- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
عبدلي محند أمقران يكتب : من أجل ميثاق وطني للتطوع (1)
عبدلي محند أمقران يكتب : من أجل ميثاق وطني للتطوع (1)
- 9 أبريل 2023, 6:39:48 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الخبير في مرافقة المشاريع التنموية و الإنسانية .
يمثل التطوع قيمة إنسانية و اجتماعية خالصة و معلما من معالم المواطنة الفعاله ، إذ يساهم الفرد المواطن بجزء من وقته لفائدة الصالح العام في إطار مهيكل أو تلقائيا،فردية أو في إطار جماعة .فالإطار المهيكل هي منظمات المجتمع المدني على إختلاف درجات تدخلها و مستويات الفئات المستهدفة و في إطار فردي على شاكلة المبادرات الفردية المجتمعية .التطوع يمنح فرصة للمواطن بأن يكون فعالا و مؤثرا في المجتمع ، وعلى المستوى النفسي يحقق التطوع نوعا من التوازن بين مكانة الفرد في المجتمع ودرجة البذل و العطاء مما يتوج بما نسميه التناغم و الانسجام الإجتماعي .
تتزايد أهمية التطوع في الأزمات و الكوارث ، وتتزايد معها أهمية تأطير فعل التطوع النبيل على المستوى الداخلي للجمعيات و المنظمات و على المستوى الإجتماعي بتبيان القيمة الإنسانية و الأخلاقية للتطوع ووجوب تثمينه تثمينا عقلانيا في المجتمع .
رهانات حول التطوع تقترن بالتطوع مفاهيم لعل من أبرزها فعل الخير و هو قيمة اجتماعية خلقية ذات بعد ديني ، و يجب الإشارة هنا إلى أن التطوع أشمل و أعم و هو إن كان في ظاهره فعلا للخير حسب المقاربة الدينية و الاخلاقية فهو كذلك تثبيت لارتباط الفرد بإنسانيته، و بالجماعة البشرية التي ينتمي إليها أو يتواجد فيها.
إن التراكمية التي تميز التجربة التطوعية في إطار الدولة الحديثة ، قد أدت إلى بروز مقاربة للممارسة التطوعية مقترنة بأداء مؤسسات الدولة الرسمية على شكل شراكات تستهدف تحقيق أكبر قدر من الإجماع حول قضية معينة ، سواءا أكانت إجتماعية،إقتصادية ،بيئية أو في إطار أزمات كالنزاعات الداخلية ، الحروب أو الكوارث الطبيعية و بالتالي برز مايسمى بالأنظمة الوطنية للتضامن التي كرست النقلة النوعية في فعل التطوع الذي أصبح تطوعا مؤسسا داخل هياكل ترعاه و تثمنه عن طريق التكوين المتواصل لفرق المتطوعين.الشراكة بين مؤسسات التضامن الرسمية كوزارة التضامن مثلا ومنظمات المجتمع المدني على إختلاف مستوياتهم و بنياتها و بالتالي أصبحنا نسمع مثلا بأنظمة التضامن في فرنسا، ألمانيا،إسبانيا و بأنظمة تضامن قارية مثل أنظمة التضامن الأوربية .
تطور مساهمة الفرد في المجتمع عن طريق التطوع بما يتلقاه كذلك من إعتراف حقيقي بدور المتطوع ، هذا الإعتراف لا ينحصر فقط في عبارات الشكر و العرفان بل يتعداه لإحداث ديمومة في الوعي المجتمعي بدور المواطن المتطوع هذه الدموية مرتبطة بالتكوين و الإستشراف الإجتماعي
التكوين و الاستشراف الإجتماعي أساس التطوع المؤسس يمثل التكوين الركيزة الأساسية للتطوع .لضمان الإستدامة في فعل التطوع و التأثير الإيجابي على المجتمع ، من المهم بمكان تأطير الطاقات و قدرات المتطوعين داخل الجمعيات و المنظمات لتحقيق أكبر درجة من درجات التثمين عن طريق التكوين .فالتكوينات ليست أكاديمية خالصة بل تفاعلية ، إجتماعية ، واقعية مبنية على تحقيق التشاورية كمرحلة أولى لضمان إنخراط المتطوع في مقاربات التطوع التي قد تبدو نظرية للوهلة الأولى و لكنها إجتماعية ميدانية خالصة مرتبطة بالسواق الثقافي، الإجتماعي ، الديني السائد في مجتمع المتطوع و بالإلمام بمميزات و خصائص الفئات المستهدفة من فعل التطوع ، التي غالبا ما تكون فئات هشة