجها بصرف النظر عن منصبه ، ترعي الأولاد وتنظف البيت وتربي الطيور وتحيك فساتين البنات وتطبخ الكوارع والمسقعة وتصنع الفول المدمس ، وتقضي وقت فراغها في شغل الإبرة والكروشيه والكانفاه !!.
ساعة مات { جمال عبد الناصر } طلبت من الجميع أن يتركوها معه وحدهما ، ويخرجوا من حجرة نومها التي كان جثمانه يرقد فيها ، وقالت له عند دخولها إليه : ( كده برضه ياجمال ، تموت وماتسبش لينا بيت ) لقد كان البيت الذي يعيشون فيه عهدة للقوات المسلحة ، والذي صار اليوم متحفاً !!.
كانت تلك هي النموذج الذي تربي عليه جيلنا ، وأحببناه وتوافقنا معه ، فقد كانت السيدة { تحية الكاظم } زوجة { جمال عبد الناصر } تشبه كل أمهاتنا ، ولهذا استغربنا نموذج السيدة { جيهان السادات } عند ظهوره ، ولم نتواءم معه أبداً ، وتحفظنا عليه ، ورفضناه !!.
ورحم الله الجميع !!.