- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
“كان هناك سوء تقدير”.. وول ستريت جورنال: مزاعم روسيا عن انتصاراتها في حرب أوكرانيا تنتابها الشكوك
“كان هناك سوء تقدير”.. وول ستريت جورنال: مزاعم روسيا عن انتصاراتها في حرب أوكرانيا تنتابها الشكوك
- 5 يونيو 2022, 5:50:28 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يقول مسؤولو الكرملين وأنصار الرئيس الروسي، إنه وبعد مئة يوم من تحدي فلاديمير بوتين لتحذيرات الغرب وإرساله قواته إلى أوكرانيا، فإن الحرب دليل على استقلال موسكو وقوتها.
لكن الاقتصاد الروسي يعاني، إذ احتشدت الولايات المتحدة وحلفاؤها خلف أوكرانيا، التي أحبطت محاولة موسكو للاستيلاء على العاصمة كييف. وعلى الرغم من المكاسب العسكرية الأخيرة في الشرق، فقد يواجه بوتين ضغوطاً محلية طويلة الأمد إذا تعثرت جهوده الحربية وتفاقمت أزمة الاقتصاد، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة Wall Street Journal الأمريكية يوم الجمعة 3 يونيو/حزيران 2022.
سوء تقدير من جانب روسيا
قال ألكسندر باونوف، المحلل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، الذي عمل في مركز موسكو التابع للمجموعة إلى أن أوقف عملياته مؤخراً: "كان هناك سوء تقدير في كل شيء تقريباً". يُعد هذا قولاً شائعاً اليوم، رغم أن الكرملين يحاول التظاهر بأن الخطة الأولية كانت مختلفة وأن الرأي العام والمحللين والصحفيين الغربيين أساءوا فهمها.
فيما تصاعد التعاطف مع أوكرانيا- التي واجهت انتقادات الغرب بشأن الفساد حتى وقت الهجوم الروسي- إذ خصصت الولايات المتحدة وحدها ما يقرب من 54 مليار دولار كمساعدات للجمهورية السوفييتية السابقة. ولقد نبذت الولايات المتحدة وأوروبا موسكو وفرضت عليها عقوبات اقتصادية بدأت يتردد صداها في جميع أنحاء البلاد.
انسحاب الشركات من روسيا
من ناحية أخرى فقد انسحبت مئات الشركات الأجنبية، بما في ذلك 330 شركة أمريكية، تماماً من روسيا، وعلقت أو قلصت عملياتها في البلاد. وانخفضت مبيعات التجزئة والسلع الاستهلاكية، بما في ذلك عناصر مثل المراحيض والأحواض، وتعاني من نقص في المعروض، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
في سياق ذي صلة، يتكبد الروس أسعاراً أعلى ويبحثون عن بدائل، بينما شهدت المصانع انخفاضاً في الإنتاج والطلبيات الجديدة مرة أخرى في مايو/أيار، مما أدى إلى فقدان بعض الوظائف، وفقاً لمسح لمديري المشتريات نشرته شركة البيانات S&P Global يوم الأربعاء، 1 يونيو/حزيران 2022.
فيما وافق الاتحاد الأوروبي يوم الخميس، 2 يونيو/حزيران 2022، على حزمة عقوبات سادسة، بما في ذلك حظر تدريجي على النفط. وقال باونوف: "اعتقد بوتين أن الغرب كان أضعف من أن يأتي باستجابةٍ قوية بالإجماع على الصعيدين الاقتصادي والسياسي وخاصة فيما يتعلق بمسألة العقوبات". لكنه أضاف أن الغرب كان أكثر اتحاداً مما توقعه المسؤولون الروس.
في غضون ذلك، تكبدت روسيا خسائر كبيرة في الأسلحة في أوكرانيا، بما في ذلك أكثر من 3 آلاف قطعة من المعدات الكبيرة في المعركة، وفقاً لـ Oryx، وهي شركة تعقُّب استخباراتية مفتوحة المصدر. وتشمل الخسائر 500 دبابة قتال رئيسية، و300 عربة قتال مصفحة، و20 طائرة مقاتلة، و30 طائرة هليكوبتر. ويتوقع الخبراء العسكريون أن العقوبات الغربية القاسية ستضعف القوة العسكرية الروسية وصادرات الأسلحة المربحة لسنوات.
قتلى روسيا في الحرب
أما الخسائر الروسية في الأرواح فكبيرة أيضاً. قالت وزارة الدفاع الروسية في أواخر مارس/آذار 2022 إن إجمالي 1351 جندياً روسياً قُتلوا في المعارك في أوكرانيا. ولم يُعلَن أي عدد من الضحايا منذ ذلك الحين، لكن مسؤولي الدفاع الغربيين قدروا أن عدد القتلى في روسيا يصل إلى 15 ألفاً.
لكن الكرملين وأنصاره يقولون إن حملة بوتين العسكرية حققت نجاحاً على مدار المئة يوم الماضية.
سمحت عائدات النفط والغاز الروسية لموسكو بالتخفيف من بعض آثار العقوبات الغربية، حيث تجني موسكو مليارات الدولارات يومياً من إمدادها بالطاقة.
فيما قال محللون روس إن موسكو نجحت في تحويل آلام العقوبات ضد الغرب في الاتجاه المعاكس. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، وصلت أسعار البنزين إلى مستويات قياسية فوق 4 دولارات للغالون في الأشهر الأخيرة، مما يهدد بإعاقة النمو الاقتصادي ورفع التضخم المرتفع بالفعل. وأدت عمليات الحظر والعقوبات والقتال إلى تعطيل سلاسل التوريد.
تخفيض توقعات النمو الاقتصادي
كما خفضت الأمم المتحدة، مستشهدةً بتأثير الصراع على أسعار الطاقة والغذاء، في شهر مايو/أيار 2022 توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي في عام 2022 إلى 3.1% من 4%، وتوقعها للنمو الاقتصادي الأمريكي إلى 2.6% من 3.5%.
كما أخبر بوتين منتدى اقتصادياً أوروبياً في شهر مايو/أيار 2022 أن العقوبات كانت مفيدة بالفعل لروسيا، مما جعلها أقوى، على الرغم من التحديات.
في سياق ذي صلة، يشير الخبراء العسكريون الروس إلى مكاسب إقليمية، وعلى الأخص الاستيلاء الأخير على ماريوبول، المدينة الساحلية الجنوبية ذات الأهمية الاستراتيجية في أوكرانيا. ويقولون إن القوات الروسية تتقدم في منطقة دونباس شرقيّ البلاد، حيث بدأت الحرب لأول مرة.
كما يقول منتقدون إن الكرملين نجح على جبهات أخرى على مدى المئة يوم الماضية، مثل خنق قوى المعارضة وقمع معارضة الحرب والدفع بسردية مؤيدة للهجوم. وتظهر استطلاعات الرأي الحكومية والمستقلة أن بوتين يحظى بدعم معظم الروس.