تكبير الخط تصغير الخط

في وقت تعيش فيه القضية الفلسطينية ظرف تاريخي، في ظل تعرض المنطقة لاعادة تشكيل من القوى الكبرى.

 فانه يعول على حماس نظرا لما تتمتع به من وعي كبير إزاء المخاطر المحدقة.

الامر  الذي نأمل معه من حماس أن تترجم هذا الوعي بشكل يرتقي الجميع فيه إلى مستوى مسؤولياتهم، والعمل على إعادة بناء مشروع وطني فلسطيني حقيقي في مواجهة الاستحقاقات القادمة.

  حيث لا يخفى على كل ذي عينين أزمة المشروع الوطني الفلسطيني، وغياب البرنامج الوطني الذي يحافظ على الثوابت ويضبط مسار المرحلة. 

 إن التدهور المتسارع في مكانة منظمة التحرير ومؤسساتها بالتزامن مع تسارع تآكل السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، وتحوّلها المفضوح إلى أداة وظيفية للاحتلال؛ يفرض على حماس من باب المسؤولية الوطنية بذل كل ما يلزم من جهد بالتعاون مع شرفاء هذا الوطن لناحية وقف استخدام السلطة الفلسطينية لحركة فتح ذات التاريخ النضالي العريق في مواجهة الجماهير الفلسطينية؛ حيث تحول المناضلون والفدائيون بفعل هذه السياسة الخبيثة الى أدوات قهر وفرض لنظام أمني شمولي تتعطل فيه فعالية وتأثير وقيمة وموقع منظمة التحرير كمظلة جامعة للشعب الفلسطيني.

 إن حالة التوافق الذهبية التي تحياها حماس مع   الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية تفرض عليها توظيف هذه الفرصة لجهة  جمع الكل الوطني للقيام  بمسؤولياته الوطنية تجاه هذه الكارثة.

 إن  استمرار أزمة المشروع الوطني والمؤسسات الرسمية الفلسطينية مرتبط بمدى قدرة حماس على ملئ هذا  الفراغ لناحية تحييد هذه العقلية السلطوية التي تعتمد القمع الأمني للمخالفبن في تماهي  مخز مع الاحتلال.