- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
عدنان حسين يكتب لاجئ خمس نجوم..
عدنان حسين يكتب لاجئ خمس نجوم..
- 3 أبريل 2021, 3:20:42 م
- 945
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وافقت وكالة الغوث على بناء سقف اسمنتي ل غرفة خالتي يسرا (أم هناء)..زوجة الشهيد توفيق جابر . في مخيم الوحدات في منتصف الثمانينات..تلك الغرفة التي ورثتها عن جدتي ام شحدة التي بدورها تركت ارضها في السوافير(قضاء غزة)،،والتينة والمسمية(قضاء الرملة). في فلسطين.ورحلت إلى مخيم اللجوء على أمل العودة إلى فلسطين...وهذه الغرفة او ما كانو يسمونها نص وحدة كان سقفها صفيح كحال كل مخيمات اللجوء.. كانت خالتي قبل فصل الشتاء تبدا بتجهيز دلاء(جمع دلو) بلاستيكية لتتلقف نقاط الماء المتساقطة ( الدلف) من خزوق الصفيح وفتحاته طول الليل..كان الشتاء قصة عذاب لها ولمن كان محظوظا ان ينام عندها ...انا او اخي خضر او لؤي...
لما كنت انام عندها في الشتاء احس بأنها اطول ليلة في حياتي من قساوة صوت المطر النازل على الصفيح...الان انا في الغربة اسكن بيت مطابق لكل مواصفات البيت العصري. منذ يومين حدث خلل في نظام التكييف عندي في بيتي..وادى هذا الخلل لسقوط قطرات ماء لها نفس الصوت الذي سمعته منذ ثلاثة عقود...لكن الفرق بيني وبين خالتي يسرا رحمها الله واسكنها فسيح جناته..اني ساعاني فقط يومين من هذا الصوت المزعج...بينما هي عانت منه عشرات السنين...ماتت رحمها الله لاجئة متكيفة مع كل أصوات المخيم..حالمة بالعودة إلى فلسطين..عاشت وماتت تحت صوت صفيح مثقوب شتاء..ساخن صيفا...بينما انا وانا أتحدث لفني الصيانة ان ينجز مهمته بأسرع وقت ممكن لا استطيع النوم. لاجئ خمس نجوم تحت مكيف...
إسقاط على قسوة #النكبة #الفلسطينية...واننا عائدون.
"لم أجد صورة لخالتي.. هذه صورة امي.. وتحمل نفس الملامح ونفس القضية"