- ℃ 11 تركيا
- 19 نوفمبر 2024
عاموس هرئيل يكتب: حـديـث الـصـفـقـة.. تـفـاؤل يـقـتـضـي الـحـذر
عاموس هرئيل يكتب: حـديـث الـصـفـقـة.. تـفـاؤل يـقـتـضـي الـحـذر
- 27 فبراير 2024, 8:54:56 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المحادثات حول صفقة التبادل توجد الآن في مرحلة انتظار جواب حماس.
إسرائيل سمعت بالتفصيل عن الخطة الجديدة التي اقترحها الوسطاء في القمة التي عقدت في باريس في يوم الجمعة الماضي.
يبدو أن جوابها الأولي كان إيجابياً. حماس، التي لم تتم دعوتها للقمة حصلت الآن على تفاصيل العرض مباشرة من القطريين والمصريين.
وإذا جاء منها جواب إيجابي بعد مشاورات بين قيادة حماس في الداخل في القطاع وقيادة الخارج في الدوحة فستكون هناك نية لمحاولة بلورة اتفاق نهائي في أقل من أسبوعين، وهي الفترة التي بقيت حتى بداية شهر رمضان.
كالعادة يجدر أخذ التفاؤل العالي في أوساط مصادر سياسية في إسرائيل بدرجة من الحذر. المفاوضات مع حماس تشوشت في السابق عدة مرات، ونحن لا نعرف أي تلاعب ابتزازي ستحاول حماس دفعه في اللحظة الأخيرة.
مع ذلك، هناك عدة إشارات إيجابية من قبلها مثل إعلان قطر بأن إرسالية الأدوية التي تم إعدادها في إسرائيل وصلت متأخرة إلى المخطوفين.
ومثل التسوية التي تلوح في الأفق والتي بحسبها سيتم إطلاق سراح عشرات السجناء الفلسطينيين، ليس الآلاف كما طلبت حماس في البداية، مقابل كل مخطوف إسرائيلي سيتم إطلاق سراحه في النبضة الأولى.
في الخلفية يبدو أن هناك تأثيراً للضغط العسكري الذي تستخدمه إسرائيل في غزة وفي خان يونس إلى جانب التهديد باجتياح رفح.
في الطرف الفلسطيني يسجل عشرات القتلى كل يوم (في الطرف الإسرائيلي قتل في نهاية الأسبوع قائد فصيل وجنديان من لواء جفعاتي).
ربما أنه بعد خمسة أشهر من الاحتكاك الصعب الذي شمل الكثير من الخسائر فإن حماس بدأت بإعادة تقييم خطواتها.
من المرجح أن هناك تفاصيل أخرى ستتضح بعد عودة بعثة إسرائيلية أخرى التي يمكن أن تذهب إلى محادثات استكمالية في قطر، وإن كان أعضاؤها سيعملون في الأساس على مواضيع تقنية.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو امتنع حتى الآن عن إصدار تصريحات باللغة العبرية في أعقاب التطور في المفاوضات. لكنه لا يحافظ على هدوء مصطنع كامل.
"أخبار 12" نشرت أمس أن نتنياهو أضاف، بشكل متأخر، طلباً جديداً بحسبه، السجناء ذوو الوزن الثقيل سيتم نفيهم إلى قطر.
هذا الطلب لم يكن مقبولاً كما يبدو على حماس أو قطر. ومشكوك فيه أن يكون مدعوماً مهنياً من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية، الذي إضافة إلى التخوفات فإن التشدد في الموقف سيصعب على عقد الصفقة.
أمس أجرى نتنياهو مقابلة مع شبكة "سي.بي.اس" الأميركية وقال إنه إذا تنازلت حماس عن "طلباتها الوهمية" فستخرج إلى حيز التنفيذ صفقة تبادل للمخطوفين، ما سيؤخر عملية الجيش الإسرائيلي في رفح.
وأضاف إنه أمر كبار قادة الجيش الإسرائيلي بأن يعرضوا عليه خططاً لاحتلال رفح فيما بعد، أي أنه يبقي هذه الاحتمالية مفتوحة. وأكثر من ذلك، رئيس الحكومة أكد على أن احتلال رفح هو العملية النهائية المطلوبة لإسرائيل من أجل ضمان الانتصار على حماس. بقي أن نرى كيف سيردون على أقواله في الطرف الفلسطيني.
في المفاوضات في باريس طرحت أيضاً قضايا أخرى تتعلق بالاتفاق، مثل ما يحدث في شمال القطاع.
الثمن الباهظ جداً الذي دفعته حماس في الحرب هو طرد معظم السكان الفلسطينيين من الشمال، الذين بضغط من إسرائيل اضطروا إلى الانتقال لجنوب وادي غزة.
في المحادثات تمت مناقشة إمكانية أن تسمح إسرائيل للنساء والأطفال بالعودة إلى شمال القطاع، لكن في هذه المرحلة لن تسمح بعودة الرجال.
ظروف الحياة في شمال القطاع بقيت صعبة جداً إزاء الدمار الكبير وتدمير البنى التحتية. توجد هناك مشكلة أخرى تتعلق بتزويد المساعدات الإنسانية.
هذه المساعدات تدخل في هذه الأثناء فقط من مصر إلى جنوب القطاع، ومعظم الشاحنات تم سلبها أو فقدت في الطريق الى شمال القطاع.
صمت صارخ
وزيرا اليمين المتطرف، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، أشارا إلى أنهما لن يؤيدا الصفقة المخطط لها. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن حزبيهما سينسحبان من الائتلاف إذا تمت المصادقة على اتفاق جديد لإطلاق سراح المخطوفين.
أمس أعلنت الشرطة أنها ستخرج إلى حيز التنفيذ عملية حماية واسعة من أجل ضمان إدخال المساعدات الإنسانية التي يتم فحصها في إسرائيل إلى القطاع.
هذه صياغة ساذجة. ففي الشهر الماضي شوش نشطاء من اليمين وعدد من عائلات المخطوفين على إدخال قسم كبير من المساعدات إلى القطاع.
الشرطة على الأغلب غضت النظر، مع أو دون أي صلة بحقيقة أن الكثير من المحتجين يتماهون سياسياً مع الوزير المسؤول عنها. كل ذلك أثار خيبة أمل كبيرة في الجيش وغضباً شديداً في الإدارة الأميركية.
في المقابل، الشرطة تصرفت بشكل وحشي جداً في تل أبيب عندما قامت بتفريق التظاهرات بشكل عنيف في يوم السبت، التظاهرات من أجل الانتخابات، وبدرجة أقل أيضاً في تظاهرة تأييد لعائلات المخطوفين.
المتظاهرون الذين شاركوا قالوا إنهم لم يقابلوا معاملة عنيفة كهذه منذ بداية الحرب ومنذ استئناف الاحتجاج في كانون الأول الماضي.
بعد سنة وشهرين على تشكيل الحكومة يبدو أن العملية الجراحية تم استكمالها بنجاح. فالشرطة تتصرف مثل شرطة بن غفير بالضبط وتعمل على قمع التظاهرات التي تعتبر تهديداً سياسياً للائتلاف.
وإذا تطورت مواجهة مباشرة بين عائلات المخطوفين والحكومة حول تأجيل الصفقة من قبل إسرائيل بعد ذلك، فإن سير الأمور من شأنه أن يكون حتى أسوأ.
أمام هذا العنف يفاجئنا إلى الأسوأ الصمت الصارخ لوزراء المعسكر الرسمي.
هآرتس