سنا كجك تكتب: الفئة "الغبية" في لبنان: عليكم بشكر حماس و"قسامها".. حُماة أرزتكم و"الفينيقية"!

profile
سنا كجك كاتبة صحفية مختصة بالشأن الإسرائيلي- مديرة مكتب 180 تحقيقات لبنان
  • clock 31 أغسطس 2024, 9:22:08 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لا تريد أن تستوعب فئة من فئات الشعب اللبناني الذي يتغنى بفينيقيته وبانتمائه لفرنسا "الأم" الحنون والتي ما زالت حتى الآن بالمناسبة تحتجز لنا المناضل "جورج عبد الله" لأنه تحدى وناضل ضد الصهاينة الأنذال!

إلى هذه الفئة الغبية أو "المستغبية": لا نعلم هل حقاً لديكم كل هذا الغباء كي لا تتعلموا من دروس التاريخ؟ ولم تفقهوا إلى الآن ماذا يريد العدو الإسرائيلي منا؟

أيعقل أنكم لا تشاهدون الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش النازي الإرهابي منذ أشهر عدة على أهلنا في قطاع غزة؟

ألا تخجلون؟ تتفلسفون من على الشاشات والمواقع الإخبارية بأنه يجب تحييد لبنان ولا دخل لنا بما يجري في غزة؟ باعتبار أن "إسرائيل" حمامة السلام وصديقة لنا كما هي صديقة للولايات المتحدة الأمريكية! لست أفهم.

ما كل هذا الجهل الذي يتملك أفكاركم؟ وتتفاخرون بأنكم تتحدثون لغات عدة والأغلبية منكم درست في أفخم المدارس الأجنبية، ولكن ما زال فهمكم للصهيونية أستطيع أن أقول فهم التلامذة في دور الحضانة!

وسأعيد: هل فعلا" أنتم أغبياء لهذه الدرجة كي تعتقدوا بأن لبنان لا يطمع فيه العدو الإسرائيلي؟ ولن يكمل باتجاهه ما أن ينتهي من غزة، وها هو اليوم قد بدأ بعمليته العسكرية في الضفة الغربية وجنين ويهاجم كتائب القسام وسرايا القدس وكل فصائل المقاومة الفلسطينية لأنه يرغب بنفس المشهد الذي نشاهده في غزة بنقله إلى الضفة الغربية؟

برأيكم هل سيكتفي الإسرائيلي في حال انتصر "لا قدر الله"- في غزة والضفة أم أنه سيكمل على "لبنانكم" ويدمر مناطقكم الأثرية والسياحية التي تفتخرون بها؟

لا نعلم أهو الحقد الذي يتملككم تجاه الفلسطيني؟! نحن نتحدث الآن كلبنانيين مع بعض -ونعلم أن هذه الفئة لديهم عقدة "الفينيقية" وعقدة التفوق العنصري نسبة لأن أجدادنا من الفينيقيين!  

حسنا، هل نسيتم بأن أجداد الشعب الفلسطيني هم من أهل كنعان؟ وما أدراك ما أهل كنعان؟

المشكلة أنكم لستم مطلعين على التاريخ بما يكفي رغم أن أكثركم لديه ثقافة واسعة وعامة إلا في الثقافة الإسرائيلية الصهيونية وفي الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، اعذروني ثقافتكم صفر!!

وإلا ما هو المبرر لكم بأن تتهجموا بشكل مباشر أو غير مباشر على المقاومة في لبنان، والتي أعلن قائدها السيد نصر الله بأنه لولا ثبات وقوة وقدرة وإرادة كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة طوال هذه الأشهر كانت "إسرائيل" تعيث الفساد والدمار الشامل في دياركم يا أحبائي!! ولكانت شنت على لبنان عدوانها "بالكتير"  بعد شهر من انتهاء العدوان على غزة !

هذا باعتراف قائد المقاومة، ورغم ذلك أنتم تنكرون إنجازات وتضحيات هذا الشعب العظيم الأبي الصابر وترددون في المجالس وعلى شاشات التلفزة بأن لبنان لا يريد أن يدخل في الصراع بمنطقة الشرق الأوسط!

كيف تفكر عقولكم؟ كيف بتشتغل جماجمكم؟!!! لست أدري "بدنا" نسألكم بعض الأسئلة يا "أهل الفينيق":

هل شاهدتم المشهد الفظيع عندما نهش كلب من كلاب جنود العدو الإسرائيلي جسد تلك المرأة العجوز في مخيم جباليا بقطاع غزة؟

هل رأيتم أشلاء الأطفال الرضع والنساء في مجزرة ارتكبت بمدرسة من المدارس التي كانت تأوي النازحين؟ "شفتوها "؟

"طيب" هل سمح لكم وقتكم الثمين بأن تسمعوا بامرأة كانت حامل في الأشهر الأولى وتم اغتصابها من قبل خنازير الجيش الإسرائيلي أمام زوجها وعائلتها؟!

وبعد هل تحركت إنسانيتكم عندما شاهدتم فتيان غزة يتناولون أوراق الشجر ليمسكوا به صراخ معدتهم من الجوع؟

يا عمي أنتم "ما بتشوفوا"!

هل راقبتم كيف يتعمد الإسرائيلي حرق أجساد الأطفال والنساء والشيوخ بالقنابل الحارقة والتي باعتراف العدو النازي أنه رمى على غزة ما يعادل الـ 50,000 ألف قنبلة وصاروخ؟!

وماذا سأعد لكم من الشواهد على إجرام الصهاينة الذين ارتكبوا مجازر في العصر الحديث لم يرتكبها أي جيش من الجيوش في الحرب العالمية الأولى والثانية؟

وأنتم في اللا واعي بعقولكم المغيبة ما زلتم تؤمنون بأن الإسرائيلي -"ما عنده مشكل معنا"- إذا لبنان "ما بيقرب" ناحيته- وفق قول تافه من التافهين الذين تستضيفهم الشاشات اللبنانية التافهة "متلو"!

ماذا تريدون بعد أكثر من مشاهد الإبادة الجماعية التي يرتكبها في كل دقيقة وثانية من كل يوم في غزة الصامدة؟

قولوا لنا؟

والله بتنا نخجل من الشعب الفلسطيني في لبنان أو الموجود في فلسطين المحتلة أو في عواصم الشتات!

نخجل منه لأنكم تتحدثون بمنتهى الوقاحة وبعدم الشعور لا بالمسؤولية ولا بالإنسانية حتى! وترددون نغمة: لبنان يجب أن لا يشارك ولا يُساند غزة "شو نفعنا غزة"!!!

نعود لأصل المشكلة "ولب الموضوع"- (وما حدا يتضايق أو يزعل)- من كلامنا لأننا نقول كلمة حق يجب أن تُقال ليس في الصالونات بل أمام العالم الذي يقرأ ويفقه معنى القراءة لننصف الشعب الفلسطيني المظلوم من أسف نقول ما زالت بعض العقول المظلمة لهذه الفئات من الشعب اللبناني لا تريد الاقتناع بأن هناك قادة من المقاومة الفلسطينية الباسلة لديهم أفكار ورؤى واستراتيجية لتحرير الشعوب وقيادة الجيوش تفوقت في أماكن كثيرة على القادة في لبنان أكانوا من المستوى السياسي أو الثقافي أو المقاوم!

دعونا نعترف بذلك إن "مررتم" بعقولكم وأذهانكم على التاريخ المشرف للشعب الفلسطيني وعلى قادته وعلى كُتابه ومثقفيه ومناضليه من كل الفئات أكانت الثقافية التربوية... الأدبية... والدينية.. والسياسية والمقاومة تُرفع لهم القبعات فهم من أهم النخب الفاعلة في أي مجتمع من المجتمعات أينما كانوا وحيثما حلوا...

ودعوني استذكر معكم عن الطبيب الفلسطيني الذي أصبح في دار الحق الآن.. كان يُلقب "بحكيم المنطقة" مختص بالصحة العامة عاين تقريبا نصف سكان المنطقة التي نشأت بها وشفي على يده الطفل، والفتى، والفتاة، والشيخ، والمرأة،والرجل.. كانت الناس تثق بطبابته أكثر من أي طبيب لبناني يعاين في مستشفى أو يمتلك عيادة خاصة. "فطبيبنا الفلسطيني" كانت لديه غرفة مخصصة لمعاينة المرضى في منزله وعندما كنا نعاني من أي ألم أو نصاب بأية وعكة صحية كانت والدتي تقول لنا: "يلا جهزوا حالكم لنروح عند حكيم المنطقة".

"الحكيم" قصده الفقير والغني لأنه كان من أمهر الأطباء.

أحببت أن أتحدث عنه لأقول بأن الفلسطيني في كل منطقة يسكن فيها داخل لبنان قدم الكثير من علمه وثقافته وحكمته للشعب اللبناني إذ أن الأغلبية الساحقة من الشعب الفلسطيني تنتمي إلى فئة المثقفين والمفكرين وأصحاب  الابداع الذين يتقنون لغات عدة كي لا يزايد اللبناني عليهم بأنه وحده هو من يتقن اللغات المتعددة!

ولكن الفرق بيننا وبينهم أنهم في قمة التواضع والبساطة لا يستعرضون لغاتهم إلا عند الضرورة! بينما نحن في لبنان إن كنا سنقول جملة واحدة ندخل فيها ثلاث لغات على الأقل!!

وتأثير النخب الفلسطينية التي تتمتع بالفكر المبدع والمقاوم ما زال التاريخ يذكرها حتى الآن... كما سيتشرف التاريخ في عصرنا الحديث بذكر القائد الشهيد إسماعيل هنية ودوره في العمل المقاوم وما قدمه لشعبه من تضحيات، وسوف يشهد التاريخ بكل فخر بأنه أول رئيس لحركة سياسية مُقاومة قدم أولاده وأحفاده في سبيل الله ووطنه!

وكما سيشهد التاريخ على بطل مناضل هو الشهيد القائد صالح العاروري الذي أفنى سنين عمره في المعتقلات الإسرائيلية لأجل قضية بلده وخرج ليقود المقاومة في الضفة ومن ثم نال الشهادة المباركة.

أما جنرال القسام محمد الضيف كيف لن يذكره التاريخ والأجيال القادمة وهو مهندس عملية "طوفان الاقصى"؟ ورجاله الشجعان يذلون يوميا "جيش النخبة" أمام شاشات التلفزة!

ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقاوم يحيى السنوار فله مع التاريخ ألف قصة وقصة سيسطرها لجيل ما بعد التحرير، يكفي أن عدوه يخافه ويصفه "بالشرس والحاد"!! كما سيدون التاريخ اسم كل شريف من قادة الفصائل  الفلسطينية المقاومة الذين شرفوا أمة العرب والاسلام.

أجل سيذكرهم التاريخ شاء من شاء وأبى من أبى... أما الفئة الخانعة أكانت في لبنان أو العالم العربي فسوف يلفظها التاريخ ويدوسها تحت أقدام “صفحاته الذابلة!”

لذا يتوجب على هذه العقول المُظلمة والساذجة المتسلحة "بفينقيتها" وبأنهم من فئة الشعب التي لن يمسها الإسرائيلي بسوء لأن البعض يعتقد أنه مدعوم من الدول الغربية والأوروبية! دعونا نسألهم: هل حيد العدو الصهيوني الكنائس في غزة منذ بداية عدوانه؟أم دمرها؟

ألم يقتل من الشعب الفلسطيني ممن ينتمون إلى الطائفة المسيحية "كمان"؟

ماذا فعل لهم الغرب وأنتم تعلمون لو أن الأكثرية الساحقة في غزة وفي فلسطين من الطائفة المسيحية صدقوا لن يرحمهم أيضاً الإسرائيلي!

فهو لا يميز بين طائفة ومذهب ودين هو فقط حسبه أنه قاتل متوحش يحب سفك الدماء وينتشي كل صهيوني عندما يسيل الدم الفلسطيني أو اللبناني أو العربي "افهموها بقى"!!

يا من تحتمون بالسفارات وبالبلدان الأوروبية وبحملكم للجنسيات الأجنبية صدقوا أن العدو المحتل عندما يشن عدوانه "المجنون" على لبنان لن يميزكم عن ابن الجنوب او ابن الضاحية وبعلبك!! لأن عدونا الغاشم يعتبر معركته اليوم أنها معركة وجود "لدولة إسرائيل".

فهو مستعد بأن يحرق الوطن العربي بأكمله ليحمي كيانه الغاصب! لذا تشاهدونه كالكلب المسعور نتانياهو "سفاح الكوكب" وعصابته الإرهابية الحاكمة يقتلون ويدمرون ويهاجمون ويرتكبون أفظع المجازر ليثبتوا للعالم أنهم هنا وسيبقون ليحققوا حلمهم بشعارهم المشهور: "إسرائيل من الفرات إلى النيل"!!!

يا ترى هل اطلعتم حضراتكم على معنى هذا الشعار الذي يرفعه القادة الصهاينة منذ احتلالهم لفلسطين المحتلة؟

ننصحكم بأن تثقفوا أنفسكم أكثر عن الأطماع الإسرائيلية وغاياتها وأهدافها للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط ككل! فالذين أسسوا "الدولة العبرية" أطباعهم "مفترسة" وغادرة ولا يؤمنون بأي حق لشعب من الشعوب أنه يستحق العيش على هذا الكوكب سواهم!

فهل تعتقدون بأن هناك من سيحميكم منهم سوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية؟

منذ السابع من أكتوبر المجيد إلى هذه اللحظة فليعلم أهل الأرز الشامخ بأنه من حمى لبنان وحافظ على كل منزل وكل شارع وكل حي وكل منطقة في ربوعه الخضراء دون استثناء هي المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام في غزة الصمود والكرامة!

نعم... يجب أن تعترفوا بذلك لولا أولئك الأبطال الأطهار والذين نقبل لهم اياديهم وجباههم الطاهرة  لأكمل الإسرائيلي باتجاهنا ودمر نصف لبنانكم! وكنتم أنتم أكثركم الآن تحتمون في البلدان الغربية!

لذا عليكم أن تكفوا عن هزالة الأحاديث من على المحطات والمنابر وعن المناقشات التافهة والادعاء أنها باسم السيادة وحماية لبنان -"وما بدنا سلاح غير شرعي ولا مقاومة فلسطينية من جنوب لبنان"- كفوا عن المهاترات لأن" رائحة الخنوع" المقيتة تفوح منكم!!

اشكروا الله أولا "وحماس وقسامها في غزة البطولة ثانيا" لأنهم صمدوا وما زالوا تحت الأرض وفوق الأرض ومن وراء كل شجرة وحجر وزاوية في قطاع غزة ينالون من الجندي الصهيوني الذي يهرول أمامهم كالأرنب المذعور وهو المدجج بأحدث أنواع الأسلحة الحديثة في الشرق الأوسط!

إن كان هناك من متفهم ومتواضع وصاحب رؤية واسعة بينكم يقرأ ويسمع ويرى بعين بصيرة وعقل سليم يجب أن يقول كلمة الحق: نعم إنها غزة الشرف بفضل سواعد فرسانها كشموخ الأرز حمت لبنان!

دعكم من الغطرسة "الفينيقية" الفارغة وأشكروا هؤلاء الأبطال في فلسطين الأبية لأنكم تدينون لهم بالأمان الذي ما زال يعم في دياركم اللبنانية!!!

التعليقات (0)