: ولّع  

: لسه طافيها

ميّل وشه ، وعمل انه يينضف حاجة على البورش ،

واتنهد ، واتاخر حبة ، وركن راسه ع الحيطة وغمض .

: مالك؟

دوّر وشه واتمدد ع الفرشة ف ركنه

من غير ما يقول تصبح على خير .

:لسه مصمم إنه يخبي عليا إنه حزين ،

طب ده احنا اتنين

والزنزانة ٢ × ٢

هاتخبي وجعك فين ؟!

:مالك يا بني؟

ماردش .

وفضلت مقرفص طول الليل باسمع نهنهته .

كان فنان ومالوهش في أي سياسة ،

جده الأكبر من ناحية ابوه

"احمد عرابي باشا"  ،

بس لا جده ولا  فنه نفعوه .

ستين يوم في الحبسة وهوّ ف حالة إنكار ،

مش راضي يصدق انه سجين ،

واذا جت سيرة سجًانه يسب الدين .

فكًرني بحبسة سبتمبر 

لما كان "الزيات"

أول ما يقوم م النوم

يستحضر صورة صاحبه "السادات "

ويقول له بحرقة : يااابن الكاااااالب ،

ويضحك ،

اضحك انا و"صلاح ".

الصبح ،

واحنا بنتمشى فى طابور الشمس ،

باحكي له حاجات من هنا وهناك يمكن أهدّيه ،

اتسمّر فجأة في مكانه .

كانت اكتر حاجة بتحز  ف نفسه 

إنه يتذكر لما جده عاد م المنفى ،

 واحد م الشعب اللي قدم روحه علشان يفديه

قاله : يا عرابي يا خاين ،

 وتف عليه .

كانت الدمعة بتندّي عنيه 

وصوته بيعلى :

بقى يبقى "عرابي" خاين ؟، ويناير وكسة ؟، وشبابها أجنده ؟ ،  والشهدا عملا ؟، و الكاذب راكب والصادق متهان ؟، و"منى مينا" و"حسام" إخوان ؟،

والأشكال دي بتعمرها ؟، 

و"عبدالناصر" هو اللى خربها ؟

وعاوزني أكسبها ؟!

وبص لفوق بعيون غضبانة ،

وسكت .

كل السجن سمع وسكت

 ، سُجنا وسجّانة ، 

واتبلت كل عيونهم بدموع حزنانة ، وقلقانة ، وخزيانة . 

 تأتأت عليه  

: روّق ، هتعدي زي ما عدت غيرها .

: ولّع 

:  لسه مولّع 

  فجر الخميس 28 مايو 2020