كيف تجهزت قطر لاستقبال أكثر من مليون مشجع خلال المونديال؟

profile
  • clock 14 نوفمبر 2022, 5:15:36 ص
  • eye 578
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تستعد قطر لاستقبال أكثر من 1.2 مليون شخص من أرجاء العالم، بمناسبة استضافتها كأس العالم لكرة القدم، وهو أحد التحديات الكبرى التي تواجه الدولة الخليجية.

وأنجزت السلطات القطرية، كل ما يلزم لنجاح البطولة التي تقام للمرة الأولى في بلد عربي وشرق أوسطي.

واكتمل إنشاء وتجهيز الملاعب الثمانية التي ستستضيف المباريات، وقبل الوقت المحدد لها، كما اكتملت عمليات البنية التحتية اللازمة من شوارع وجسور وأنفاق ومسارات للدراجات، وأنجزت شبكة سكة حديد متطورة، وانطلق مترو الدوحة وترام لوسيل، وغيرها من التجهيزات اللوجستية.

وأنفقت قطر نحو 220 مليار دولار على البنية التحتية ومشروعات تنموية عملاقة، وذلك في 11 عاماً منذ فوزها باستضافة هذه البطولة، وفقاً للبيانات الحكومية، وهذا الرقم هو الأعلى على الإطلاق في تاريخ بطولات كأس العالم.

ويعتبر تنقل حشود الزوار الذين سيشكلون زيادة تعادل نحو 50% من السكان البالغ عددهم 2.95 مليون نسمة، تحدّياً كبيرا، عبر تأمين آلاف الحافلات التي تنقل الجماهير الكروية منذ وصولها إلى المطار وميناء الدوحة ومنفذ "أبو سمرة" البري، إلى أماكن الإقامة أو الملاعب ومناطق الترفيه، إلى جانب خدمات المترو وسيارات التاكسي وغيرها من وسائل المواصلات.

وربما التحدي الأكبر الذي تواجهه البطولة العالمية، هو تأمين أماكن إقامة وسكن المشجعين المتوقع أن يزوروا قطر خلال فترة البطولة.

كما تواجه قطر تحديا أكبر لتوفير جميع المتطلبات المعيشية لزوار المونديال، وفي مقدمتها تأمين أسواق الغذاء للمشجعين.

المواصلات

تتميز خطة قطر فيما يتعلق بالمواصلات ونقل المشجعين، بأنها "مجانية بالمطلق" لكل من يحمل بطاقة "هيّا"، المفروضة على دخول كل زائر إلى البلاد، اعتباراً من مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

كذلك تحوز قطر السبق في تاريخ بطولات كأس العالم من ناحية إتاحتها للمشجع مشاهدة أكثر من مباراة من الملاعب يومياً في أثناء مرحلة المجموعات، إذ تستغرق أطول رحلة بين الملاعب، (بين استادي "البيت" في الخور شمالاً، و"الجنوب" في الوكرة جنوباً) ساعة واحدة.

ولن يحتاج المشجعون، واللاعبون، ومسؤولو المنتخبات المشاركة إلى رحلات طيران داخلية.

وسيكون "مترو الدوحة" فرس الرهان، على صعيد المواصلات وتنقل الجماهير الكروية حسب مسؤولين ومراقبين، باعتباره جزءاً أساسياً من منظومة التخطيط الشامل للنقل خلال البطولة، وسط توقعات أن تتضاعف حركة النقل 6 مرات إذا ما قورنت الأوضاع بما هي عليه في الوقت الراهن.

وتوفر شبكة مترو الدوحة خدمة الربط بين 5 ملاعب، عبر محطات قريبة جداً من ملاعب "المدينة التعليمية" و"أحمد بن علي" و"974" و"لوسيل" و"خليفة الدولي".

ويصل المشجعون إلى هذه الملاعب مشياً، وتتوافر خدمات النقل عبر الحافلات إلى ملاعب "الثمامة" و"البيت" و"الجنوب" انطلاقاً من أقرب محطة مترو.

إضافة إلى عربات القطار، توفر "الرّيل" خدمة نقل "مترو لينك" مجانية، من المحطات إلى خطوط تغطي الدوحة باستخدام حافلات تنطلق من محطة المترو وإليها، بجانب سيارات أجرة للركاب بأسعار مخفضة، ومواقف "اركن وتنقل" في محيط المحطات.

بالمقابل، أعلنت شركة مواصلات قطر "كروة" جاهزيتها لكأس العالم، وأشارت إلى توفير نحو 4 آلاف حافلة، 25% منها كهربائية، من أجل خدمة المشجعين، و800 سيارة أجرة، و1300 سيارة أجرة اقتصادية، بما يعرف بـ"خدمة وفّر".

وفرق القوى العاملة التي ستكون مكلفة بمهمة نقل ضيوف قطر، تضم أكثر من 9 آلاف سائق و2000 موظف دعم، و3 آلاف موظف تشغيلي؛ من أجل توفير تجربة نقل مريحة وسهلة في أثناء المباريات.

وستعمل الحافلات على أكثر من 300 مسار ضمن شبكة الطرقات المتطورة التي تؤدي إلى مختلف ملاعب والمنشآت والمعالم السياحية ومناطق الإقامة الخاصة بزوار البطولة.

كما بدأت وزارة الداخلية أخيراً خطة الإغلاق الجزئي الأسبوعية لبعض الشوارع الرئيسة، أمام المركبات الشخصية ومركبات النقل "بيك آب"، وسمح لحافلات النقل العام وتاكسي الأجرة، على أن تجري دراسة تفعيل الخطة بشكل كامل يومياً ابتداءً من مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، لتوفير إنسيابية في الحركة المرورية، نظراً لكثرة أعداد السيارات الخاصة التي يحوزها المواطنون والمقيمون.

الإقامة

وعلى صعيد الإقامة، قدمت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المحلية المسؤولة عن مشاريع المونديال، بدائل عدة، لتعويض النقص في أعداد الفنادق، التي لا يمكن أن تستوعب بمفردها أعداد الجماهير الرياضية التي ستقصد الدوحة من مختلف أنحاء العالم.

وتتنوع خيارات الإقامة والسكن، بين فنادق من فئات 5 نجوم إلى نجمة واحدة، إلى الفلل، والشقق داخل العمارات، والفنادق العائمة، و"الكبائن" مسبقة الصنع، وبيوت العطلات والخيام المجهزة، بالإضافة إلى الإقامة مع الأهل والأصدقاء.

وحسب اللجنة، سيصل عدد الغرف المتاحة لضيوف قطر من أنحاء العالم خلال المونديال إلى 130 ألف غرفة، ما يؤكد توفّر أماكن إقامة كافية لجمهور البطولة.

وبدأ منذ مطلع أغسطس/آب الماضي، سريان عقد تأجير الوحدات السكنية في مشروع "براحة الجنوب"، الذي يضم 1404 وحدات سكنية مؤثثة، بقيمة 141.5 مليون ريال (نحو 38.8 مليون دولار)، لصالح البطولة.

وبلغ عدد الفنادق في قطر نحو 130 فندقا، فيما يتجاوز عدد غرف هذه الفنادق 30 ألف غرفة، ويصل عدد الأسرة إلى قرابة 50 ألف سرير.

وأعلنت أخيراً، كل من السعودية والإمارات عن منح تأشيرات سياحية متعدّدة الدخول لمشجعي كرة القدم، وسيحصل حاملو بطاقة "هيّا" المخصّصة لمشجعي مونديال قطر على تأشيرة الدخول والإقامة في البلدين.

وستشغل المملكة 40 رحلة جوية ذهابا وإيابا يومياً إلى الدوحة من كل من مدينتي جدة والرياض، ستزداد إلى 60 رحلة يومية في أيام مباريات المنتخب السعودي.

كما سيتم تخصيص معبر "سلوى" الحدودي بين المملكة وقطر للسفر البري لانتقال المشجعين خلال هذه الفترة، وستزداد الطاقة الاستيعابية لأكثر من 24 ألف سيارة يومياً.

وستسيّر الخطوط السعودية والكويتية وشركة "فلاي دبي" والطيران العُماني نحو 167 رحلة مكوكية يومية اعتباراً من 20 نوفمبر/تشرين الثاني للذهاب والعودة خلال 24 ساعة من الدوحة وإليها لمتابعة المباريات.

كما ستكون إيران مضيفة لمشجعي المونديال.

وأعدت اللجنة 6 مواقع لقرى المُشجِّعين موزعة على عدة مناطق، تتألف من قرى مؤقتة تضم 2000 خيمة تقدم خدمات متكاملة للمشجعين، و1800 خيمة في جزيرة قطيفان تكفي لاستيعاب 3600 شخص، و200 خيمة في الخور شمالي البلاد، إضافة إلى 8 آلاف كابينة موزَّعة على 3 أماكن.

كما سيقدم كلا الفندقين العائمَين مجموعة من خيارات الغرف، من الكبائن التقليدية المطلة على البحر إلى الغرف ذات الشرفات والأجنحة الفاخرة.

ويُشترط لحجز أماكن الإقامة شراء تذاكر مباريات كأس العالم من موقع "فيفا"، كما يحتاج المُشجعون الدوليون إلى بطاقة "هيَّا" لدخول قطر خلال البطولة، وكذلك للمشجعين من داخل الدولة لدخول استادات البطولة.

الغذاء

وفي قطاع التغذية، يُشكل تأمين الطعام والشراب لزوار قطر خلال فترة البطولة، تحديا كبيرا.

ويشير مراقبون إلى اتجاه قطر نحو تجاوز هذا التحدي، متكئة على تجربة وخبرة كبيرة اكتسبتها جراء الحصار الذي فرض على الدوحة عام 2017، وكذلك خلال أزمة "كورونا" في التعامل مع الأمن الغذائي، من خلال تعزيز مكانتها في هذا المجال، إذ احتلت المركز الأول عربيا والرابع والعشرين على مستوى العالم من حيث الأمن الغذائي.

ودشنت قطر رصيف محطة الأمن الغذائي في ميناء حمد (جنوبي الدوحة)، إذ رست على الرصيف، يوم 13 أغسطس/ آب الماضي، أول سفينة وعلى متنها رافعتا المحطة المُتنقلتان وملحقاتهما بعد اكتمال تصنيعهما من قبل شركة "ليبهير" الألمانية.

ويعد مشروع رصيف محطة الأمن الغذائي الأول من نوعه في المنطقة بسعة تخزينية لثلاث سلع رئيسية، وهي الأرز والسكر وزيوت الطعام، لمدة لا تقل عن سنتين، إذ يحتوي على صوامع للتخزين طويلة الأمد ومستودعات ذات بنية تحتية ومعدات خاصة لتكوين هذه القدرة التخزينية لتكفي احتياجات 3 ملايين نسمة، وفقاً للمعايير الدولية ذات العلاقة.

كما أن إعادة الحركة التجارية عبر المنفذ البري مع السعودية، سيساهم في تخفيف العبء ويسهل نقل البضائع والسلع الغذائية، خاصة أن المملكة تمثل أحد المصادر المهمة للغذاء، لا سيما أن فترة المونديال تأتي مع موسم الإنتاج الزراعي المحلي، وخاصة الطماطم والخيار والباذنجان وغيرها من الخضار الموسمية.

وبالتزامن، أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث توفير 100 عيادة طبية في الملاعب، بجانب عشرات العيادات في مناطق المشجعين وأماكن السكن.

وأعلنت فِرق نظام الرعاية الصحية عن تعاونها معا لتوفير نسبة كبيرة من الخدمات الطبية إلى جانب خدمات الدعم الأخرى، وتشمل خدمات الرعاية العاجلة والطارئة.

أماكن للترفيه

ولا تقتصر أماكن الترفيه على الفنادق وحسب، إنما تشمل المعالم السياحية الجديدة أماكن للترفيه وشواطئ ونوادي ودُور فنون وثقافة ومتاجر تسوق، وفنادق ومنتجعات جديدة، فضلاً عن مراكز للتسوق ومتاحف ومتنزهات ترفيهية.

وتأتي معالم ووجهات الجذب الجديدة التي تمّ تدشينها خلال العام الجاري، ضمن سلسلة المشاريع السياحية لتلبية احتياجات المشجعين وزوار قطر من أماكن للترفيه والسكن والتسوق، بجانب توافر منافذ الأطعمة والمشروبات.

وتم تحديد مجموعة واسعة من خيارات الترفيه التي تم إعدادها خصيصًا للمشجعين والزوار خلال البطولة، حيث يستضيف مهرجان "فيفا" للمشجعين، الذي يقام على كورنيش الدوحة، ما يصل إلى 40 ألف مشجع كل يوم خلال أيام البطولة.

وسيكون حضور المهرجان مجانيًا، وستُعرض خلاله المباريات بشكل مباشر على شاشات عملاقة، كما سيشهد استضافة فنانين مشهورين عالميًا، وأنشطة كرة قدم مميزة، وعروضًا متنوعة وألعابًا نارية.

وأبرز معالم الترفيه التي عملت "قطر للسياحة" على تطويرها أو استحداثها: جزيرة المها، لوسيل ونتر وندرلاند، درب لوسيل، جزيرة قطيفان الشمالية، نادي كورنثيا لليخوت، ويست ووك، شاطئ 974، شاطئ لا مار، شاطئ مكاني، متحف الفن الإسلامي الذي سيعاد افتتاحه، ومتجر برانتان الدوحة الذي يُفتتح لأول مرة خارج فرنسا.

وتنطلق البطولة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني بمباراة الافتتاح بين منتخبي قطر والإكوادور على ملعب "البيت"، في أول مونديال كروي يقام في الشرق الأوسط والعالم العربي.

وعلى مدى 29 يومًا، ستشهد البطولة 64 مباراة، على أن يسدل الستار على المنافسات في 18 ديسمبر/كانون الأول، تزامنًا مع اليوم الوطني لقطر، في ملعب "لوسيل" الذي يتسع لـ 80 ألف مشجّع.

التعليقات (0)