- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
لست إخوانياً لإني مبدع
قبل اندلاع الثورة كان أقرب الناس لقلبي وفكري هم الأستاذ مهدي عاكف والمفكر الإسلامي أحمد رائف والأستاذ جمال البنا رحمهم الله جميعاً وكان لا يخلو أسبوع إلا وانا أزور أحدهم لدرجة ان مكتبتي الخاصة هم من اشتروا كتبها,وفي إحدي زيارتي للمرحوم احمد رائف سألني الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فك الله كربه ورده لنا سالما.عن عضويتي بالجماعة ولماذا انا لست عضوا وكان مندهشا فأجاب الأستاذ أحمد رائف قائلاً : شخصية ابننا محمد لا تصلح مع الإخوان فهو مبدع ومتغير المزاج والجماعة لا تجذب المبدعين ولو دخل صفوف الجماعة ستكون الحرب عليه قاسية وذكرت له تشابه رأيه مع رأي الأستاذ مهدي عاكف حيث كان يوصيني أن اظل حر اختلف واتفق مع أي تيار وقال لي وقتها ذلك أنفع للأمة ,وحين كنت اعمل علي تصوير لقاءات فيلم حريق القاهرة ١٩٥٢ تنبئت بحدوث ثورة ولكن كنت أكثر تحديداً وعندي شريط تلفزيوني مُسجل بيني وبين الأستاذ مهدي عاكف من خلال الأسئلة أتحدث عن إمكانية تكرار مظاهرات ٢٥ يناير ١٩٥٢,ولكن ليس تضامنا مع الشرطة بل غضبا منها .....وكان هذا اللقاء عام ٢٠٠٩ ومسجل علي شريط للتاريخ.
وحدث الثورة في ٢٥ يناير 2011 وكان صديقي وأبي الروحي احمد رائف علي فراش الموت وتوفاه الله فجر يوم جمعة الغضب ...وكنت أتمني ان اذهب إليه بعد جمعة الغضب لأبشره بالثورة المباركة التي طالما تحدثنا فيها سوياً وكان يرد بشكل فكاهي (ثورة مباركة خيالك جميل وقابل للتطبيق ) وحينما اندلعت الثورة وحدث ما حدث وجاء الصندوق بالرئيس مرسي رحمه الله كنت اري أن نهاية الثورة ستكون مع إعلان ترشح الرئيس مرسي فحدثت قطيعة بيني وبين معظم أصدقائي من الاخوان ومنهم بعض أفراد عائلتي وهذا رغم اني في الإعادة انتخبت الرئيس مرسي "رحمه الله "لأن الخيار الثاني سيخالف الصف الثوري سيعود النظام من خلاله من ناحية وتعويلي من ناحية أخرى على شعبية الجماعة كحل أخير للحفاظ علي الثورة وتمنيت من الله أن يخلف ظني وتتحمل جماعة الاخوان مسؤوليتها التاريخية في الحفاظ علي مصر ...فانا كنت على يقين بأن الجماعة ستتلقى ضربة موجعة من الدولة العميقة وفاتورة تولي الاخوان للرئاسة ستكون انتهاء الثورة واعتقال الاخوان وقتل الشباب ,والشهود على ما أقول كثر.
وأذكر حينما زار الرئيس اردوغان مصر وكان هجوم الاخوان شديدا لتمسكه ونصيحته بعلمانية الدولة كنت اول من نصح بتبني التجربة التركية والعمل عليها سريعاً فالمدرسة الاردوغانية استفادت من التاريخ ونضجت وأصبحت مدرسة ذكية ستخلد وتحدث الرئيس أردوغان علي انقلاب مرتقب في مصر قال وقتها انه سوف يكون انقلاباً ناعما .ولكني كنت متأكد من أنه سوف يكون انقلاب دمويا بسبب الاستقطاب الحادث في الشارع,وحين حدث الانقلاب وقفت ضده ليس دعما للجماعة كما يعتقد البعض ولكن لإيماني ان المنصب احد مكتسبات ثورة يناير ويجب ان نموت من أجله ومازلت علي موقفي رغم يقيني بفشل الجماعة وعدم قدرتها علي الوقوف ضد همجية الدولة العميقة ,وحينا لجأت إلى تركيا. لم احل ضيفا علي الاخوان كما يعتقد البعض ..بل كنت ضيفا علي الشعب والحكومة التركية بل دعونا نسميها الامة التركية ,وكنت طوال الوقت حريصا على استقلال عملي ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حين غلبتنا العاطفة واندمجت مع بعض أعضاء الجماعة حدث ما تحدث عنه المرحوم أحمد رائف وهي حرب مكتملة الأركان فقد صدق " الأستاذ رائف" الجماعة لا تحب المبدعين بل تحب الجنود المخلصين. والكل يعلم ما عانيت منه من حرب منظمة وتحدثت عنه كثيراً.......وسيأتي وقت اذكر أدق تفاصيلها.
وفي رأيي ستظل أزمة اخوان مصر مع الإبداع هي المفصلية فهناك عداء رهيب مع أي وجهة نظر جديدة تصل لحد التخوين والتنكيل فالجماعة أقدم من الدول والنظم العربية كلها بما فيها النظام العسكري المصري ورغم ذلك لم تستطع الجماعة ان يكون لها سيناريست من أبنائها مثل وحيد حامد ولا حتي مخرج سينمائي أو ناقد او فنان تشكيلي فتجارب الجماعة الإبداعية خلال الأعوام السابقة مخجله ويجب ان تزال من تاريخها وتتبرأ منها .
ومع ذكرى ثورة يناير ثورة الشعب المصري العظيم تذكرت كلمة المرحوم أحمد رائف التي تأكدت من صحتها بعد عشر سنوات وأصبحت تجربة شخصية مؤلمة... لن انساها ... ,وسيأتي يوم ما اجعل تجربتي فيلما سينمائيا لتخلد وسأكون انا بطلها الوحيد كوني أحد المبدعين المصريين المحترفين وسيظل من وقفوا ضدي كومبارسات هواه كعادتهم يعلبون دور الشرير القاسي القلب ولكن بأداء كوميدي هابط.
وأخيراً نصيحتي للعقلاء المتبقين من أبناء التيار الإسلامي (الإبداع والمبدعين) هم اصل الحضارات فقد مات من صنع الحضارات وبقيت الاعمال الفنية كمرجع للحضارات .
كونوا مبدعين أو موتوا في صمت ,, فالإبداع خلود