- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
إسرائيل اليوم: تسريبات واتهامات بـ”تسميم عرفات”.. انتقام أم “معركة خلافة”؟
إسرائيل اليوم: تسريبات واتهامات بـ”تسميم عرفات”.. انتقام أم “معركة خلافة”؟
- 14 نوفمبر 2022, 5:20:24 ص
- 576
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هل كان أبو مازن مشاركاً في المؤامرة لتصفية ياسر عرفات؟ هذا سؤال يعصف بالقيادة الفلسطينية في الأيام الأخيرة عقب تسريب محاضر تتضمن مئات الشهادات لأولئك الذين استدعتهم لجنة تحقيق خاصة تشكلت في العام 2010 باستيضاح ملابسات وفاة ياسر عرفات.
يتبين من الشهادات أن العلاقات بين أبو مازن وعرفات في الفترة التي سبقت وفاته كانت عكرة ومتوترة جداً. وكانت الأزمة بين الاثنين مليئة بتشهيرات شخصية وشتائم متبادلة. وادعى أناس مختلفون أمام اللجنة بأن أبو مازن تآمر على عرفات وحاك ضده مؤامرة بدعم من إسرائيل والولايات المتحدة. هكذا، مثلاً، شهد حكم بلعاوي، وزير الداخلية الأسبق في السلطة. “قال لي عرفات في حينه إنه تحاك ضده مؤامرة من جانب أبو مازن، وأبو علاء ونبيل شعث. في كل مرة كان يذكر فيها أحد الأسماء، بدا الغضب على وجهه”.
بالمقابل، شهد رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق أحمد قريع (أبو العلاء) الذي يعد أحد مهندسي أوسلو، بأن أبو مازن درج على اتهام عرفات بإفشال مساعي السلام مع إسرائيل.
ورداً على سؤال “من الرابح الأكبر من موت عرفات؟”، أجاب كثير من المسؤولين ممن أدلوا بشهاداتهم: أبو مازن، الذي كان يعدّ بشكل غير رسمي في حينه الرجل رقم 2 في القيادة. في الشهادات تلميحات بأن ليس مستبعداً أن يكون أبو مازن ومقربوه مشاركين في “تصفية” عرفات، الذي توفي بشكل غامض في مستشفى عسكري في فرنسا في 11 تشرين الثاني 2004.
من يوم تشكيل لجنة التحقيق وحتى اليوم، لم تنشر استنتاجات رسمية حول ملابسات وفاة عرفات.
ويتبين من شهادات المحاضر التي سربت، أنه في الوقت الذي فرض فيه الجيش الإسرائيلي حصاراً على المقاطعة في رام الله أثناء الانتفاضة الثانية، عانى عرفات من جنون اضطهاد، وكان في حالة اكتئاب. “بينما كان عرفات محاصراً في المقاطعة، كان أبو مازن وآخرون في “فتح” يتجولون بحرية وتركوه لمصيره”.
هل سُمم عرفات؟
الفلسطينيون مقتنعون بأن من سمم عرفات هم عملاء لإسرائيل. في الماضي، اتهم أبو مازن ومن هم في محيطه مسؤولاً في فتح، المفصول محمد دحلان، بموت زعيم م.ت.ف. وحسب إحدى شهادات اللجنة، قيل إن “هذه شائعة جاءت في إطار الخصومة مع أبو مازن. هذا كبير على دحلان، فهو غير قادر على أن يفعل شيئاً كهذا”، قال.
التوتر بين أبو مازن وعرفات وصل ذروته في 2003، عندما اضطر عرفات بضغط الأمريكيين والأوروبيين لتعيين أبو مازن رئيس الوزراء الفلسطيني. ورأى عرفات في ذلك محاولة فظة لاقتطاع صلاحياته. محمد رشيد، مستشاره الاقتصادي، روى بأن “أبو مازن رفض المساعدة في إجراءات رفع الحصار عن عرفات”. وشهد المسؤولون الكبار الذين أدلوا بشهاداتهم، بمعظمهم، التأكيد أو النفي لمضمون المقاطع المسربة، بحيث إنه ليس واضحاً مدى أصالة الشهادات ودقتها.
من المسرب؟
القيادة الفلسطينية على ثقة بأن رئيس اللجنة هو من يقف خلف تسريب الوثائق، توفيق الطيراوي، الذي شغل منصب رئيس المخابرات الفلسطينية العامة، وهو اليوم خصم سياسي لأبو مازن. تدعي رام الله بأن الطيراوي سرب الوثائق للانتقام من أبو مازن على إقصائه من مناصب عليا.
جاءت قضية الوثائق في الأسبوع الذي يحيي فيه الفلسطينيون الذكرى الـ 18 لوفاة زعيم م.ت.ف. والدراما الكبرى التي نشأت حولها وتبادل الاتهامات تشير إلى معركة الخلافة الساخنة في قيادة “فتح”.
بقلم: دانا بن شمعون
إسرائيل اليوم 13/11/2022