- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
عبد العزيز عاشور يكتب : لعلهم يتفكرون
عبد العزيز عاشور يكتب : لعلهم يتفكرون
- 14 أبريل 2021, 7:28:45 م
- 793
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
" كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ "
" وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "
" فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم "
ربنا سبحانه وتعالى منح سعادتك حرية الإختيار وبشكل مطلق ..
تختار بداية انك عايز تمشى ف سكة الهدى واللا تمشى ف السكة التانية اللى هيا سكة الضلال .. انت حر ...
وبعد ما تختار السكة اللى انت عايزها تقدر تستمر فيها وممكن ترجع ف كلامك فى اى وقت ..
برده انت حر وده اختيارك ..
وفى الحالتين ربنا حيهديك للى انت اخترته ..
عايز الهدى ومقرر انك تسعى له سعيه سيهديك إليه ..
او عايز الضلال ومقرر انك تسلك سبيله انت حر سيهديك الى سبيل الضلال ..
وهذا هو معنى يهدى ويضل فى الآية ..
ولو انت قررت مثلا تمشى فى سكة الضلال وربنا هداك للضلال وترك لك باب الضلال مفتوح على مصراعيه وارتكبت فيه ما ارتكبت ثم قررت التوقف والتوبة والرجوع عن الضلال والسير فى طريق الهدى والعمل الصالح ربنا مش حيقول لك خليك ف سكتك الأولانية ..
بالعكس ساعتها ربنا حيفتح لك الأبواب تانى على مصراعيها ويتوب عليك ويبدل سيئاتك حسنات " إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " ...
يعنى انت وحدك صاحب الإختيار وهذا هو مناط الحساب ..
بتقول ازاى بس الكلام ده ؟
دا احنا طول عمرنا بنتعلم من الكتب ومن المشايخ إن الهدى والضلال بيد الله وحده وان اللى ربنا بيرضى عنه ويختار له الهدى بيهديه وان اللى مش راضى عنه بيوجهه لطريق الضلال ويضله وان هو ده معنى يهدى من يشاء ويضل من يشاء ..
أقول لك ..
طيب بالراحة كده وفكر معايا ..
انت ظنك بالإله اللى انت بتعبده ايه ؟
هل تراه إلها عادلا أم العكس ؟
لو كنت تراه عادلا فلا بد أنك تقر قوله تعالى :
" وما ربك بظلام للعبيد "
" ۗوَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ "
" وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا "
يبقى السؤال ..
ينفع ان الإله المعبود العادل يكتب على أحد من عباده ويقرر له الضلال وبعدين يحاسبه على ضلاله وما ارتكبه فى ظل الضلال اللى العبد ملوش يد فيه واللى هو اختيار الرب مش اختيار العبد ؟؟؟
تقول لى أمال يعنى ايه " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ "
اقول لك ان ربنا بيقول لرسوله أن هدى العبد ولو كان من أحب الخلق إليك ليس بيدك ولا هو اختيارك وإنما بيد العبد نفسه واختياره هو دون غيره ..
ولو أراد العبد طريق الهداية لهديناه إليه ولو اختار الضلال لهديناه إليه ..
العقل مناط التكليف ..يعنى من غير عقل مفيش تكليف بالإختيار ..
والإختيار مناط الحساب .. فلو فقد العبد القدرة على الإختيار وكان مرغما السير فى طريق الضلال فلا حساب ولا مؤاخذة ..
يبقى عبارة " من يشاء " تعنى ايه ؟
بمعنى آخر .. يعنى مين اللى ح يشاء ؟
العبد ام الرب ؟
الله سبحانه يهدى العبد الذى يشاء الهداية ويضل العبد الذى يشاء الضلال ..
Quia quo enim voluptatem laborum impedit. Quia quas dignissimos cum laborum est. Tempora officiis et sed dicta velit dolorum. Ex harum qui enim animi et recusandae.