- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
عماد توفيق عفانة يكتب: في الذكرى الـ 75 للنكبة، اللاجئون الى العودة أقرب
عماد توفيق عفانة يكتب: في الذكرى الـ 75 للنكبة، اللاجئون الى العودة أقرب
- 15 مايو 2023, 11:13:32 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يحيي اللاجئون الفلسطينيون اليوم في كل مكان ذكرى النكبة 75، من خلال فعاليات متنوعة وأنشطة ومسيرات داخل وخارج المدن والمخيمات.
ورغم مرور 75 على النكبة الا ان الزائر لمخيمات اللاجئين يستطيع أن يلمح تداعيات النكبة في عيون اللاجئين الفلسطينيين، الذين قرروا أن يحيوا الذكرى هذا العام بإعلان التمسك بالهوية والتراث، على الرغم كل ما يعانونه من فقر وضيق وتفاقم الأزمات الاقتصادية، ومشاهد الحروب والقصف للأبرياء في الضفة وغزة.
وما زالت الأجيال المتعاقبة من ضحايا النكبة الفلسطينية يحرصون على ان يرتدى أطفالهم في هذه المناسبة الكوفية الفلسطينية والرجال والنساء الثياب التراثية والملابس المطرزة والكوفية والعقال والقنباز.
كما يحرص الكبار خلال الفعاليات التراثية على ان يفترشوا الأرض على طريقة القعدات العربية في قراهم المهجرة، يدعون الزائرين إلى فنجان قهوة عربية ويحدثونهم عن فلسطين وعن أشجار الزيتون وكروم العنب، وعن الأيام السوداء التي أخرجوا فيها من بيوتهم وقراهم تحت قصف المدافع وأزيز الرصاص.
في محاولة لنقل صور من الحياة اليومية التي كانوا يعيشونها في القرى الفلسطينية قبل النكبة، يتخللها اعداد المفتول الوجبة الشعبية التراثية الاشهر بين الفلسطينيين، الى جانب طحن القهوة على الطريقة اليدوية، بينما تلمح في وجوه أطفال اللجوء ملامح من البلاد المغتصبة.
أجيال متعاقبة منذ عام 1948 تربي أولادها على حب فلسطين ولسان حالهم يقول للعدو الصهيوني: لا تفرح كثيرا فإن النصر قريب، فيما تعبر مشاركتهم في فعاليات احياء ذكرى النكبة 75 على عمق ايمانهم أنهم الى العودة إلى فلسطين أقرب.
فملايين اللاجئين الذين يعيشون في المخيمات، تعيش بلادهم في قلوبهم ووجدانهم وفي أنفاسهم، وكأنهم ميتون وعيونهم مفتوحة ينتظرون ان تعود لهم أرواحهم بالعودة الى ديارهم، حيث لا يجدون بديلا عن الكفاح والنضال لاسترجاع الحق والأرض.
يأخذ الحنين اللاجئون الفلسطينيون وهم يتذكرون كيف كانوا يسقون البساتين ويقطفون كروم العنب وأشجار الزيتون والتين والليمون، كما يذكرون المدرسة الوحيدة التي كانوا يقصدها الطلاب من معظم القرى المجاورة، كما يذكرون قطعان الأغنام والماعز والبقر التي كانوا يشربون من حليبها.
وعلى الجانب الاخر يذكر اللاجئون يوم خروجهم من فلسطين عنوة تحت وقع المجازر الصهيونية، وكيف هددتهم العصابات الصهيونية بالموت، ما لم يخرجوا من املاكهم وبيوتهم وبساتينهم.
كما يسجل اللاجئون في وجدان الأجيال كيف كان الاهالي يجهزون ما يمكن من أسلحة، وكيف كانوا يتصدون للعصابات والدبابات وكيف كانوا يحرقوها، قبل ان تستعين العصابات الصهيونية بالطائرات الحربية لتهجير القرى حيث كان يرتقي الكثير من الشهداء والضحايا.
يؤمن اللاجئون رغم ما يعشون من مرارة الواقع انهم إن لم يعودوا يوماً إلى فلسطين، إلا أن أولادهم وأحفادهم سيعودون، فهي وصية الأجداد والاباء أن يعودوا اليها.
ومع الرغم من كل الهزائم، وما شهدته فلسطين المغتصبة من مجازر بحق الفلسطينيين، ومع كل ما يعيشه اللاجئون في كل مكان من تضييق ومحاولات لإنهاء وجودهم، يتحدث اللاجئون الفلسطينيون عن العودة إلى فلسطين وكأنهم الى العودة أقرب من أي وقت، فهي وصية بل هو الامل الذي يورثه الأجداد والاباء للأبناء والأحفاد.