- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
عمرو الشوبكي يكتب: هل ستُهزم روسيا؟
عمرو الشوبكي يكتب: هل ستُهزم روسيا؟
- 4 أكتوبر 2022, 4:55:53 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نجحت القوات الأوكرانية فى السيطرة على مدينة ليمان الاستراتيجية، بعد انسحاب القوات الروسية منها، والتى أصبحت سيطرتها على إقليم «الدونبسك» منقوصة، خاصة بعد أن أعلنت موسكو ضم الإقليم إلى الاتحاد الروسى، بعد استفتاء مشكوك فى صحته لم يعترف به المجتمع الدولى.
وقد نجحت القوات الأوكرانية فى تحقيق تقدم عسكرى على حساب القوات الروسية فى عدد من المدن الأوكرانية، دون أن يؤدى ذلك إلى حدوث تحول جذرى فى المعارك يمكن معه القول إن أوكرانيا استعادت كل المناطق التى سيطر عليها الجيش الروسى، وتُقدر بخمس الأراضى الأوكرانية.
صحيح أن انسحاب القوات الروسية من مدينة استراتيجية مثل «ليمان»، التى كانت مركز إمداد للقوات الروسية، قد يُضعف من قدرتها فى السيطرة على الأقاليم الأربعة التى ضمتها، وهى: دونيتسك ولوجانسيك وزابوريجيا وخيرسون، ويعيش فيها حاليًا حوالى ٤ ملايين نسمة، وتبلغ مساحتها ١٠٠ ألف كيلومتر مربع.
وتختلف التقديرات الخاصة بنسبة المنتمين إلى القومية الروسية فى الأقاليم الربعة، إلا أن المصادر المحايدة والتقديرات المتوافَق عليها، بعيدًا عن الدعاية الإعلامية لكل طرف، تشير إلى أن نسبتهم فى الأقاليم الثلاثة الأولى تقترب من النصف، فى حين أن المتحدثين باللغة الروسية ممن لا ينتمون إلى القومية الروسية يقتربون من الثلثين. أما إقليم خيرسون فيبلغ عدد الأوكرانيين فيه أكثر من الثلثين، مما يُصعب من قدرة القوات الروسية على استمرار سيطرتها الكاملة على هذه الأقاليم، وخاصة «خيرسون»، فى ظل الدعم الكبير الذى يتلقاه الجيش الأوكرانى من الغرب.
وقد نجحت القوت الأوكرانية فى إخراج القوات الروسية من أكثر من مدينة أوكرانية، بفضل المساعدات الأمريكية والأوروبية غير المسبوقة، والتى بلغت 20 حزمة مساعدات، شملت صواريخ دقيقة والمزيد من صواريخ جافلين وأسلحة مضادة للدروع وطائرات استطلاع مُسيَّرة ومدفعية ومُعَدات لإزالة الألغام. كما لعبت الطائرات المُسيَّرة دورًا مهمًّا فى المعارك الدائرة، وخاصة المُسيَّرة التركية «بيرقدار».
يقينًا، معارك الكر والفر والتقدم الروسى الكبير فى بداية الحرب، ثم التقدم الأوكرانى المهم فى الشهر الماضى، ثم إعلان روسيا ضم الأقاليم الأربعة إلى الاتحاد الروسى، وعدم اعتراف المجتمع الدولى بهذا الضم، ستفتح الباب أمام حرب استنزاف حقيقية للقوات الروسية داخل هذه الأقاليم الشرقية الأربعة.
من الواضح أن المعركة لن تُحسم بانتصار مُدوٍّ أو ساحق لأى طرف، إنما ستُحسم بعد استنزاف كبير لكلا الطرفين وضغوط دولية من داخل أوروبا وخارجها لإنهاء الحرب والقبول بتسوية تاريخية تحقق جانبًا من مطالب روسيا فى الأقاليم الشرقية الأربعة وليس كلها، وتحفظ لأوكرانيا سيادتها وأيضًا حيادها وعدم انضمامها إلى حلف الناتو.
هذا السيناريو يبدو حتى اللحظة بعيدًا عن الواقع، فى ظل معارك «تكسير العظام»، التى تجرى حاليًا، والتى يسعى فيها الغرب لاستنزاف روسيا بغرض كسرها تمامًا.