- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
عزات جمال يكتب: بوحدتها الميدانية وتميزها العملياتي أحبطت المقاومة أهداف الاحتلال
عزات جمال يكتب: بوحدتها الميدانية وتميزها العملياتي أحبطت المقاومة أهداف الاحتلال
- 14 مايو 2023, 3:19:37 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
على عكس ما أراد الاحتلال الإسرائيلي انتهت جولة القتال في غزة دون أن يحقق أهدافه، فمعركة ثأر الأحرار كما أسمتها غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، والتي جاءت كرد على اغتيال عدد من قادة سرايا القدس غدرا في بيوتهم، حملت في طياتها مجموعة من التكتيكات القتالية الجديدة التي أدخلتها المقاومة الفلسطينية في إدارتها للعمليات القتالية والمعارك مع كيان الاحتلال، والتي أفشلت من خلالها أهداف الاحتلال الاستراتيجية وعلى رأسها استعادة الردع واستئناف الاغتيالات في غزة
كما أن المقاومة الفلسطينية وغرفة عملياتها استطاعت أن تقود المعركة بشكل موحد، وأدارت عملية الرد بشكل منتظم ومتواصل على مدار خمسة من الأيام استنزفت خلالها جيش الاحتلال، وتنوعت فيها الأهداف ما بين استخدام قذائف الهاون والصواريخ القصيرة إلى الوصول لتل أبيب وضواحيها ومطار بن غوريون ومدينة القدس مرورا بمدن اسدود وعسقلان بالصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، فأظهرت المقاومة إدارة محكمة للنيران فشلت معها القبة الحديدية فشلا ذريعا غير مسبوق في التصدي للصواريخ
كما يظهر من خلال المتابعة وجود تطور عملياتي في أداء وحدات الحرب الإلكترونية والسايبر للمقاومة الفلسطينية، والتي استطاعت أن تشوش على منظومات الاعتراض وتطبيق صافرات الانذار وغيرها من وسائط الاحتلال الالكترونية، الأمر الذي زاد من تأثير القصف الفلسطيني للمدن المحتلة وضاعف من الضغط على جبهة العدو الداخلية
شكل تميز الأداء الميداني وإدامة إنطلاق الصواريخ بكثافة ثابتة إضافة لإطالة مدة المعركة، صفعة لقادة العدو المتعجرفون ما كانوا يتوقعونها، فهم افترضوا أنهم ذاهبون لخوض معركة سريعة وخاطفة يحققون من خلالها مكاسب سياسية ثم يعودون لتسويقها للجمهور المتعطش للدم دون أن يتكلفوا بأثمان باهضة
لقد استطاعت المقاومة الفلسطينية الموحدة وغرفة عملياتها أن تصنع صورة ردع لن تغيب عن أذهان سكان الكيان من المستوطنين، من خلال صواريخها القوية والدقيقة التي تجاوزت اثنتين من أعتى منظومات الدفاع "كما يروج الكيان" وهما القبة الحديدية ومقلاع داوود ونجحت في إصابة مباني مهمة كما حدث في تل ابيب وحققت اصابات قاتلة، سيكون من الصعوبة على المستوطنين نسيان هذه المشاهد وسيعود السؤال الكبير لدى الجمهور الصهيوني مجددا ما جدوى كل ما حدث في غزة، طالما استطاعت قوى المقاومة أن تصيب تل أبيب ومدن الكيان بالشلل التام على مدار أيام المعركة
لقد أظهر شعبنا الأبي ومقاومته الباسلة بطولة ورباطة جأش ووحدة حقيقية في وجه العدوان، ساهمت في التغلب على الاحتلال وآلته الإجرامية وأدت لانتزاع صورة النصر منه وأفقدته أهدافه وأعادته خائب اليدين، وهذا بدوره يزيد من الإيمان والثقة بجدوى المقاومة وصوابية مشروعها المتمثل في مراكمة القوة لردع الاحتلال وهزيمته
وأخيرا انتهت جولة من جولات الصراع وما زال الصراع مفتوح مع هذا الكيان المحتل، وما زال أمام شعبنا ومقاومته المزيد من الجهد الواجب بذله لمقاومة هذا الاحتلال، فهذه المعركة الخالدة ستكون عنوان مهم من عناوين الوحدة الوطنية استطاع فيها شعبنا ومقاومته أن يتقدموا خطوة على درب التحرير والعودة، الرحمة لأرواح الشهداء الأبرار والشفاء العاجل لجرحانا والعوض نتمناه لكل من فقد بيته أو مزرعته أو مصلحته التجارية.