- ℃ 11 تركيا
- 19 نوفمبر 2024
عبدلي محند أمقران يكتب: في اليوم العالمي للكتاب و حقوق المؤلف: أزمة اللغة و الكتاب في الجزائر (1)
عبدلي محند أمقران يكتب: في اليوم العالمي للكتاب و حقوق المؤلف: أزمة اللغة و الكتاب في الجزائر (1)
- 24 أبريل 2023, 4:36:47 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في اليوم العالمي للكتاب و حقوق المؤلف الذي يصادف الثالث و العشرون من أفريل من كل سنة ،وهو يوم أقرته اليونسكو هذا العام تحت شعار اللغات الأصيلة و التنوع اللغوي .الذي يبقى أولوية من أولويات الأمم المتحده .و أذكركم هنا أعزائي القراء بأننا في العشرية العالمية للغات الأصيلة و التي تمتد من 2022الى 2032 .و للعلم فقط فاللغات الأصيلة و المحلية مدونة في ميثاق شبكة العاصمة العالمية للكتاب ،الذي يعترف بالاشكال المتعددة للكتاب و بالكتاب كذلك ودوره في نشر الثقافات الشفهية و الشعبية
من مجمل 7000لغة موجودة ، كثير منها في الطريق إلى الزوال السريع ،فمعظم هذه اللغات تتكلم بها شعوب أصيلة و التي تمثل أكبر نسبة من التنوع الثقافي العالمي
يعتبر الكتاب وسيلة أساسية و فعالة في نشر أساسيات التربية،العلوم ،الثقافة و الإعلام فتخصيص يوم للكتاب و للكاتب هو بمثابة خطوة نحو تثمين دور القراءة و المطالعة في العالم و على هذا الأساس فواجب التثمين و التطوير و التنشيط ينكب داخليا على عاتق الفاعلين الأساسيين في المجتمع من مؤسسات التربية و التكوين و الجامعة و مديريات الثقافة و منظمات المجتمع المدني عن طريق التحسيس و التوعية و النشر و التربية على فضيلة القراءة منهاجا و مقاربة لطلب العلوم و المعارف و المضي كذلك في تطوير وسائل الرقمنة و التكنولوجيات الحديثة في مجال المحافظة و تطوير اللغات الأصيلة و المحلية
في الجزائر موضوع التنوع اللغوي و أزمة الكتاب و النشر و الحقوق موضوع لا مفر منه ، فبعيدا عن السياسوية و التوجهات الإديولوجية تبقى اللغات الوطنية و الموروث اللغوي الجزائري زاخرا بالتنوع و الثراء فألتقاء التجارب الإنسانية على هذه الأرض ساهم كثيرا في توطين هذا الثراء رغم كل المحاولات الفاشلة لوضع تصانيف لا موضوعية و إثارة التميز العرقي تحت غطاء التميز اللغوي .إن الواقع يشير إلى أنه بعد مرور عقود من الإستدمار و عقود من الحكم الشمولي مازالت اللغات الأصيلة واقفة على ثراءها الزاخر بالتعابير و المفردات التي تتناقلها الألسن بوعي أو بعدم وعي
هنالك ميزة أخرى لهذه الظاهرة في الجزائر و هي أنها كانت مصاحبة لنضالات الديمقراطية و المواطنة و هنا أصارحكم بأني لا أعرف بلدا في شمال إفريقيا و الشرق الأوسط كان ميدانا للنضال و الإنتفاضة من أجل اللغة و الثقافة الأصيلة مثل الجزائر و هنا أعني النضالات و الإنتفاضات المختلفة من أجل تثمين و تطوير و المحافظة على اللغة الأمازيغية و على الثراء اللغوي المحلي و حفظه .الأمر مرتبط بالسياسة و الحكامة و بالكتاب الذي نحتفي به بهذه المناسبة
تعود إلينا هذه الذكرى و حال الكتاب و حقوق المؤلف حالة مزرية ،في ظل غياب سياسة واضحة المعالم للنشر و حفظ الحقوق و في ظل فضاء ثقافي تعتريه الضبابية العاتمة حول تثمين المطالعة خاصة .إذا عرفنا أن أسعار الكتب المنشورة وطنيا تبقى غالية في ظل التحجج بغلاء الورق و في ظل الخلط بين الناشر و المطبعي ،إذ أصبح الكل ينشر و يساهم في الرداءة المتفشية و في ظل غياب دور واضح لديوان حقوق المؤلف و إتحاد الكتاب ووزارة الثقافة التي كانت لها تجربة في النشر المكثف للكتب أثناء تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية .هذه التجربة التي شابتها عيوب كثيرة متعلقة بالكتب المنشورة و النوعية و طريقة التوزيع و أخيرا طريقة سجنها في أقبية المكتبات البلدية المغلوقة منها و المفتوحة دون جمهور القراء ..
يتبع