-
℃ 11 تركيا
-
9 مارس 2025
عاموس هرئيل يكتب: تحقيق الشاباك يعترف أنه فشل لكنه يوجه أصبع اتهام لرئيس الوزراء
عاموس هرئيل يكتب: تحقيق الشاباك يعترف أنه فشل لكنه يوجه أصبع اتهام لرئيس الوزراء
-
7 مارس 2025, 12:55:36 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عاموس هرئيل - هآرتس
الشاباك لخص أمس تحقيقاته حول فشل المذبحة في 7 أكتوبر. الجهاز اعترف بسلسلة إخفاقات هامة أساسها عدم إعطاء انذار مناسب بشأن استعدادات حماس لتنفيذ الهجوم في الليلة السابقة. مع ذلك، التحقيق يوجه اصبع الاتهام أيضا الى إخفاقات في سياسة إسرائيل بخصوص القطاع، وبدرجة كبيرة يوجه النار نحو المستوى السياسي، بالأساس تجاه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي تسلم هذا المنصب في الـ13 سنة من بين الـ 15 سنة التي سبقت المذبحة.
رغم أنه تحمل المسؤولية عن دوره في الفشل، إلا أن رئيس الشاباك رونين بار، لا ينوي الاستقالة في القريب، ويبدو أنه سيناضل ضد محاولة نتنياهو لجعله يستقيل. في هذه الاثناء سينهي صديق بار المقرب، رئيس الأركان هرتسي هليفي، ولايته قبل سنة وعشرة اشهر من الموعد الأصلي المخطط له. أيضا هليفي، مثل بار، هو مسؤول رئيسي عن الفشل.
بار طلب من طاقم التحقيق الداخلي في الشاباك، الذي ضم اثنان من رؤساء اقسام الجهاز المتقاعدين متقاعدين والجنرال احتياط امير أبو العافية، توفير له “صورة اشعة تنظيمية” وتوصيات بشأن إصلاحات مطلوبة في عمل الجهاز التي بعضها تم تطبيقها.
صائغو التحقيق قالوا إن الشاباك فشل في مهمته لأنه لم يعط أي تحذير لإحباط المذبحة. بأثر رجعي يتبين أن الشاباك يجد صعوبة في عرض انذار بشأن شن الحرب، خلافا لاحضار معلومات استخبارية دقيقة حول نوايا العدو. رغم أنه حسب رأيهم الشاباك (خلافا للمستوى السياسي وأجهزة أخرى في منظومة الدفاع) ادرك بالضبط حجم تهديد حماس، إلا أنه لم يترجم ذلك الى انذار مناسب، من حيث الحجم والتوقيت.
تفاصيل كثيرة وبعض التوصيات في التحقيق مطابقة لعمل طواقم التحقيق العسكرية، ولكن بتوجيه من بار فان الشاباك حقق مع نفسه بشكل منفصل ولم ينسق خطواته مع الجيش الإسرائيلي. من تحقيقات الشاباك يتبين أن الخطة التي اطلقت عليها حماس “الوعد الثاني” أو “آخر الزمان” (“سور أريحا”، بلغة الجيش الإسرائيلي)، وصلت الى معرفة إسرائيل مرتين بنسختين مختلفتين.
المرة الأولى في العام 2018 والمرة الثانية 2022. في المرتين التهديد لم يتم علاجه في الجهاز حسب نظرية القتال المطلوبة، ولم يتم بناء نموذج للإنذار من تطبيق الخطة كما هو مطلوب. ورغم تحسن وتطور علاقات العمل مع شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”، التي تضمنت تحديد مسؤولية مشتركة عن المعلومات حول قطاع غزة في 2017 إلا أنه لم يتم اجراء عملية منسقة مع الوحدة 8200 التابعة لأمان حول تحليل الخطة. ومثلما في الجيش فان التعامل مع الخطة في الشمال علق في المستوى المتوسط، وكبار قادة الجهاز لم يعرفوا عنها أبدا.
عيوب أخرى تتعلق، ضمن أمور أخرى، بتشغيل العملاء في القطاع. الشاباك هو المسؤول الحصري منذ فترة عن تشغيل العملاء البشريين “يومنت” في القطاع، وهؤلاء الذين شغلهم لم ينجحوا في جلب انذار عن الهجوم المخطط له، الذي كان يتناسب مع “سور أريحا”. أحد العملاء الرئيسيين كذب عندما سئل بخصوص الإشارات المقلقة التي تراكمت في تلك الليلة المصيرية (على رأسها تفعيل بطاقات الهواتف المحمولة في 45 هاتف محمول لاعضاء حماس). بعض العملاء الآخرين لم يتم سؤالهم على الاطلاق. إضافة الى ذلك لم يتم اجراء ما يكفي من فحص معلومات استخبارية أخرى وصلت قبل يوم من المذبحة، التي في معظمها من الوسائل التكنولوجية.
ضباط متقاعدين في الشاباك وجهوا الانتقاد لما سموه منحى متواصل في ظل الرئيسين الأخيرين للشباك، بار وسلفه نداف ارغمان، من خلال تفضيل وحدات قسم العمليات واستخدام التكنولوجيا المتقدمة على تجنيد المصادر البشرية وتشغيلها. بار قال لطاقم التحقيق بأنه لا أساس لهذه الاتهامات، وأن طاقم العملاء البشري، “يومنت”، في القطاع لم يتم اهماله، في حين أن الاستثمار في التكنولوجيا أثمر مثلما في مسألة بطاقات الهواتف المحمولة.
مع ذلك، في الشاباك يعترفون بأن الجهاز لم ينجح في جلب ما يكفي من المعلومات الاستخبارية من العمليات في القطاع، أيضا بسبب الفعالية الكبيرة لجهاز الامن الوقائي لحماس، الذي سيطر على غزة بقبضة حديدية. وهو الجهاز الذي قام بكشف طاقم إسرائيلي اثناء عملية له في خانيونس في 2018 في الحادثة التي قتل فيها ضابط من الجيش الإسرائيلي
من التحقيق يتبين أن كبار قادة الشاباك بدأوا في تحليل المعلومات التي تم جمعها ومعناها في مساء 6 أكتوبر. بار عقد في المقر تقدير للوضع مع كبار الضباط ذوي الصلة في الساعة الرابعة والنصف فجرا، وبشكل مواز تحدث رؤساء المنطقة الجنوبية في الشاباك مع قائد المنطقة الجنوبية يارون فنكلمان وقد تم الاتفاق على عدة خطوات محددة للاستعداد والحذر في الجيش خافوا من اكتشاف حماس بأن عمليتها كشفت. في الشاباك قلقوا من احتمالية التقدير السيء: كل طرف سيفسر بشكل خاطيء النشاطات الدفاعية للطرف الآخر، وسيحدث التصعيد الذي سيؤدي الى اطلاق الصواريخ على جنوب البلاد وربما المركز.
في نهاية الجلسة تقرر نشر انذار للشباك حول احتمالية تنفيذ عملية، لكن هذا الإنذار تمت صياغته على اعتبار أنه من المستوى المتدني جدا، الذي يتم اتخاذه في مثل هذه الحالات (“معلومات انذارية”)، وليس انتظام أو عن الدرجة الخطيرة جدا وهي الإنذار. بار قرر أن يرسل الى الجنوب طاقم معزز من قسم العمليات في الجهاز المتخصص في احباط عمليات معينة. ولكن هذا السيناريو الذي استعد له الطاقم كان اقتحام واختطاف في مستوطنة واحدة قرب الجدار ولم يتعلق على الاطلاق بهجوم واسع على طول حدود القطاع.
تحقيق الشاباك فسر المرات الكثيرة التي أوصى فيها رؤساء الجهاز الأخيرين نتنياهو (وحكومة بينيت – لبيد) اغتيال كبار قادة حماس، وعلى رأسهم يحيى السنوار ومحمد الضيف. رؤساء الحكومة لم يصادقوا في أي يوم على ذلك. أيضا عشية الهجوم أوصى الشاباك باغتيال شخصيات رفيعة في الذراع العسكري في القطاع بسبب تورط “قيادة الضفة” في حماس التي توجد في القطاع في توجيه العمليات في الضفة الغربية.
خلافا للجيش الإسرائيلي فان الشاباك لا يعتبر نفسه شريك في التصور الخاطيء حول نوايا حماس. أرغمان عارض نقل الأموال القطرية وإدخال العمال للعمل في إسرائيل (بار انحرف عن موقف سلفه في الموضوع الثاني بناء على طلب من نفتالي بينيت). في فترة ارغمان عرض الشاباك على نتنياهو أدلة على أن أموال قطر تستخدم لأغراض حماس العسكرية، وليس فقط تساعد السكان المدنيين.
بار حذر، خلافا لاقوال نتنياهو ورئيس الأركان هليفي وسلفه افيف كوخافي وكبار قادة “أمان”، من أن حماس ليست مرتدعة حقا من إسرائيل. الشاباك أيضا تحفظ من سياسة التمييز التي يتبعها نتنياهو بين حماس في القطاع والسلطة الفلسطينية في الضفة. ففي شباط 2023 تم اجمال التقدير الاستخباري السنوي للشباك، الذي جاء فيه بأن توجه حماس ليس الحرب، لكن في المقابل حذر التقدير من أن خطوات إسرائيل الاستفزازية في الحرم وتجاه السجناء الفلسطينيين مثلما بدأت عند تولي حكومة نتنياهو الحالية، يمكن أن تجعل حماس تبادر الى تنفيذ عملية تدهور الوضع على حدود القطاع. الدرس من هذه الاقوال واضح. فخلافا لادعاءات نتنياهو كان هناك من امسك بياقته عدة مرات.
الخصم
نتنياهو طلب مؤخرا من بار التبكير وتقديم له تحقيقات الشاباك حول الحرب. ومثلما في حالة هليفي فان رئيس الحكومة يريد استخدام التحقيقات من اجل تحميل المسؤولية عن المذبحة لكبار القادة في المستوى الأمني. وفي نفس الوقت فرض عليهم تقديم الاستقالة المبكرة حيث تركز النقاش العام على اخفاقاتهم. هذا في الوقت الذي يحارب فيه بكل الطرق تشكيل لجنة تحقيق رسمية، التي يؤيد تشكيلها 70 في المئة من الجمهور. في يوم الاحد كرس نتنياهو جزء كبير ومؤثر من خطابه في الكنيست لمهاجمة التحقيق المستقل. قبل فترة قصيرة من ذلك ضرب المنظمون في الكنيست آباء ثكالى وأعضاء “مجلس 7 أكتوبر” الذي يطالب باجراء تحقيق رسمي، بعد أن أرادوا الاحتجاج اثناء جلسة الكنيست.
لكن يبدو أن بار غير مستعد لتسهيل الامر على نتنياهو. ففي محادثات مع موظفيه قال مؤخرا رئيس الجهاز بأنه بقيت له مهمتان، إعادة الـ 59 مخطوف، الاحياء والاموات، من قطاع غزة، وضمان تشكيل لجنة التحقيق الرسمية. فقط بعد ذلك سيغادر.
في الخلفية يثور توتر آخر بين نتنياهو وبار حول مبادرة الأخير، التنسيق مع المستشارة القانونية للحكومة، المحامية غالي بهراف مياري، لفتح تحقيق آخر ضد موظفين في محيط نتنياهو، هذه المرة بتهمة الاشتباه بعلاقات مع قطر. رئيس الحكومة يظهر عصبية كبيرة في هذا الشأن، رغم أنه في التحقيق لم يتم طرح ادعاءات تتعلق به بشكل مباشر. في حين أن المستشارة القانونية للحكومة تعتقد أن اجراء التحقيق في مسألة قطر يجب أن يمنع نتنياهو من اقالة بار الآن.
بار، مثل هليفي وجهات رفيعة أخرى في الجيش وفي الشاباك، فشل فشلا ذريعة في 7 أكتوبر. النتيجة هي الكارثة الأكثر خطرا في تاريخ الدولة. لا شك أنه، مثل رئيس الأركان، يجب عليه ترك منصبه قبل انتهاء ولايته في أكتوبر 2026. حتى الآن في الظروف التي نشأت حالته مختلفة عن حالة هليفي. نتنياهو بسبب الدعم الذي حصل عليه من الرئيس الأمريكي في اللقاء بينهما في الشهر الماضي، يحاول القاء الرعب على المستوى المهني في جهاز الامن وجهاز القضاء ووزارات حيوية أخرى في الحكومة. بعد نشر التحقيقات وتفاصيل إخفاقات الجيش الإسرائيلي والشاباك فان ماكنة السم التي تخدم رئيس الحكومة ستزيد سرعتها، وبار سيكون الهدف الرئيسي. بيان طويل ومسموم بشكل خاص، الذي أصدره أمس مكتب رئيس الحكومة ضد بار نفسه، يدل على التصعيد الآخر الذي يتوقع في المواجهة. للمراقب يبدو أنه مستعد لمحاربة ذلك حتى رغم الادراك بأنه يتوقع أن تكون فترة صعبة للجهاز وحتى لعائلته. السؤال هو أي فرق عسكرية بقيت لهذا القائد العسكري في معركة دفاعه الجديدة؟
جزء من الصدام بين الاثنين ينبع من تشكك بار وكثيرين آخرين بأن نتنياهو يريد وضع على رأس الجهاز شخص يروق له، يخضع لكل تعليماته. عندما عاد من الولايات المتحدة فاجأ رئيس الحكومة أعضاء الكابنت بـ “خطاب الإخلاص”، الذي ألمح فيه للمشاركين بأن من لا يتساوق معه لن يواصل البقاء في منصبه. ترامب، قال نتنياهو، يقدر الزعماء الأقوياء الذين يتصرفون مثله.






.jpg)

