- ℃ 11 تركيا
- 24 ديسمبر 2024
فؤاد بكر يكتب: نيويورك تايمز بالجرم المشهود
فؤاد بكر يكتب: نيويورك تايمز بالجرم المشهود
- 15 ديسمبر 2024, 10:39:15 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لطالما كانت الصحافة السلطة الرابعة التي تسلط الضوء على معاناة الشعوب، وصوت من لا صوت له، وبينما نقل عدد من الصحفيين وحشية الابادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفظاعة جرائم الحرب التي ارتكبها في لبنان، استهدفتهم قوات الاحتلال الاسرائيلية، ما أدى الى استشهاد العشرات منهم، وليس ذلك فقط منذ السابع من أكتوبر، بل ما قبل ذلك بكثير، ونستذكر منهم شيرين أبو عاقلة، عندما هاجمت قوات الاحتلال الاسرائيلي تابوت نعشها للانتقام منها وهي على فراش الموت.
وفي ظل الصمت الدولي وعدم اتخاذ اجراءات حقيقية تحاسب الاحتلال الاسرائيلي وتعاقبه على جريمة اغتيال الصحفيين، الذين لا يمتلكون سوى سلاح الحقيقة ونقل الصورة الحقيقية، إذ ترسل نيويورك تايمز أحد صحفييها المصورين، ليس من أجل نقل حقيقة المعاناة ووحشية جيش الاحتلال الاسرائيلي، بل لقلب الحقائق ومساندة جيش الاحتلال الاسرائيلي للقتال الى جانبه في قطاع غزة.
وبينما تقوم المقاومة الفلسطينية بالدفاع عن ارضها اثر الغزو الاسرائيلي لقطاع غزة، تمكنت قوات الشهيد عمر القاسم الذراع العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين خلال معركة التصدي ومواجهة جيش الاحتلال الاسرائيلي في بيت لاهيا القضاء على عدد من جنود جيش الاحتلال الاسرائيلي، واستولت على سلاحهم ومقتنياتهم، وكان من ضمنهم الصحفي البرازيلي "تايلر بورتر هيكس" الذي يعمل كمصور في صحيفة نيويورك تايمز، والذي كان يخوض القتال ضد الشعب الفلسطيني ليحتل أرضهم، ويساعد اسرائيل في ابادتها الجماعية ضد الفلسطينيين. فبتاريخ 10 ديسمبر 2024، أصدر أبو خالد، المتحدث الرسمي باسم «قوات الشهيد عمر القاسم»، بلاغاً عسكرياً أعلن فيه عن نجاح هذه العملية، وأكد ان الصحفي البرازيلي التحق بقوات الاحتلال الاسرائيلي، وساهم في الأعمال العدائية ضد الشعب الفلسطيني، كما نشرت قوات الشهيد عمر القاسم جواز سفره الصادر عام 2012 والمنتهية صلاحيته من العام 2017.
لقد دخل تايلر بورتر هيكس بذات جواز السفر الى قطاع غزة، عندما التقط صور أبناء عائلتي "عائلة بكر" في المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل على شاطئ البحر، والتي قتل من خلالها 4 أفراد من بينهم أطفال على شاطئ البحر في قطاع غزة، ونشر مقالة حينها في نيويورك تايمز حول ذلك بتاريخ 16/07/2014.
لم يكن تايلر بورتر هيكس صحفيا، بل كان مجرم حرب يختبئ بحصانة الصحفي الاميركي، ويخدع الشعب الفلسطيني بأنه ينقل الحقيقة، ولكنه في الواقع كان ينقل معلومات للعدو الاسرائيلي، وامام هذه الفضيحة، يترتب على نيويورك تايمز توضيح ما جرى، وما اذا كانت مشاركته في جرائم الاحتلال الاسرائيلي هو بطلب رسمي منها، ام بمبادرة فردية، واذا كان بمبادرة فردية وهي تعلم ارتباطه بجيش الاحتلال، فلماذا أبقته في وظيفته؟ ولعدم توضيح نيويورك تايمز هذه الحادثة الى الان، ومحاولتها التستر على هذه الجريمة بحق الصحافة، يطرح مئة علامة استفهام حول الدور الذي تؤديه ليس فقط في قطاع غزة، بل اينما وجدت حركات التحرر الوطنية المناهضة للكيان الصهيوني في العالم.
ومن هنا، يجب على الاتحاد الدولي للصحفيين التحرك العاجل واتخاذ الخطوات اللازمة، حيث ان الصحفي الذي يرتدي الكوفية الفلسطينية يتهم بعدم الحيادية ويعاقب على ذلك بإعتبارها جريمة ويطرد من وظيفته تعسفيا، فكيف بالصحفي الذي يشارك بالاعمال العدائية ويكون شريكا في جريمة ابادة جماعية