فؤاد بكر يكتب: انتصار غزة قاب قوسين أو أدنى

profile
فؤاد بكر رئيس الدائرة القانونية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
  • clock 11 ديسمبر 2024, 9:13:59 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بينما يزداد الاحتلال الاسرائيلي وحشية في قطاع غزة، ويرفع من وتير تصعيده واستمراره في الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، وارتفاع عدد الشهداء والجرحى والمفقودين إلى ما يزيد عن 160 ألف، الا ان المفاوضات قد وصلت إلى مرحلة متقدمة، وربما التفاؤل سيد الموقف، ليس كما هو حال المرات السابقة. 


وفي إطار المفاوضات، بدأت لجان فنية مكونة من حركة حماس، مصر واسرائيل تعمل على وضع التفاصيل لتنفيذ صفقة تبادل الاسرى، وقد جرى تسليم الوفد المصري قائمة أولية تتضمن أسماء الاسرى، بمشاركة كل من قطر، تركيا، والولايات المتحدة الاميركية، حيث سيزور مستشار الامن القومي الاميركي مصر وقطر هذا الاسبوع لوضع اللمسات الاخيرة على الاتفاق قبل وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض، ويجري البحث حول الترتيبات الامنية على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، كما سيخفف جيش الاحتلال الاسرائيلي وجوده في بعض النقاط ويخلي نقاطا عديدة في فيلاديلفيا، في المرحلة الاولى، ثم يأتي بالمرحلة الثانية الانسحاب الاسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وانهاء الحرب. 


وبحسب التقديرات، مدة التوصل الى اتفاق نهائي يتراوح بين أسبوع أو أسبوعين، ويأتي ذلك بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها التي تتعلق بتهجير الفلسطينيين، اقامة مستوطنات في قطاع غزة، تصفية المقاومة الفلسطينية، وكذلك بعد شنها عدوانا على لبنان، وسوريا وفشلها بتصفية حركات التحرر الوطنية الداعمة للقضية الفلسطينية، وذلك بفعل صمود الشعب الفلسطيني وإرادته بمواجهة الاحتلال رغم كل المآسي والمعاناة التي يعانيها. 


وفي حال وصل الاتفاق الى خواتيمه، فلابد من تجهيز يوم انتصار لامثيل له، ليس كما هو حال الانتصارات السابقة، حيث ان هذه الحرب هي الحرب الاولى من نوعها على اسرائيل، والتي كانت تداعياتها اقليمية ودولية، حيث سجل فيها دول الطوق انتصارا لأول مرة، مقارنة بالحروب الاقليمية السابقة والتي باءت بالفشل أو بالهزيمة. 


سينفض الشعب الفلسطيني غبار الدمار، وسيشيع شهداءه الابرار، ويعلم العالم كيف ان الانتصار يكتب بالتضحيات والدماء، وأن الاحتلال مهما بقي فهو إلى زوال، وكما ان العالم سطر انتصار الجزائر، وانتصار فييتنام، رغم الشهداء التي تجاوزت الملايين، سيسطر هذا النصر الاسطوري للشعب الفلسطيني، كما سيعمر الشعب الفلسطيني قطاع غزة كما كان سابقا وأجمل، لأنه شعب لا يعرف الهزيمة والانكسار. 


وبينما نترقب امكانية التوصل الى اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، وعلى الرغم من الالام التي نتجت عنها، الا انه في الوقت ذاته، ستتحول هذه الالام الى فخر واعتزاز، وسنرى كيف سيحتفل الشعب الفلسطيني والعالم بهذا الانتصار الذي بات قريبا، ومهما طال، تبقى الكلمة الاولى والاخيرة للميدان، كما سيكتب التاريخ فصلا جديدا عن تطور المقاومة في المستقبل القريب، وسيكشف الغاز هذه الحرب التي تسارعت أحداثها. 
 

كلمات دليلية
التعليقات (0)