صراع الأنظمة الديكتاتورية وكلوب هاوس يتصاعد

profile
  • clock 3 مايو 2021, 3:57:51 م
  • eye 706
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

فتحت صحيفة «نيويورك تايمز» عن تطبيق «كلوب هاوس» الذي ينتشر بشكل واسع في الدول الديكتاتورية، ويفتح المجال أمام المواطنين للحديث بحرية، إن كان سيصبح خطرا عليهم، أو أن الأنظمة في الشرق الأوسط ستقوم بمنعه

وقالت في تقرير نشرته ، إن فايزة هاشمي، ابنة الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني، ظلت ممنوعة من الحديث في اللقاءات العامة ولا يعطيها تلفزيون الدولة فرصة للحديث، وهاجم المتشددون محاولات سابقة لها للحديث في الأماكن العامة، ولكنها استطاعت في الشهر الماضي تنظيم لقاء عام استمر ست ساعات ونصف حضره 16.000 شخص من داخل إيران وخارجها، عبر «كلوب هاوس» ودعت فيه إلى حكم علماني، وتجريد المرشد من سلطاته.

وقالت هاشمي، 58 عاما، إن «الجمهورية الإسلامية أصبحت أسوأ من نظام الشاه». واستطاعت هاشمي التواصل والحديث في لقاء عام عبر «كلوب هاوس» شبكة التواصل الاجتماعية الصوتية التي تقدم لمستخدميها من الدول القمعية في أنحاء الشرق الأوسط منبرا جديدا للتواصل والنقاش والتنفيس والاستماع لغرف حوار صوتية على الهواء مباشرة.

وعبر هذا التطبيق، ناقش المصريون كيفية التخلص من حاكمهم الديكتاتوري، واستخدمه الإيرانيون لمساءلة المسؤولين الحكوميين، والتشارك في قصص عن التحرش الجنسي.

وقال نائب الرئيس الإيراني السابق محمد علي أبطحي، إن الناس «يمارسون الديمقراطية في الواقع». وفي منطقة تكون فيها نتيجة الانتخابات معروفة،

 ولا يمكن الوصول إلى الحكام ومعظم البرامج التلفازية يديرها مسؤولون ومقدمون موالون للنظام، وتمنع فيها منصات التواصل الاجتماعي أو تراقب، فإن كلوب هاوس تحول إلى «ساحة عامة افتراضية».

وقالت إيمان الحسين، المحللة السعودية التي تصف نفسها بالمدمنة على كلوب هاوس: «عندما لا يكون لديك تمثيل سياسي أو أي شيء،

 فيكون لديك تطبيق تتحدث عبره أو تستمع على الأقل، ولهذا السبب أصبح مهما وأشاهد بعض الأسماء فيه من الصباح حتى المساء».

وتم تحميل كلوب هاوس 1.1 مليون مرة في الشرق الأوسط منذ توفره في يناير.

وبحسب شركة تحليل التطبيق «سينسور تاور»، فإن الاستخدام يشكل 7% من التحميل العالمي له.

وعندما توفرت منصات اجتماعية جديدة مثل «تويتر» و«فيسبوك»، فإنها حملت الوعد ذاته مثل كلوب هاوس.

وتحدث الناشطون والباحثون عن إمكانياتها لتعزيز الحوار ونشر الدعوات للتغيير. وقبل عقد عندما استخدم الناشطون في العالم العربي منصات التواصل للتنظيم والتعبئة فقد أطلق الإعلام الغربي عليها اسم «ثورة فيسبوك» و«انتفاضات تويتر».

وفي إيران ساعد «فيسبوك» و«تويتر» على التنظيم والتعبئة بعد انتخابات 2009 المطعون فيها، أما تطبيق تلغرام وواتساب فقد ساعدا في احتجاجات 2019. وحاولت حكومات شرق أوسطية عدة تقييد استخدام «تويتر» و«فيسبوك» مع أنه تم التحايل على القيود من الإيرانيين بما فيهم المسؤولون.

واعتقلت مصر والإمارات مواطنيها بسبب نشر تعليقات مخففة ناقدة للحكومة. أما السعودية فقد نشرت جيشا إلكترونيا لإثارة الوطنية وشيطنة المعارضين.

وتخلى الناس العاديون عن استخدام هذه المنصات، بعدما تحولت لأداة بيد الحكومات وذبابها الإلكتروني أو مسرحا لتصفية الحسابات بين جماعات المعارضة، وتوجيه الإهانات لبعضها البعض.

وهناك إشارات عن مصير مشابه لكلوب هاوس الذي سيواجه نفس الحظر والرقابة أو منعه بشكل كامل كما في الصين.

ومنعت عمان التطبيق وتحدث المستخدمون في إيران والأردن والإمارات عن صعوبات للوصول إليه. وهاجم الإعلام الحكومي في مصر التطبيق، وكذا مؤيدو الحكومة السعودية.

ورغم جو الحوار المفتوح، إلا أن هناك مخاطر.. لأن من يدخل للنقاش باسمه الحقيقي يتم التعرف عليه بسهولة وتستطيع أجهزة الأمن الحكومية التنصت بسهولة على الحوارات، مع أن الرقابة قد تكون أصعب من مراقبة منصات التواصل التي تستخدم الرسائل النصية مثل «فيسبوك».

رقابة رسمية

وحذر دعاة الخصوصية من مخاطر البيانات التي يجمعها كلوب هاوس، التي تكون أخطر لو حصلت الحكومات الديكتاتورية على منفذ إليها.

فقد تم تسجيل نقاشات سعودية، وسربت إلى وسائل الإعلام بشكل أدى إلى شجب واسع. وزعم مقدم برنامج مؤيد للحكومة المصرية أنه استطاع الكشف عن شبكة مستخدمين من جماعة الإخوان المسلمين، في إشارة إلى رقابة واسعة في الطريق.

وقالت الحسين إن تحميل السعوديين للتطبيق وصل إلى ذروته في فبراير، إلا أن المعظم بات ينضم إليه بأسماء وصورة غير حقيقية. وقد يحميهم، لكنه يؤثر على الحوار الحضاري عبر التطبيق الذي جلب شخصيات حقيقية لا وهمية.

ومع أن التطبيق متوفر على هواتف آيفون، إلا أنه قد يلفت انتباه الحكومات بعد توفر نسخة أندريود ستنزل للأسواق هذا الشهر.

وهناك نسخة مهربة منها موجودة في إيران. وقال تيموتي كالداس، المحلل في معهد التحرير بواشنطن: «هل سيتم اعتقال شخص لاستخدامه كلوب هاوس؟ بالتأكيد سيلقي هذا بظله على كل الأمر، وما أخشاه هو أن يشعر الكثيرون بالراحة، ومع أن السلطات لا تقوم بمراقبة على قاعدة واسعة فإن لديها أشخاص يدخلون في هذه الغرف».

وتمنع كلوب هاوس تسجيل الحوارات بدون موافقة المشاركين، لكنها تقوم بتسجيل مؤقت للحوارات للتحقيق في انتهاكات السياسة.

ولكن لا يعرف من يستمع لهذه الحوارات ومتى. ورفض متحدث باسم كلاب هاوس التعليق. لكن الحوارات العفوية والعاطفية المفتوحة لكل شخص إن كان مشهورا أم غير ذلك، تدفع المشاركين للحوار.

فبعيدا عن دعاية الحكومة يمنح كلوب هاوس القطريين فرصة للحديث بدون معوقات مع جيرانهم السعوديين بعد سنوات من الخصام بين البلدين.

وقال ثروت أبازة، 28 عاما، طبيب الأسنان من القاهرة، إن الناس يتطلعون لمثل هذه الاتصالات ومنذ وقت طويل ولم يكتشفوها إلا عندما بدأوا الحوارات على كلوب هاوس.

وأضاف أنه استمع لنقاش حول الأنثوية وتعليم الجنس والتحرش الجنسي والصحة العقلية. وقال إن المنصة هي الأكثر حرية، ويحب استخدامها بدون خوف من الملاحقة.

وهناك غرف حوار لا يجري فيها حوار مشحون، بل وتركز على الطيور والوجبات الغذائية ومفطرات الصيام وبعضها يقدم تلاوات قرآنية وصلوات جماعية.

وقدم كلوب هاوس خدمة ممكنة لأن يكون مكانا للعلاج النفسي والبرامج الحوارية وحفلات البيوت وندوات علمية، ويتميز بإمكانياته السياسية أيضا.

ففي إيران التي يتوقع المحللون مشاركة متدنية في الانتخابات المقررة في يونيو، يتدفق المشاركون على غرف الحوار ويناقشون الحملات الانتخابية.

ونظم الذين يأملون بترشيح أنفسهم للرئاسة مناسبات على كلوب هاوس. وتلقى وزير الخارجية محمد جواد ظريق أسئلة.

 وشارك آخرون مثل نائب الرئيس والقائد السابق للحرس الثوري ووزير الاتصالات الذي نفى محاولات الحكومة منع التطبيق.

وقال مستخدم: «لقد غير هذا التطبيق حالة الاستقطاب في إيران». وأضاف مازيار سميعي: «أنا المواطن العادي الذي لم يلتق أبدا مع المسؤولين في السابق أستطيع الحضور إلى هنا والاستماع إليهم».

والأهم في كل هذا، أن الإيرانيين في الداخل والخارج، إصلاحيين ومحافظين، ومن طبقات المجتمع المختلفة والساسة، يختلطون معا.

وقال الصحفي الإصلاحي فريد مدرسي: «لم يتحدث الإيرانيون مع بعضهم البعض منذ وقت، وعلى تويتر لعنا بعضنا البعض، أما كلوب هاوس فقد جعلنا نتحدث مع بعضنا البعض».

والأمر ذاته في مصر، حيث شيطنت قنوات الحكومة المعارضة التي ردت بهجمات من الخارج، وكان الأمر مختلفا على كلوب هاوس.

وكالات

التعليقات (0)