- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
عبود مصطفى عبود: يكتب عن الحاج مصطفى
عبود مصطفى عبود: يكتب عن الحاج مصطفى
- 2 أبريل 2021, 1:08:48 ص
- 1322
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يظل اسم مصطفى أحب الأسماء إلى قلبي وأقربها إلى نفسي، فهو من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، وهو اسم أبي الغالي رحمه الله، وابني الحبيب بارك الله فيه، وهو اسم رجل كبير في موهبته، عظيم في أخلاقه، رائع في إنتاجه الفني، لكنه لم يحظ بالشهرة التي يستحقها، حتى أن المصادر التي ذكرته ورجعت إليها، قالت فقط اسمه الحاج مصطفى ولم تترجم له بصورة وافية، عموما هو واحد ممن عاصروا ثورة ١٩ وشاركوا فيها، واحد ممن أرخوا لمصر بالأغاني والمواويل الشعبية والنكات والطرف والملح، لذا لم يكن مستغربا أبدا أن تزخر ثورة 25 يناير بهذا الكم الكبير من النكت والتعليقات والهتافات الساخرة، فالشباب الذين فعلوا هذا هم أحفاد ثوار 1919 الذين واجهوا بطش الإنجليز وعمالة القصر بأكبر كم أيضا من النكات والمووايل والأغاني الشعبية، ودليلنا إلى ذلك الحاج مصطفى، فهو فلاح من قرية المرج، وهو مؤلف موال حسن ونعيمة، قبل ثورة 1919 هذا الفلاح المصري الفصيح كتب أيضا موال أدهم الشرقاوي والذي صنع منه أسطورة تناقلتها الأجيال في مصر.
عن اللص الشريف الذي واجه البشوات من أعوان الإنجليز وانتصر للفقراء، والحاج مصطفى هذا المناضل والساخر العظيم صاحب الموهبة الجبارة هو من وثق بشعره، واقعة شنق زهران، أحد المتهمين ظلما في حادث دنشواي، يقول الحاج مصطفى عن ذلك واصفا بطولة وشموخ زهران الفلاح المصري الأصيل:
يوم شنق زهران كان صعب وقفاته
أمه وأبوه فوق السطوح هما وإخواته
اللي انشنق شنقوه
واللي انجلد جلدوه
واللي نجا.
في السجن ورموه
زهران سبع ما انحنت هاماته
طلع المشنقة ما بكى ولا اشتكى
صرخ فيهم
كنسر في الجو فارد جناحاته
وقال لعشماوي شد الحبل أنا رايح
صعد زهران للسما وبانت كراماته.
هذا هو الموال الذي كتبه الفلاح البسيط الحاج مصطفى راثيا فيه زهران الفلاح الذي شنقه اللورد كرومر في مذبحة دنشواي الشهيرة، وهو نفسه زهران الذي كتب عنه الرائع صلاح عبد الصبور قصيدته شنق زهران.
الفن والأدب والفكاهة صفات أصيلة في الشعب المصري، وتمده في أوقات المحن والشدائد بوقود حيوي جبار يمنحه الصلابة والقدرة على المواجهة، تحية إلى المبدعين من الشعب المصري على مر الزمان، تحية إلى أصحاب التعليقات الذكية على الفيس بوك وتويتر، الذين يمنحونا بها البسمات ويفتحون من خلالها طاقة كبيرة من النور والأمل في غد أفضل للوطن الغالي مصر.