- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
كيف تستغل إسرائيل التوترات الأمنية والمذهبية بالخليج لصالحها
كيف تستغل إسرائيل التوترات الأمنية والمذهبية بالخليج لصالحها
- 4 فبراير 2022, 1:40:10 م
- 738
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تنظر إسرائيل إلى الأوضاع الأمنية في الخليج على أنها فُرص بالنسبة لها، وتسعى إلى استغلالها. وتتمثل هذه "الفرص" بالنزاع بين هذه الدول، وبشكل خاص السعودية، وبين إيران، وكذلك التوتر المذهبي السني – الشيعي في دول مثل اليمن والبحرين، حيث يشتد هذا التوتر، وتستغله إيران أيضا. ولهذا السبب، توقع محللون عسكريون إسرائيليون اليوم، الجمعة، أن تتبع دول في الخليج البحرين في إبرام اتفاق تعاون أمني مع إسرائيل.
وأشار المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، إلى أن اتفاق التعاون الأمني الذي وقعه وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، ووزير الدفاع البحريني، عبد الله بن حسن النعيمي، في المنامة أمس، "ليس أمرا مفهوما من تلقاء نفسه ويدل على أن الشرق الأوسط يتغير بوتيرة مذهلة. من جهة، يتوقع تصاعد المشاكل القديمة في الحلبة الفلسطينية في الأشهر القريبة، ومن الجهة الأخرى يُصنع تاريخ في البحرين، بأول اتفاق مبادئ أمني مع دولة في الخليج".
وأضاف أن "انتقال البحرين من اتفاقيات اقتصادية أو اتفاقيات أمنية سرية من وراء الكواليس، إلى اتفاق أمني رسمي، ليس مسألة رمزية فقط. فالتحالفات بين إسرائيل ودول الخليج آخذة بالتوطد"، معتبرا أن هذه التحالفات تثير قلقا في إيران، علما أن هذه الاتفاقيات موجودة منذ سنين طويلة ولكنها خرجت الآن إلى العلن وحسب.
وتصور إسرائيل ودول الخليج اتفاقيات التحالف وتطبيع العلاقات، بوصفها "اتفاقيات أبراهام"، كأنها اتفاقيات سلام، رغم أنها بعيدة عن كونها كذلك، مثلما هي "اتفاقيات السلام" بين إسرائيل وبين مصر والأردن. فهذه الاتفاقيات هي بين الأنظمة، ويستفيد منها أيضا مواطنون في إسرائيل كوجهات سياحية عربية. "واتفاقيات ابراهام بدأت تترجم إلى دلالات أمنية بالنسبة لإسرائيل في الخليج" وفقا لليف رام.
ويشدد المحلون الإسرائيليون على أن الاتفاق الأمني الإسرائيلي – البحريني خرج إلى حيز التنفيذ بعد تأييد ومصادقة السعودية عليه، وكذلك ترحيب الإمارات، التي كشف موقع "أكسيوس" الإلكتروني، أمس، عن وجود قناة اتصال دفاعية واستخباراتية سرية بين أبو ظبي وتل أبيب منذ عقدين.
ولفت ليف رام إلى أن القضية الإيرانية والمصالح المشتركة كانت حاضرة أثناء توقيع الاتفاق الأمني وإن لم تُذكر بشكل علني. "ومواجهات العام 2011 في البحرين، المملكة التي فيها أغلبية شيعية، تكوي الذاكرة، وكذلك اصبع الاتهام الموجه إلى إيران".
وأضاف أن "هذه الفرص تستغلها إسرائيل جيدا لصالحها. والانصات الأميركي المتجه الآن نحو اتجاهات أخرى، من الصين حتى روسيا، يعزز بشكل أكبر مكانة إسرائيل ككقوة هامة في المنطقة. ويرجح الآن أن اتفاقيات أمنية مشابهة مع دول أكبر في الخليج هي مسألة وقت وحسب، وليس وقتا بعيدا جدا".
مساعدات إسرائيلية بالسلاح
من جانبه، تناول المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، الهجمات المنسوبة للحوثيين في اليمن التي استهدفت الإمارات، بعد هجمات استهدفت منشآت نفطية سعودية، في العام 2019. ورغم تحسن ضئيل في العلاقات بين الإمارات وطهران، "لكن في الأشهر الأخيرة تقدم الإمارات مساعدات للتحالف السعودي الذي يعمل إلى جانب قوات الحكومة في اليمن. كما أن إسرائيل متهمة بتزويد السلاح للسعوديين وداعميهم في الحرب (في اليمن). وهذه هي الخلفية للهجمات الأخيرة على الإمارات والتهديدات العلنية التي بموجبها طائرات مسيرة وصواريخ ستصل إسرائيل في المستقبل".
ويعتبر الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل في مدى استهداف هجمات مشابهة من جانب ميليشيات موالية لإيران في العراق وسورية واليمن ايضا.
وفيما يتعلق بالاتفاق الأمني الإسرائيلي – البحريني، أشار هرئيل إلى أنه "سيسمح بمأسسة أمور درجت الدولتان على تنفيذها تحت الطاولة. وستكون الإمكانية متاحة لبيع أسلحة للبحرين في المستقبل، خاصة أن الاتفاق جاء "بترحيب سعودي".
وأضاف أن زيارات الإسرائيليين للإمارات والبحرين وتصالبها مع الهجمات، "تشدد على ما تحتاج إليه الآن الإمارات وبقدر اقل البحرين من إسرائيل: مساعدات دفاعية واسعة ضد الصواريخ والطائرات المسيرة".
ونقل عن الباحث الكبير في "معهد ابحاث الأمن القومي" في جامعة تل ابيب، أساف أوريون، قوله إن "بإمكان إسرائيل بيع شركائها الجدد كافة الوسائل، من رادارات وحتى بظاريات القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ، التي تشكل معا الرد الإسرائيلي على الصواريخ. وتستعين السعودية والإمارات بصواريخ باتريوت وتاد الأميركية، لكن أداء المنظومات الإسرائيلية تعتبر أفضل. وبيعها سيكون مشروطا بنظام يتيقن أن التطويرات الإسرائيلية لن تسرب إلى أيد غير صحيحة".
واعتبر أوريون ايضا أنه "نشأت هنا فرصة ممتازة لتعزيز العلاقات الإستراتيجية بين إسرائيل ودول الخليج، في وقت تحتاج فيه هذه الدولة إلى المساعدة".
(عرب48)