- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
صحيفة أمريكية: لماذا تقاتل قوات روسيا في أوكرانيا ببدائية؟
صحيفة أمريكية: لماذا تقاتل قوات روسيا في أوكرانيا ببدائية؟
- 9 يونيو 2022, 3:52:27 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نشرت صحيفة "ديسكورس" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن طريقة قتال القوات الروسية في أوكرانيا، حيث وصفتها بـ"البدائية"، لافتة إلى حجم الفساد الذي ينخر جيش بوتين، ومعتبرة أن القوة العسكرية الصينية تمثل تحديا للغرب أكثر من الروسية.
وذكرت الصحيفة، في تقريرها ، أن غزو أوكرانيا أظهر تخلفا للقوات الروسية بشكل لافت في العديد من مجالات القيادة والحوسبة والحرب التي تعد ضرورية للغاية في القتال الحديث، رغم تطوير موسكو لبعض الأنظمة المتقدمة.
وأوردت "ديسكورس" أنه خلال حرب أوكرانيا، لم يكن هناك سوى القليل من الأدلة فيما يتعلق بتبادل البيانات المحوسبة أو استخدام الخرائط الرقمية، ولا حتى نظام "جي بي أس" العسكري بين القوات الروسية التي تعتمد على الاتصالات الصوتية التقليدية التي كانت معظمها مفتوحة للغاية بحيث يمكن لأي شخص لديه ماسح ضوئي تجاري الاستماع إليه.
كما لفتت إلى أن مركبات القيادة تحتوي على جداول خرائط مميزة، حيث يتم إجراء معظم الاتصالات عن طريق الصوت، وأحيانًا عن طريق مفتاح مورس، ونادرًا ما يتم ذلك عن طريق الرسائل النصية.
وأشارت الصحيفة إلى الخسائر الكبيرة من الجنود والمعدات في "عملية عسكرية خاصة" استمر فيها القتال لمدة خمسة أيام، حيث تخلى الجنود الروس في الكثير من الأحيان عن المعدات، لافتة إلى صور الجرارات الأوكرانية وهي تسحب المركبات المدرعة وأنظمة الدفاع الجوي الروسية باهظة الثمن، أصبحت صورة رمزية مبكرة للمقاومة ومصدرًا دائمًا للفكاهة.
ونوهت الصحيفة إلى أن انهيار الاتصالات الواسع النطاق قد تطلَّب من القادة الروس رفيعي المستوى زيارة الجبهة بشكل متكرر وإصدار الأوامر شخصيًا.
وبالمحصلة، قُتل 12 جنرالا روسيا، بالإضافة إلى العديد من الضباط القيادين الآخرين، وهو الأمر الذي دفع روسيا نحو التخلي عن هدفها الأولي المتمثل في الاستيلاء على الحكومة في كييف وإعادة تنظيم أوكرانيا حسب رغبتها.
وحسب الصحيفة، أعادت روسيا وضع قواتها لتوسيع وتأمين موقعها في منطقة دونباس في الشرق وخارج شبه جزيرة القرم في الجنوب، حيث رأت أنه من المهم رؤية ما إذا كان تضييق الصراع إلى جبهات أكثر تقييدا سيكون ضمن قدرات القيادة والسيطرة الروسية.
لا مكانة لها في الإلكترونيات
ورأت الصحيفة أن السؤال الأهم يتمثل فيما إذا كان نهج روسيا بدائيا جدا أم لا، حتى مع تبني معاييرها الخاصة، في حربها مع أوكرانيا.
وتحظى الوسائل التقنية الروسية بتقدير كبير في جميع أنحاء العالم، حيث تُظهر معارض الصناعة الدفاعية ومرفقات تصدير الأسلحة الكثير من أنظمة القيادة والسيطرة الإلكترونية عالية التقنية المعروضة للبيع. ولكن أين هذه الأنظمة من نظام المعركة الروسي؟، تتساءل "ديسكورس".
ويأتي الجواب، بحسب الصحيفة، ليُبرز أن المهمة الأساسية للقوات المسلحة الروسية تتمثل في نقل قوة النظام ومكانته، وليس إظهار فعالية ساحة المعركة، إذ يمكن استعراض الدبابات وقاذفات الصواريخ بفخر خلال استعراض الميدان الأحمر، ولكن هل يمكن عرض شبكة القيادة والسيطرة والاتصالات والكمبيوتر والمعلومات الرقمية ؟ وهل يمكن إظهارها كمصدر قوة للتغلب على الجيران والأعداء المحتملين؟ هل ستثير إعجاب الصحفيين والمراقبين الأجانب؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلا يبدو أن القيادة الروسية تهتم بذلك.
وأضافت الصحيفة أنه رغم تطوير الصناعة الروسية لأنظمة إدارة قتال شبكية من شأنها أن تلبي بعض متطلبات ساحة المعركة، إلا أن إنتاج هذه الأنظمة ونشرها في الميدان بطيء للغاية.
ونتيجة لذلك، تعج القوات المسلحة الروسية بالدبابات وقاذفات الصواريخ والقاذفات المقاتلة والطرادات ولكنها تعمل بمستويات منخفضة بشكل كبير من الكفاءة والفعالية.
وفي هذا الشأن، قال خبراء في معهد رويال يونايتد سرفيسز: "إن حالة الاتصالات الروسية التي تبدو محفوفة بالمخاطر تخلق فرصة للقوات الأوكرانية، حيث يمكن لكوادر الحرب الإلكترونية الأوكرانية استغلال التراخي الموجود في مجال الاتصالات والنقص الموجود في الأمن على مستوى ارسال البيانات "COMSEC/TRANSEC"K وهو ما يعني أن الطبيعة البدائية لقوات الهجوم الروسية تجعلها عرضة للخطر.
فساد جيش بوتين
وأكدت الصحيفة أن الفساد الذي يصيب الكثير من عمليات نشر المعدات الرئيسية، حيث يعتبر سببًا آخر للحالة البدائية للقوات الروسية، وهو ما يعني أن أحدث الأنظمة تُقدم رسميًّا، لكنها لا تعمل كما هو معلن عنها؛ أو لا تعمل على الإطلاق.
وتابعت الصحيفة قائلة إن هذا الفساد العسكري والسياسي يعتبر إشكالية خاصة في روسيا الأوتوقراطية والأوليغارشية؛ حيث توجد القليل من الرقابة الحكومية الفعالة وتنعدم الشفافية.
وقال الأستاذ الفخري لدراسات الحرب في كينجز كوليدج بلندن، السير لورانس فريدمان: "يمكنك بسهولة إحصاء عدد الدبابات المفترض وجودها في رصيد روسيا مقارنًا إجمالي الدبابات الروسية الحالية بالأعداد الهائلة التي كانت في الحرب العالمية الثانية؛ حيث إن نصفهم لا يعمل بكفاءة، أو تم تفكيك أجزائها وبيعها من قبل ضباط فاسدين".
وبينت الصحيفة أنه تم العثور على بعض المركبات القتالية الروسية المهجورة أو المتضررة في أوكرانيا بدون وحدات الإلكترونيات القياسية، والتي من الواضح أنها أزيلت قبل وقت طويل من العمليات القتالية، ومن الأمثلة التي تم الإبلاغ عنها على نطاق واسع للمشتريات الدفاعية الروسية نظام استطلاع أورلان 10 بدون طيار؛ حيث تم العثور على كاميرا كانون تجارية بدلًا من جهاز استشعار كهروضوئي عسكري.
وأضافت "ديسكورس" أن هذا لا يبدو مفاجئًا عندما يكون الفساد يشمل كل المستويات في روسيا تحت قيادة بوتين.
وقال المحلل العسكري في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في المملكة المتحدة والمتخصص في الحرب الإلكترونية، توماس ويثينجتون، لمجلة الإيكونوميست إن الفساد مستشرٍ وأن الشكوك تدور حول ما إذا كان نظام المشتريات الروسي بنفس كفاءة نظرائه الغربيين؛ حيث تم العثور على مكونات يفترض أنها روسية الصنع تم استيرادها من الصين، وتم اختلاس حوالي ثلث إجمالي ميزانية المشتريات البالغة 18.5 مليار روبل (حوالي 240 مليون دولار أمريكي في ذلك الوقت).
التكنولوجيا.. وكيفية استخدامها
ونوهت الصحيفة إلى عقبة أخرى أمام عمليات الاتصال المعمول بها تكمن في أن المعدات الروسية المستخدمة من قبل الوحدات المختلفة تختلف من جيل إلى آخر، فبعض الوحدات لديها أحدث أجهزة الراديو الرقمية التي تتيح نقل البيانات والاتصالات الصوتية والقدرة على التنقل بين الترددات لتقليل التشويش الذي يقوم به العدو، ولدى البعض الآخر أنظمة تناظرية قديمة تتيح القيام باتصالات صوتية وثيقة، وهذا التفاوت في القدرات التكنولوجية ينطبق على كل جيش، لكن الجيوش المدربة جيدًا والمتحمسة يمكنها أن تجعل هذه الأنظمة تعمل.
وخصوم روسيا أفضل تدريبًا وحماسًا واندفاعًا من قواتها، كما أنهم يمتلكون أحدث التقنيات التي من الواضح أفضل من تلك التي لدى روسيا التي تتمثل مشكلتها في أنها تواجه جيشًا أوكرانيًا يتمتع ببنية قيادية وسيطرة متفوقة لأن أوكرانيا تستمع إلى الغرب، بحسب الصحيفة.
وعلى الرغم من عيوب حلف شمال الأطلسي "الناتو"، فمن الواضح أن روسيا تمتلك نظامًا قتاليًا أفضل، وفقا للصحيفة ذاتها.
روسيا والصين والغرب
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المحتمل أن يكون الوضع مختلفًا في الصين، فمن الواضح أن الجيش الصيني يحب أجهزة الكمبيوتر والشبكات والإلكترونيات، وهناك عقلية مختلفة ذات توجه رقمي داخل القيادة الصينية، وتم بالفعل تحديد المتطلبات الرئيسية للتطور التكنولوجي الوطني في الصين في التسعينيات وتستند إلى التزام ثابت بالتكنولوجيا الرقمية.
واختتمت الصحيفة بالقول إن تكنولوجيا المعلومات والثورة الرقمية في القوات العسكرية الصينية تبدو أكثر تقدمًا بكثير من الروسية، فالجنود الصينيون أفضل تدريبًا وانضباطًا ولديهم دوافع أكثر من الجنود الروس الروس مما يجعل جيش التحرير الشعبي يشكل تهديدًا أكثر تحديًا للغرب من القوات العسكرية الروسية غير الكفؤة.