- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب: قادة ورموز
عماد عفانة يكتب: قادة ورموز
- 13 نوفمبر 2021, 11:47:14 ص
- 679
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يعج شعبنا الفلسطيني بالقادة، حتى شبهه بعضهم بأن مثل كيس (....) كله رؤوس.
قد يكون الظرف الذي يمر به الشعب الفلسطيني منذ 73 عاما من النكبة واللجوء وصراع التحرر والتحرير مع أكثر الأعداء اجراما، هو ما نمى روح التحدي بين أبناء الشعب الفلسطيني، ونمى فيهم روح القيادة والمبادرة.
القادة قد تصنعهم صناديق الاقتراع، عندما ينتخبهم الشعب لقيادته، وقد تصنعهم تكليفات احزابهم لمواقع قيادية، أما القادة الحقيقيون فيصنعون أنفسهم، ويصنعون مواقعهم، أما صناديق الاقتراع او تكليفات أحزابهم فهي عوامل جانبيه مساعدة ليس الا، تساعد فقط في إضافة شرعية القيادة على مهامهم، كما تساعد في تلميعهم وتصديرهم كقادة جماهيريون.
الأحزاب أو الحركات الرسالية ذات الأهداف السامية، تستفيد أكثر من تفريخ قادة وتصديرهم للجماهير، ثم العمل على ترميزهم ليكونوا ذوو تأثير ونفوذ بين الجماهير بما يضمن لهم قيادة الجمهور نحو ما يحقق الأهداف والقيم التي يدعون اليها.
المواجهة المستمرة منذ عقود مع العدو الصهيوني صنعت طابور من القادة الذين تفنن العدو في اغتيالهم وتغييبهم، تارة بالسم وتارة بالقتل والقصف والتفجير، لادراكه العميق بقدرة هؤلاء القادة على تحريض الجماهير وحشدهم لمواجهته، فقدرة وتأثير وخطر هؤلاء القادة لدى العدو لا يقل عن قدرة وتأثير وخطر الأسلحة الفتاكة.
وهو من أدعى الأسباب التي يجب أن تدقع الحركات الرسالية أن يكون لديها خطط منهجية لتفريخ قادة وتأهيلهم على كافة المستويات لقيادة الجماهير والتأثير فيهم باتجاه تحقيق الأهداف العليا لشعبنا بالانعتاق والتحرير.
وغياب تفعيل هذه المنهجية في حركاتنا الفلسطينية، قد يكون نابع من عدة عوامل منها:
- عدم وجود توجه لتنمية هذا الجانب في خططهم.
- عدم تفعيل هذا التوجه بالشكل المطلوب اذا كان موجودا في خططهم.
- وجود دوافع شخصية، لرغبة من القادة الحاليين في ألا يزاحمهم أحد على مواقعهم التي لا يغادرونها الا بالموت، وهي نظرة أنانية لا تتناسب وسمو ورقي الأهداف التي نسعى لتحقيقها.
أضف إلى ذلك وجود قادة أصبحت لهم رمزية كبيرة بفعل نضالهم الطويل، أو يفعل نجاتهم من محاولات اغتيال عدة، او بفعل أدائهم الإعلامي المميز في التعبير عن فيصلهم، تعدت هذه الرمزية حركاتهم إلى مختلف أطياف شعبنا، فصدحت بأسمائهم الجماهير في الساحات في التظاهرات في الأناشيد الحماسية.. الخ، كما حدث ابان معركة سبق القدس، إلا أنه يبدو أن هناك قصورا واضحا لدى حركاتهم في توظيف هذه الرمزية في حشد الجماهير عدا عن حشد صفهم الداخلي في المفاصل والقضايا الهامة التي تعصف بشعبنا.
الأمر الذي يوجب علينا توجيه همسة في أذن أولي الأمر والمعنيين، لإعادة النظر في هذا الأمر لجهة وضع ما يلزم من خطط ورؤى لتوظيف أحد أهم عوامل القوة في قيادة الجماهير، نحو ما يحقق أهدافنا السامية.