- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
عبدالعزيز عاشور يكتب : الشيخ والشهادة
عبدالعزيز عاشور يكتب : الشيخ والشهادة
- 16 يونيو 2021, 1:11:15 ص
- 1466
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فى إحدى القضايا الجنائية المتعلقة بخلية من خلايا الإرهاب استدعت المحكمة واحدا من كبار شيوخ السلفية الذين اعتمد على أقوالهم بعض المتهمين فيما فعلوه وانتهجوه ..
حين مثل الشيخ أمام المحكمة وهو الذى ظل طوال عقود يشوه أفكار الشباب ويحفزهم على ما انتهجه مثل هؤلاء المتهمين إذ بالشيخ الذى جاء للشهادة ينفى كل شيئ وينفى سلفيته وينفى علمه وينفى فتاواه ويتحدث بعكس ما كان يتحدث على القنوات وفى المساجد ويتهرب من الإجابة على الأسئلة التى يعلم القايى والدانى موقفه المعلن منها ..
ذكرنى موقف الشيخ وما قاله أمام المحكمة بموقفين يحدثنا عنهما رب العالمين سبحانه فيما يصفه لنا من أحداث يوم الحساب ..
أولهما :
( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) البقرة
وثانيهما :
( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) ابراهيم
وأتخيل فى أسى موقف هؤلاء الشبان وهم يستمعون الى شهادة الشيخ الذى عاشوا يجلونه ويجلون كل قول يتفوه به ويرون أنه دوما وربما وحده من يعبر بصدق عن صحيح الدين وجوهر الرسالة ..
وأتخيل بالحسرة والأسى ما يمكن أن يكون قد دار بينهم من حوار حول الرجل وما قاله عندما عادوا الى محبسهم ..
وأتخيل بمزيد من الحسرة والأسى كيف أن هؤلاء الشبان قد أدركوا مؤخرا أنهم قد عطلوا عقولهم التى منحها لهم ربهم واتبعوا مثل هذا الشيخ الذى أوردهم بأقواله موارد التهلكة ..
وأتخيل بمزيد من الحسرة والأسى حال الندم الذى سيشعر به هؤلاء الشبان فى موقف لا ينفع فيه الندم ولا يعفيهم من العقوبة ..
فهل نتعظ بما نراه من هؤلاء ؟
وهل نتعظ بتحذير رب العالمين سبحانه ؟
أم نظل على ذات الحال نتبع الناس وبين أيدينا كتاب الله نتغافل عنه وعن بيانه ؟
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) ص
معذرة لم أذكر اسم الشيخ الذى يعلمه الجميع فقد بلغ من الشهرة منتهاها فالشخوص لا تعنينى مدحا وقدحا أو شماتة وإنما يعنينى التوقف عند الحدث واستلهام العبر لعلنا وغيرنا أن نعتبر ..