تكبير الخط تصغير الخط

تسببت الأحوال الجوية القاسية والمدمرة غير المعتادة في العديد من الولايات الأمريكية في حدوث أعاصير عنيفة وعواصف رملية عمياء وحرائق غابات سريعة الانتشار خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أسفر عن مقتل 39 شخصًا على الأقل.

في آخر إحصاء للدمار، أعلنت إدارة الطوارئ في أوكلاهوما مساء الأحد أن أكثر من 400 منزل تضرر جراء حرائق الغابات التي اجتاحت الولاية يوم الجمعة. وصرح عمدة المدينة، ويل جويس، مساء الأحد على فيسبوك أن 74 منزلًا على الأقل في ستيلووتر ومحيطها قد دُمرت بسبب حرائق الغابات.

وقالت إدارة الطوارئ أيضًا إن مكتب كبير الفاحصين الطبيين في أوكلاهوما أكد أربع وفيات مرتبطة بالحرائق أو الرياح العاتية.

قالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إن تحذيرات الأعاصير التي صدرت خلال عطلة نهاية الأسبوع انتهت في الغالب، لكن الرياح الخطيرة لا تزال محتملة في ولايتي كارولينا وشرق جورجيا وشمال فلوريدا حتى يوم الأحد.

في ولاية ميسيسيبي، جلست هايلي هارت وخطيبها ستيف روميرو مع كلابهما الهاسكي الثلاثة داخل سيارتهما تويوتا سيليكا موديل 1994 بينما ضرب إعصار منزلهما في تايلرتاون يوم السبت.

قال روميرو إنه صلى بصوت عالٍ وعانق هارت بينما انقلبت السيارة على جانبها، وتحطمت نوافذها، قبل أن تستقر على عجلاتها مجددًا. بعد مرور الإعصار، سمعوا صراخ الناس القريبين طلبًا للمساعدة.

وقال روميرو "لقد كان حلما سيئا أصبح حقيقة".

وفي المنزل المجاور، زحف أجداد هارت من بين أنقاض منزلهم المدمر بعد أن بحثوا عن مأوى في الحمام عندما تسببت الأشجار المتساقطة في انهيار السقف.

قالت دونا بلانسيت، جدة هارت: "كان كل شيء ينهار علينا. كل ما استطعتُ فعله هو الدعاء لله أن ينقذنا".

نجوا بخدوش وآلام طفيفة. أمضى أفراد العائلة والأصدقاء والمتطوعون يوم الأحد في إزالة الأنقاض وجمع كل ما عثروا عليه، بما في ذلك بعض الملابس المبللة وألبوم صور وبعض مستلزمات النظافة.

"أنا سعيدة جدًا لأنك على قيد الحياة"، قالت هارت من خلال دموعها، بينما كانت تعانق جدتها يوم الأحد.

حذر خبراء الأرصاد الجوية من ظروف خطيرة قد تتحول إلى مميتة
حصلت العاصفة الديناميكية التي بدأت يوم الجمعة على تصنيف "عالي الخطورة" غير المعتاد من خبراء الأرصاد الجوية. ومع ذلك، قال الخبراء إنه ليس من غير المعتاد رؤية مثل هذه الظواهر الجوية المتطرفة في مارس .

وقال الرئيس دونالد ترامب في منشور على شبكته للتواصل الاجتماعي إن إدارته مستعدة لمساعدة المجتمعات المتضررة.

"من فضلكم انضموا إليّ وإلى ميلانيا في الصلاة من أجل جميع المتضررين من هذه العواصف الرهيبة!" هذا ما نشره يوم الأحد.

لقي ثلاثة أشخاص على الأقل، بينهم امرأة تبلغ من العمر 82 عاما، حتفهم في وسط ولاية ألاباما عندما اجتاحت عدة أعاصير الولاية.

في تروي، ألاباما، أعلن مسؤولو المتنزهات إغلاق مركز الترفيه الذي لجأ إليه العديد من السكان بسبب الأضرار الناجمة عن العواصف الليلية. ولم يُصَب أحد بأذى.

وقالت إدارة المتنزهات في بيان لها: "نشكر الرب على توفير الحماية لمجتمعنا، ولأكثر من 200 ضيف في ملجأ العاصفة بمركز الترفيه ليلة السبت".

ارتفاع عدد الوفيات جراء الأعاصير في ولاية ميسوري إلى 12

قال داكوتا هندرسون، أحد سكان ولاية ميسوري، إنه عثر برفقة آخرين كانوا ينقذون الجيران المحاصرين، مساء الجمعة، على خمس جثث متناثرة بين الأنقاض خارج ما تبقى من منزل عمته في مقاطعة واين، التي تضررت بشدة. وأفادت السلطات بأن الأعاصير المتفرقة أودت بحياة ما لا يقل عن اثني عشر شخصًا في الولاية.

وقال هندرسون يوم السبت، على مقربة من المنزل المدمر الذي قال إنهم أنقذوا عمته من خلال نافذة الغرفة الوحيدة المتبقية: "إنه أمر مقلق حقًا بسبب ما حدث للناس والإصابات الليلة الماضية".

ووصف الطبيب الشرعي جيم أكيرز من مقاطعة بتلر بولاية ميسوري المنزل الذي قُتل فيه رجل بأنه "مجرد حقل حطام".

قال: «كانت الأرض مقلوبة رأسًا على عقب. كنا نسير على الجدران».

الوفيات في ميسيسيبي وأركنساس
في ولاية ميسيسيبي، أعلن الحاكم تيت ريفز عن مقتل ستة أشخاص ونزوح أكثر من مئتي شخص بعد أن ألحقت الأعاصير دمارًا واسعًا بثلاث مقاطعات. وفي شمال الولاية، غمرت المياه الطرق، وتقطعت السبل ببعض الناس بسبب مياه الفيضانات.

وقعت إحدى الوفيات في مقاطعة كوفينجتون، حيث قالت تريسي لادنر، المقيمة في المدرسة اللاهوتية، إنها شاهدت إعصارًا يسقط الأشجار وخطوط الكهرباء ويدمر منزلًا يوم السبت أثناء عودتها إلى المنزل من مطعم واردز.

وقالت إن الإعصار هبط على الأرض لفترة وجيزة، ثم عبر الطريق السريع 49 ثم عاد إلى الأعلى قبل أن يهبط بسرعة أخرى.

"كنت أبكي. كانت ساقاي ترتجفان. كان الأمر مخيفًا جدًا"، قالت.

وفي ولاية أركنساس، أكد المسؤولون مقتل ثلاثة أشخاص.

حرائق الغابات والعواصف الترابية ترفع حصيلة القتلى
تسببت حرائق الغابات الناجمة عن الرياح في أضرار جسيمة في تكساس وأوكلاهوما، وحذر المسؤولون يوم الأحد من أن أجزاء من الولايتين ستواجه مرة أخرى خطرًا متزايدًا من اندلاع حرائق في الأسبوع المقبل.

قال حاكم ولاية أوكلاهوما كيفن ستيت إنه تم الإبلاغ عن أكثر من 130 حريقًا في جميع أنحاء الولاية.

قال تيري إساري، رئيس إدارة الإطفاء في ستيلووتر، أوكلاهوما: "لا أحد يملك الموارد الكافية لمكافحة الحرائق عندما تهب رياح بسرعة 110 كيلومترات في الساعة. إنها مهمة شاقة".

قالت المتحدثة باسم إدارة الطوارئ في ولاية أوكلاهوما كيلي كين يوم الأحد إن شخصين قتلا نتيجة حرائق الغابات والطقس.

في غضون ذلك، أودت العواصف الرملية الناجمة عن الرياح العاتية بحياة ما يقرب من 12 شخصًا يوم الجمعة. لقي ثمانية أشخاص حتفهم في حادث تصادم على طريق سريع في كانساس، شمل ما لا يقل عن 50 مركبة، وفقًا لدورية الطرق السريعة بالولاية. وأفادت السلطات بوفاة ثلاثة أشخاص أيضًا في حوادث سيارات خلال عاصفة رملية في أماريلو، في منطقة بانهادل بتكساس.