أعيش فى شارع 

الفشل الممتد 

المتفرع من شارع الخيابات 

المتسع

فى المدينة الرمادية البلهاء

المحاصرة بالفوضى والصخب 

أكتب بلا هدف 

أرسم دون عائد يذكر 

وأتعاطى الأسى 

بلا وعى

فما جدوى ما افعل ؟

"لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين"*

وأنا عُدت لنفس الجحر 

مرات عديدة 

هل أنا ضعيف الإيمان إلى هذا الحد

لا اعتقد

يسقط الطير دومًا

حيث يوجد الحَب 

وأسقط أنا حيث تنمو شجيرات 

الفشل 

"سأصبر حتى يمل الصبر من صبرى"**

توغلتُ فى مدائن الصبر

حتى أصبحت تائهًا فى أزقتها 

وعدوتُ نحو بوابات الرضا

بلهفةٍ وشوق

وكلما اقتربت بَعُدت 

مللت وضجرت 

وعُدت إلى مدينتى الرمادية 

كسيرًا حزينًا

أتعاطى الأسى 

بلا وعى

فما جدوى ما افعل ؟

"الدنيا دار لها بابان دخلت من أحدهما 

وخرجت من الآخر"*

خَبرتُ الدنيا بجنتها 

ونارها 

وعشت فيها محاصرًا 

ما بين الدخول 

وانتظار الخروج

وليس لى فيها مآرب 

سيقول البعض كاذب

أنت كالآخرين 

نعم أنا كالآخرين 

وقد أكون كاذبًا

ولكنى حاولت وتحايلت 

حتى سقطت بلا وعى

فى شارع الفشل الممتد 

المتفرع من شارع الخيابات 

المتسع 

فما جدوى ما افعل ؟

" وما تدرى نفسٌ ماذا تكسب غدًا 

وما تدرى نفسٌ بأى أرضٍ تموت " **

قد لا تجدنى غدًا 

لا بأس 

لن تتوقف الحياة 

سينمو النهار 

وتتورد الشمس 

كوجنات بكر صبغها 

الخجل 

وترتفع أصوات الباعة الجائلين

منافسة غناء مطربى

العصر

لن يهتم أحد 

قد يبكينى البعض 

ثم لاشىٔ

لا شىٔ مطلقًا

وكأننى لم اكن هنا

فلماذا اتعاطى الاسى 

بلا وعى

وما جدوى ما افعل