- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب: فلسطين من قاع النكبة إلى فضاء التحرير العودة
عماد عفانة يكتب: فلسطين من قاع النكبة إلى فضاء التحرير العودة
- 21 مايو 2022, 10:54:59 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في كل يوم قصة وفي كل شهر حكاية وفي كل لحظة تتكرر المأساة التي باتت ترسم ملامح التاريخ الفلسطيني، الذي يواصل محاولات الإقلاع من قاع النكبة إلى فضاء التحرير العودة.
فالمناسبات الفلسطينية الموجعة تترى كموج البحر، لا يمكن حدوثها بمحض صدفة، بل مع سبق إصرار وتخطيط، ما يفرض علينا الإسراع في مسيرة الخلاص لوضع حد لمنحنى الدم والدموع، لصالح مؤشر النصر والانعتاق.
ولو حاولنا توزيع المناسبات الحزينة والدامية على رزنامة العام لما اتسعت لها الأيام، لذا علينا يقع عل عواتقنا العمل على إعادة تهيئة الرزنامة السنوية لنقش البطولات وتسطير مناسبات السعادة والفرح بالحرية الموعودة.
ما بين التاريخ والتاريخ، يسطر الفلسطيني انتفاضة نهضة ثورة، ويهدي تاريخنا مزيد من المفاخر التي تباهي بها فلسطين انتماء وإخلاص وبطولات أبنائها.
صحيح أن جريمة مصادرة الأرض وتهجير أصحابها مستمرة رغم مرور أكثر من سبعة عقود، لكن الأكيد أيضا أن الشعب الفلسطيني لا زال يدافع ويتصدى لكل ممارسات العدو الاجرامية حتى يومنا هذا.
فرغم جميع الحروب والجولات والمواجهات مع هذا الاحتلال وعصاباته، فإن نحو 88% من الشعب الفلسطيني ما زال يعيش مرابطاً صامداً فوق أرض فلسطين التاريخية وفي اكنافها في الأردن ولبنان وسوريا، مصراً على العودة إلى أرضه وبيوته التي هجر منها.
ورغم كل المجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، ورغم أنه يواجه قوة باطشة بأعتى أنواع الأسلحة المحرمة، فان نحو 46% من شعبنا الفلسطيني لا يزال صابرا متمسكا بالعيش فوق أرض فلسطين التاريخية، في غزة المحاصرة، والضفة المحتلة، والداخل المحتل المتحفز.
فيما لا تزال عيون نحو 42% من الفلسطينيين اللاجئين في الدول العربية على حدود فلسطين و12%، أي حوالي مليون فلسطيني نصفهم يقيم في بلاد عربية أخرى، والنصف الآخر في أوروبا وأميركا ترحل عيونهم إليها كل يوم.
وفي الوقت الذي تواجه فيه القضية الفلسطينية خطرا وجوديا بقيام العدو بتنفيذ مخطط لضم نحو 30% من أراضي الضفة الغربية المحتلة، إلا أن الشعب الفلسطيني وسط كل هذه المخاطر التي تحيط به من كل جانب، كف عن السعي لإيجاد صيغ أو مخارج من هذه المآزق، بل تطور سعيه، وكبر حلمه، وتعاظم هدفهن لناحية الخلاص من هذا الاحتلال مرة وإلى الأبد، من خلال تدشين عرى المعركة الشاملة، وتكامل وتوحد الجبهات.
فالاستراتيجية الفلسطينية الجديدة بات وخلاف الاستراتيجية الصهيونية، لا تفرق بين شبر وشبر من الوطن، فغزة كالخليل ورفح كالجليل، وجنين كأم الفحم، ورام الله كاللد، وطولكم كيافا، فمن يجمعهم الوطن والانتماء، لا تفرقهم حدود المحتل الزائلة.
ففلسطين عادت بفضل استراتيجية المقاومة الجديدة كالجسد الواحد، إذا تألم منه مخيم أو مدينة تداعت له سائر المدن والمخيمات بالانتفاض والثورة.
كما باتت مقاومة شعبنا الفلسطيني، واستخلاصا للعبر على امتداد 74 من النكبة، باتت لا تكتفي بالتضامن والدعم والمدد المعنوي والمالي أو حتى السياسي، من الشعوب أو الجماعات أو الدول، بل تقوم السياسة الجديدة على دخول جبهات المناصرة للحق الفلسطيني للمعركة بشكل عملي وفعلي، بالقوة المجردة والنصرة التحالفية لا التضامنية فقط.
فاذا كانت استراتيجية الاحتلال تقوم على تقسيم المقسم وتجزيئ المجزأ، فلسطينيا وعربيا، فان استراتيجية المقاومة الجديدة يجب أن تقوم على توحيد المقسم والتحام المجزأ، لينتظم الجميع في جبهة واحدة متكاملة، توحدها كفيل بهزيمة هذا الاحتلال المنبت، وإزالة آثار العدوان والاحتلال النجس، وتطهير فلسطين من رجسهم ودنسهم.
شعبنا الفلسطيني المرابط، أبشروا وأملوا، وكفوا عن البكاء على اللبن المسكوب، واقطعوا رأس من سكبه.
ففلسطين أرض اللبن والعسل لا يعمر فيها ظالم، وقد اختارنا الله تعالى وبكل غزة وفخار، لنكون عباده أولي البأس الشديد، لنُسيئ ُوجهوههم، ولندخل الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُناه ُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِنتَبِّرُ مَا عَلَونا تَتْبِيرًا.