علي الصاوي يكتب: السلام الإقليمي والدولي.. معضلة القرون

profile
علي الصاوي كاتب صحفي وروائي
  • clock 15 مارس 2025, 7:17:10 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يعد تحقيق السلام الشامل على الساحة الدواية أحد أهم تحديات البشرية عبر تاريخها الممتد حيث لا ترصد حركة التاريخ توقف النزاعات البشرية منذ أن خرج الانسان من حياة الكهف وتوطن بأرض ثابتة بقعل الزراعة والرعي ثم لاحقا الصناعة.

لكن مع بدأ النهضة الصناعية في أوروبا شهدت صناعة السلاح طفرة أخرى ما ألقى بظلاله على طبيعة وشكل الصراعات والنزاعات الدولية حيث أصبحت تتخذ أشكال غير مسبوقة من الدموية والابادة التي تخلو من كل أشكال الإنسانية.

ومن هذا المنطلق أصبحت الحاجة ماسة الى وجود حوار دائم وثابت ترعاه أشخاص وهيئات موثوق بها لتحقيق تفاهمات من شأنها العمل على وقف النزاعات خاصة منها النزاعات المسلحة وكذلك التخفيف من أثارها المدمرة على الشعوب بشكل عام والمدنيين بشكل خاص عبر تقديم رؤى وحلول أو تسويات ترضى بها الأطراف المتنازعة.

وللأسف فانه رغم أن البشرية عانت ويلات الحربين العالميتين الأولى والثانية لكنها لم تضع قواعد منضبطة لوقف النزاعات رغم كثرة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية بل والثنائية بين الدول، حيث تشكل مصالح وإرادة الأقوى شكل الصراع القائم والأمثلة أمامنا بالعديد من المناطق حيث يتم قتل عشرات الالاف من المدنيين فضلا عن تهجير واصابة ملايين ومرد ذلك أن القوانين والمعاهدات لم تعد تشكل رادع بل لم تشكل يوما رادع حقيقي طالما كان الطرف الأقوى مطمأن لقرط قوته ومساندة أقوياء أخرون له بشكل تحالفات دولية.

من هنا تأت الحاجة الماسة للحوار والتسويات بين الاطراق المتنازعة، ولليوم تعد الجهات القادرة على عمل هكذا حوار وتسويات قليلة عالميا، ومن هذه الجهات المنتدى العالمي للسلام والأمن والذي انطلق سنة 2022 ومقره كل من العاصمة السويدية ستوكهولم والعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي والذي أسسه كل من خبير العلاقات الدولية ذو الأصول المصرية محمود رفعت وعضو الكونجرس الأمريكي السابق جيمس باكوس ليكون منصة عالمية تقدم الحلول والرؤى لإنهاء الصراعات خاصة منها النزاعات المسلحة.

حيث يضم المنتدى العالمي للسلام والأمن بوتقة من أساطين الساسة الأوروبيين والأمريكيين الذين بمقدورهم تقديم حلول وتسويات لصناع القرار لدى الأطراق المتنازعة وما أكثرهم حولنا.

كذلك فان كيان كالمنتدى العالمي للسلام والأمن والذي ساهم بتأسيسه شخص مصري هو محمود رفعت المعروف بانتماءاته العربية والذي تم ترشيحه مرتين لجائزة نوبل للسلام عامي 2018 و 2019 لمجهوداته الدولية لإحلال السلام في اليمن وليبيا وقبلهم سوريا، هكذا كيان قادر على لعب دور فعال وتقديم ما يخفف من وطأة الصراعات وويلاتها على المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل لكنهم وقود وضحايا ما يدور من نزاعات مسلحة لا هوادة فيها.

لا شك أن الحوار وإيجاد التسويات أصبح أكثر أشكال وقف الصراعات والنزاعات فعالية، بعدما أثبت التاريخ أن حتى هذه الصراعات والنزاعات المسلحة تنتهي جميعا بالجلوس على طاولة المفاوضات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر للتسوية، لكن حتى وصول أطراف النزاع تلك الطاولة والتفاوض يكون قد كلف الإنسانية بحور من الدماء كما يكون قد كلف الأوطان فاتورة ثقيلة من بنيتها التحتية قد لا تتعافى وتكون قادرة على دفعها وإعادة إعمار ما تم هدمه لعقود طويلة.

من هنا تعن أهمية الحوار الذي قد ترعاه مؤسسات دولية ذات ثقل مثل المنتدى العالمي للسلام والأمن حيث تخلو الساحة الدولية الا من القليل القادر على تقديم حلول وتسويات. 

التعليقات (0)