سنا كجك تكتب:المجندة الإسرائيلية:في قلبي.. رجل قسامي! نتنياهو: "استعراضات المراسم اصابتني بالجنون"!! (4)

profile
سنا كجك كاتبة صحفية مختصة بالشأن الإسرائيلي- مديرة مكتب 180 تحقيقات لبنان
  • clock 2 مارس 2025, 9:14:12 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مـَن يتذكر الجزء الثالث من المقالات "الروائية": (لقلبها الذي يحتله الرجل القسامي)؟؟ قصصت عليكم عن "الود" الذي يربطني بالجبل الصامد المقابل لشرفتي المزينة بالورود الحمراء وما زلت أكن له الود أحببت فقط أن أُعلمكم...

انتهى بشكل رسمي اتفاق وقف اطلاق النار في غزة لليوم 42 من المرحلة الأولى عند منتصف الليل فجر اليوم الأحد بين حماس والكيان المحتل إذ أبلغت المقاومة الوسطاء أنها تريد الانتقال للمرحلة الثانية بينما العدو الصهيوني يصر على تمديد المرحلة الأولى من تبادل الأسرى وقد أعلن ديوان رئيس وزراء العدو "أنه وافق على مقترح المبعوث الأمريكي ستيف وتيكوف لتهدئه موقتة في شهر رمضان".

_مش مهم توافق حضرتك_ما يهم هو كلمة المقاومة فصل الخطاب..
هل افتقدتم لمراسم التسليم التي اعتدنا عليها نهار كل سبت؟
أظن جميعنا افتقد لتلك المشاهد الجميلة التي ترفع رؤوسنا ورأس كل عربي شريف وتذل قادة جيش العدو من أصغر رتبة في جيشهم النازي إلى أكبر الرتب!!

يبدو أننا لسنا نحن فقط من يحن لمراسم التسليم والتبادل... تعالوا معا" لنكشف لكم عمن يشاركنا "حنيننا" إلى الأبطال الأوفياء ...
خرجت من غرفة الطعام مسرعة واتجهت نحو الشرفة حيث وضعت شاشة التلفاز الكبيرة ولكأنك تجلس في "السينما"...ارتدت اللون الأخضر وألقت تحية  الصباح على أمها:"(بوكير  توف")- باللغه العبرية أي "صباح الخير"... 
ردت السلام ولكن بلؤم!! فلم يرق لها ارتداء ابنتها للون الذي يرمز  إلى شعار حماس!!
رمقتها والدتها بنظرة غضب قائلة:
 "إيللا " ما هذا اللون؟ تعلمين أنني لا أحب أن اراه ابدا"!!

أجابتها العاشقة التي تعلق قلبها بغزة وتمنت لو بقيت آخر أسيرة محررة: إنما أنا أحبه لون القسام!!

لم تخجل من البوح "بأمنيتها" ...وهل يخجل العاشق من التعبير عن عشقه وهيامه؟
ارتشفت رشفة من كوب الشاي الذي "نالت" منه البرودة كما حياتها خارج مدينة الأنفاق !
العيون "مسمرة "على التلفاز.. همست:
" أحببتك أكثر مما ينبغي"!
بالمناسبة هذه العبارة عنوان رواية الأديب الكاتب "أثير عبد الله النشمي".
الأم :هل تفتشين عنه يا بلهاء؟!! أعتقد ذلك لأنكِ أحببتهِ أكثر مما ينبغي!!

نظرت بلامبالاة وردت:نعم.. أنا واثقة أنه بينهم!
ادارت الأم رأسها بملل وتكاد تجزم أن "ايللا"  الجميلة الرقيقة فقدت عقلها!
كيف تعشق عدوها اللدود؟ وتبكي لفراقه وللاشتياق... مرات عدة استيقظت في الليل على صوت ابنتها تنتحب وتناجي حبها" الغزاوي المستحيل"!!
لم تستوعب كيف وصلت ابنتها الوحيدة لهذه المرحلة من العشق المُدمر!!

تأملت المتيمة بحب القسامي الشجاع شاشة تلفازهم  وتخيلت عيونه تبرق بالحنان كبريق أحجار الماس.. 
تلك العيون القسامية بالنسبة لها تساوي الجبال المختزنة في جوفها مئات ومئات من الأحجار الكريمة والماسية...
هل قيل لكم أن المرأة عندما تعشق "تلتهم" الصخر وتتسلق الجبال؟! 
ألم يحدثوكم عن هذا النوع من النساء؟؟
إنه ...حبيبها الذي كان يحميها طوال فترة الأسر لقد حدثت أمها وصديقاتها كيف حماها من آلة القصف الهمجية وأصيب في يده اليمنى كي يؤمن  سلامتهن..

عادت بها الذاكرة إلى تلك الليلة ...عندما تم نقلهن إلى مكان آمن وكانت شاهدة على نزيف الدماء من يده المباركة ..
صرخت لا إراديا": لا...لا!

نظر اليها وقال : اهدئي لقد أصبحنا بأمان من نيران جيشكِ المحتل..

اعتقد أنها خافت من الغارة!ولكن خوفها  لأجله ..وعليه ..تبا" لي ولحياتي الوضيعة من دونك!! حدثت نفسها وتمنىت لو تستطيع أن تضمد له جراحه ...
تألمت واغروقت عيناها بالدموع... وكيف لا وجيشها القاتل كاد أن يقتل حبيب عمرها!

"استفاقت" من ذكرياتها وركزت مجددا" على التلفاز... لقد بدأت مراسم التبادل دق قلبها بسرعة شعرت أنه سيغادر أضلعها ليحتضن الشاشة..  لمحته ها هو يرتدي الكوفية الخضراء الملثم !! نظرت إلى ثيابها وسألت نفسها: احساسي "بلغني" أن اللون الأخضر سيكون بطل "جولة تسليمنا"... ارتدى قطعة من اللون الأخضر الجذاب...
لقد احتل هذا اللون كل سنتيمترا" في غرفتها!!

تنفست الصعداء ..إنها تشاهد حبيبها وعشقها المستحيل... يتحدث باللغة العبرية مع جنود جيشهم.. يحاورهم بقوته الغزاوية... وينتقل بينهم بقامته الممشوقة... وبشموخه الفلسطيني... وبعزته كعنصر قسامي... تعشق فخره ببلده التي احتلها أجدادها الخبثاء!!

كانت "تغازل" الشاشة بنظراتها المتشوقة لرؤيته.. تعانقها وتهمس لقلبها:
اهدأ أيها القلب الجريح لقد خرج أميرك الى المنصة العسكرية ليحاور بلغتنا.. 
وما أروع حواره...
أيها القلب يحق لك أن تتألم لفراقه ...لقد اشتقت له... أتذكر معاملته الطيبة..الودودة... أخلاقه العالية؟..أتذكر يا قلبي دقاتك "المتهورة" له؟؟
اهدأ يا قلبي... نحن نسمعه ...نشاهده ..تمنت لو استمرت مراسم التسليم لساعات... لأيام بل لأشهر ...لسنين! ما بالكم لماذ تختصرون؟!!احتج قلبها...
ربما لن تراه في التسليم المقبل من المرحلة الثانية هذا إن وافقت حكومتها الفاشية على استئناف المفاوضات!!  
همست له: كيف حالك بدوني؟! أعلم انك لم تلحظ غيابي إلا بتدوين اسمي في سجلاتك الخضراء!! أيا سجاني الحبيب... أيا دمعي... أيا دقات قلبي..  هل أنت بخير؟؟ انتبه لنفسك لأجلي.. انتبه من أحقاد قادة جيشنا... من غدرهم وخداعهم... اجرامهم انتبه يا قلب  "إيللا"... تنفست بألم ولامست التلفاز تودعه للمرة الأخيرة ... لا تتعجب أيها القارئ بنات الصهاينة ايضا" لهن قلوب تعشق مثلنا.. 
اقتربت والدتها وأخذت كوب الشاي ذو الزجاج الرقيق من يدها...  أصابعها تعتصره حتى تحطم وسالت الدماء من يدها وهي في غيبوية التلفاز!!
ناولتها أمها منديلها وقالت :خذي امسحي دمكِ النازف قبل دموعكِ!!
سرحت بنظرها وردت :
ما هذه الدماء؟؟ أنا لم أشعر أنني جُرحت ...
ألهذه الدرجة حبه يؤلمني كي لا أحس بجرحي الملموس؟؟

تنهدت والدتها :"هيا قومي واستريحي لقد انتهت مراسم التسليم
همست بصوت تخنقه الدموع: تقصدين انتهت مراسم دفن قلبي!!

صرخت بابنتها،: ماذا أفعل لكِ؟؟ أتريدين أن أرسلكِ غدا"مع الصليب الأحمر إلى غزة مجددا"؟؟

تألمت في هذه اللحظات من جرح يدها... أجابت بحزن :"العيش في الأنفاق وحبيبي يحرسني أفضل من حياتي بمنزلك الفخم وكلاب نتانياهو القاتل يحرسوننا!!!

...بنيامين نتنياهو صاحب الوجه الاجرامي الصفراوي تأملوا في ملامح وجهه آثار مرض السرطان "ينهش" فيه!!
متى ستأخذه أيها المرض اللعين؟ لتستريح فلسطين والأمة العربية من مؤامراته وخططه...

" بيبي" لم يصدق أن أسيرهم الجندي يسلم على أبناء الضيف والسنوار!! ليصدم أكثر وتتسع العيون "البشعة" عندما تقدم الأسير من أبطال القسام وأخذ رأس أحدهم ليطبع قبلة على جبينه الطاهر...

ماذا نسميها قبلة امتنان قبلة الشكر.؟؟.. قبلة فخر بهؤلاء الأبطال الشجعان؟ الذين حافظوا على حياتهم من قانون "هنيبعل" المجنون الذي طبقه عليهم" النتن "!!

وإذ به يتقدم باتجاه بطل قسامي آخر ويطبع قبلة مماثلة... وهو يبتسم..

نتنياهو يرتجف من شدة هول "المنظر"ويصرخ بهم: أهؤلاء هم جنودنا الذين دمرنا غزة لأجلهم؟؟ بهم سنهزم حماس وجناحها العسكري؟؟ ألا ترون هذه المشاهد المخزية؟
أين وزير الحرب صرخ كالعفريت : "اريدكم أن تطالبوا الوسطاء ليضغطوا على حماس كي تكف عن اذلالنا باستعراضها!!

إن حربنا معهم حرب نفسية إعلامية  تمارس عند كل تسليم!!

واكمل الصراخ ليأمرهم :
لا نريدهم أن يستعرضوا لنا جيش القسام إنهم يقتلوننا باستعراضهم لجيبات جيشنا وبنادق وبزات وحدات النخبة! قتلونا بصورهم وجمهورهم ولياقتهم البدنية ورشاقتهم العسكرية!!
أبلغوا الوسطاء فليكفوا عن الاستعراض وإلا سأحول غزة إلى جهنم!

"لقد حولتها وقضي الأمر أيها الأحمق! وما زالت حماس بقوتها العسكرية"..
أحد ضباطه حدث نفسه بهذا الكلام!

صرخ نتاياهو  واللعاب يسيل من فمه القذر: سأصاب بالجنون كيف يفعل ذلك جندي في الجيش الإسرائيلي؟! دعوه في حماية القسام لا نريده!  وليقاتلنا إذا أراد!
نظروا بذهول لبعضهم البعض فإزداد صراخه داخل مجلس الحرب الوزاري كصراخ القردة عندما لا تعطيها حصتها من الموز :
" ماذا تنتظرون وافقوا على صفقة المرحلة  الثانية من الاتفاق! وإلا سنرى جنودنا في صفوف حماس يهاجموننا ب ٧ اكتوبر اسمه هذه المرة "الانشقاق" وليس "الطوفان"!! انشقاق جنود الجيش الإسرائيلي وانضمامهم إلى كتائب القسام!!

انتهت "برشاقة" سلسلة مقالاتي في "جزئها الرابع" عن حب المجندة ومراسم التسليم بأسلوب روائي ... إلى اللقاء مع المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار بسلسلة جديدة...
والسؤال:
"هل ستبقى المجندة الإسرائيلية على حب القسامي؟؟"


قلمي بندقيتي✒️

Sana.kojok.news@gmail.com


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)