النبى الثامن عشر

سيدنا هارون عليه السلام

كان بنو إسرائيل على دين النبي يوسف -عليه السلام- إلّا أنهم أحدثوا وبدلوا ما لا يتوافق مع التوحيد، وأقرب ما يكون للضلالة وللهوى،

 فلم يبق معهم من دين ذرية إسحاق -عليه السلام- إلا الاسم، أما المصريون فكانت عبادتهم هي الاوثان،

جاء موسى عليه السلام ليدعو فرعون وقومه للدين الحق وليعيد بني إسرائيل لدين آبائهم الحق، وقد أحيط موسى -عليه السلام- بالرعاية الربانية ليكون رسولًا للمصريين والإسرائيليين.

طلب موسى عليه السلام من ربّه إرسال هارون عليه السلام معه

بمَ تميز هارون عليه السلام؟

بعودة موسى عليه السلام من مدين، أنزل عليه عليه الوحي في طور سيناء، آمرًا له بالذهاب لفرعون ليدعوه لدعوة التوحيد، وللطلب من فرعون بأن يدع بني إسرائيل وشأنهم، 

ليعيدهم لبيت المقدس، إن الأمر ثقيل،  شاقة، تحتاج إلى قوة وثقة وإيمان ويقين، فأمده الله تعالى ببعض المعجزات التي تمكنه من القيام بدعوته، فطلب من الله تعالى أن يرسل معه أخاه هارون معه،

 ليساعده فيما كُلَّف به، وذلك لما تميز به هارون عليه السلام من صفات، حيث قال تعالى على لسان موسى: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ}

هارون وزيرًا لموسى

ما دور هارون في الدعوة؟

استجاب الله تعالى لطلب موسى -عليه السلام- بأن يجعله معه ليشد أزره ووزيرًا له يعينه في دعوة قوة طاغية في ذلك الوقت،[٤] 

وبدء النبيان في دعوتهما لفرعون وقومهم، فلقيا من الشدة والعناء والاستنكار منهم ما لقوا، فقابلا كل ذلك بصبروثبات، لثقتهما بأن الله عون لهما في كل شدة.[٢]

استخلاف موسى لهارون

إلى أين ذهب موسى عليه السلام؟

ذهب موسى عليه السلام لملاقاة ربه، فاستخلف أخاه هارون مكانه، ليصلح حال الناس، ويدعوهم إلى الحق ويبعدهم عن الضلال، 

وذلك لما عرف عن هارون -عليه السلام- من الحكمة واللين والقوة وسداد الرأي، آمرًا إياه كما ورد في الآية الكريمة، قال تعالى: {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}.

فتنة السامري

ما الذي حدث بذهاب موسى لملاقاة ربه؟

انتهز بنو إسرائيل فرصة مغيب النبي موسى -عليه السلام- لملاقاة ربه، فاستجابوا للسامري، الذي طلب منهم بإعطائه كل ما معهم من ذهب ليتخلصوا من وزره، فيصنع لهم به عجلًا،

 فدعاهم لعبادته، لأن موسى عليه السلام أطال الغياب، واستهانوا بهارون عليه السلام للين طبعه.

محاولة هارون لإعادة القوم بعد فتنتهم

ماذا فعل هارون لإصلاح ما أفسده السامري؟

وعظ هارون بني إسرائيل، فسلك في وعظه عدة جوانب، حيث زجرهم بأنهم فتنوا، ثم ذكرّهم بالله تعالى، وأمرهم باتباع النبوة، وإطاعة أمره، قال تعالى: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي}.

عودة موسى عليه السلام إلى قومه

بماذا عوقب السامري؟

وصل موسى عليه السلام، وبمعرفته بما حدث بعده، عتب على أخيه هارون وعنفه، لأنه مستخلف عليهم، لظنه أنه لم يتصدى لهذا المنكر، فأجابه بأنه خاف من وقوع الفرقة في صف بني إسرائيل،

 فتحدث الفتنة، فآثر عليه السلام انتظار أخيه موسى عليه السلام،فتوجه حينها للسامريّ، ليسأله عن الأمر ويلقي عليه اللوم،

 فعوقب السامريّ على ما صنع، قال تعالى: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ}،واختلف في مقصد لا مساس على عدة أقوال: 

القول الأول: أنه ما دام حياً لا يقربه أحد أبداً.القول الثاني: المنع من أن يخالط أحداً أو يخالطه أحد عقوبة له.القول الثالث: انقطاع نسله

 طاهرالكتبي يكتب شجرة الأنبياء