سميح خلف يكتب: حالة ايران انتكاسة ام هزيمة (نظرة تحليلة)

profile
سميح خلف كاتب ومحلل سياسي
  • clock 23 ديسمبر 2024, 4:58:36 م
  • eye 154
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

ثمة ما اثار اهتمامي ما صرح به المرشد الايراني خامينائي ردً حول ما تثيره الادارة الامريكية من تصريحات حول انتكاسة لايران عبر وكلائها في المنطقة العربية , هذه التصريحات يبدو انها اثارت المرشد نافياً بأن لايران وكلاء لها في المنطقة , وبأن ايران ليست بحاجة لوكلاء فهي قادرة علي ان تنفذ ما تريد وحماية اراضيها بينما صرح القائد العام للحرس الثوري الايراني اللواء حسين سلامي بأن لايران مدى لتأثير قدراتها اكبر من حدودها واوسع منها ولا توجد قوة في العالم سواء في البحر , البر , الجو تستطيع التغلب علي الحرس الثوري الايراني , اما اسرائيل وبعد ان انتطلق صاروخ فرط صوتي ليدك تل ابيب وفشل المنظومات الدفاعية الجوية سواء من  التحالف الدولي بقيادة امريكا في البحر الاحمر وقواعدها في المنطقة العربية وخاصة في شرق الوطن العربي من اعتراض هذا الصاروخ او الطائرات المسيرة وكما هو الحال نفسه حيث فشلت الدفاعات الجوية ومنظوماتها من اعتراض هذا الصاروخ , الصاروخ الفرط صوتي يقال انه يزيد بسرعة الصوت المتزايدة لتصل الي 17 مرة من سرعة الصوت وينطلق لمدى 19000 كيلو متر في الساعة , يقال ان اليمن قد طورت هذا الصاروخ الباليستي ويقال ايضا ان اليمن في مواجهتها ومساندتها لغزة تحكمها سيادتها وليست اوامر من ايران اي اصبحت اليمن  محررة نسبيا من الرؤية الايرانية وهذا ما صرح به احد مسؤلي ايران اما سابقاً بقد صرح المرشد الايراني بأن حزب الله وفصائل العراق وغزة فقراراتها سياسياً وامنياً تحكمها ساحاتها وليست ايران ولكن نحن بحاجة الي ان نذكر ما ورد من تصريحات لنائب في البرلمان الايراني منذ سنوات يتحدث علي ان نفوذ ايران يمتد (لاربع عواصم عربية)  ..

 

ليلة امس اجتمع الكابينيت الاسرائيلي وكل اطياف حكومة التطرف الاسرائيلي باجتماع اخر لكيفية الرد علي اليمن وبتصريح ناري من نتنياهو علي ان الكابينيت قد قرر الرد برد قوي (الحوثيين) مذكراً ما حدث لاذرع ايران في كل من ( حزب الله ) في لبنان , (حماس , الجهاد الاسلامي ) اما رئيس الموساد فقال : لا تكفي ضربة للحوثيين في اليمن فهي قد لا تؤدي الغرض منها وانما ضربة شاملة وقوية لكل من الحوثيين وايران في نفس الوقت , وذكرت بعض وسائل الانباء ان هناك معلومات ان اسرائيل تحشد لضربة قوية للمواقع الاستراتيجية والنووية الايرانية مع تقديرات لفشل الضربات المؤثرة والقاسمة لليمن لمعطيات جغرافية وتقنية للحوثيين ..

 

بتأكيد ان عصب التغول لنتنياهو يأتي في تصور سياسات ترامب الرئيس الجديد لامريكا في بداية يناير , وموقف ترامب الحاد في فترته السياسية السابقة في حين ان ايران قامت بعدة عمليات للتحرش بالاسطول الامريكي ودول اخري اوروبية تابعة لامريكا في تلك الفترة , والتقديرات الامريكية بأن ايران قد تسعي حثيثاً للحصول علي السلاح النووي بعد ( انتكاستها) في منطقة الشرق الاوسط , اما اللافت للنظر وبعد وقف اطلاق النار في جنوب لبنان بان ايران قد قبلت بتواجد البعثة الدولية للتفتيش علي منشأتها ومفاعلاتها , اما تصريح اخر من المؤسسة النووية الايرانية تقول انها قد تزيد من اجهزة الطرد المركزي (توسعاً) ..

تسير الخطى في الحدث الصادم في سوريا واستيلاء الفصائل المناوءة للنظام السوري في ادلب وشمال شرقي سوريا علي الدولة السورية والانهيار السريع لتلك الدولة ومؤسساتها السيادية واهمها الجيش واجهزة الامن وخروج الرئيس السوري بشار الاسد الي موسكو ووجود عدة سيناريوهات واقاويل لهذا الانهيار وهذا الخروج بينما بعض التقارير تتحدث عن خيانة للجيش السوري وتتحدث عن 76 ضابط برتب متقدمة قد ادت الي الانسحاب من حلب وحمص وحماه وخروجهم بطائرات الي مكان اخر يقال انهم في شرق ليبيا , قصة انهيار الدولة السورية معقدة جدا وفيها ما يكفي من اسرار وتوافقات وتحالفات لاطراف الازمة في سوريا وتخص عدة اننظمة اولها تركيا واسرائيل وامريكا التي تستولي علي حقول النفط والقواعد الروسية في طرطوس واللاذيقية والاكراد المنقسمين بنما هم مع تركيا ومن هم ضدها كحزب العمال التركي وفصائل سنية مختلفة المشارب الفكرية بنما هم سلفيين وجهاديين ودواعش , لا نريد هنا ان ندخل في تطورات هذه الفصائل التي تريد ان تبني سوريا الجديدة علي انقاض سوريا القديمة واعدة بالعدالة لكل الاقليات وبقيادة احمد الشرع الذي يقال انه اصبح (سلفي) بعد انتمائات له متعدةة مع داعش والقاعدة والنصرة وتهافت امريكي غربي علي دعم هذا القائد الذي كان يدعي باسم ( ابو محمد الجولاني ) والتي رصدت له امريكا 10 مليون دولار لتسليمه والقبض عليه ..

 

اما الجانب الروسي الذي يسعي لبقاء جزئي لقواعده في طرطوس تحت ذريعة العمل الانساني تتحدث الادارة الروسية علي نقل 4000 جندي ايراني من سوريا الي مكان اخر لم يحدد , ويبقي هنا الساحة العراقية وهي جزء من  محور الساحات الموحدة والاسناد لغزة , 


فعلي طوال الشهر الماضي تلقت الحكومة العراقية عدة تهديدات بتوجيه ضربات لها اذا لم تسيطر امنياً علي مطلقي الصواريخ والمسيرات من الساحة العراقية التي تتجه الي فلسطين المحتلة او القواعد الامريكية في سوريا والتي كان لها رد فعل من الحكومة العراقية التي لم تسمح بالخارجين عن القانون ان يستمرو في نشاطهم ويجب الانتهاء من قصصه الفصائلية او ( الحشد الشعبي) في العراق او لمصلحة الامن القومي العراقي ولكن لا اظن ان الحكومة العراقية قادرة علي فرض سياتها علي تلك الفصائل الا بتوافقات مع ايران الذي تحدث بعض مسؤليها بان ايران قد تتخلي عن فصائل الحشد الشعبي اذا ما تم نجاح لمشروعها ومحادثاتها ومفاوضاتها مع الجانب الامريكي والغربي ولكن تبقي الساحة العراقية علي فوهة من النيران وهي فوهة مذهبية ومحاصصة علي مؤسسات الدولة .

 

اما في غزة التي يقال عنها انها تتلقي الدعم من ايران من خلال حماس والجهاد والضفة المشتعلة و التوصيات الامريكية بفرض السلطة علي المخيمات الفلسطينية التي تتواجد فيها كتائب للجهاد الاسلامي الذي يقال انه موالي لايران وحماس وهي ساحة متفجرة حقيقة مع شرطية لسيطرة السلطة علي ما تبقي من الضفة الغربية بعد اجتياحها في عام 2000 واصبحت ساحة مفتوحة لحركة المستوطنين والجيش كشرطية لاخذ دور في غزة التي مازال يعارضها نتنياهو للان ومع هذا المشهد هناك ترقب لوقف اطلاق نار مع تنازلات كبري لحماس وعدم ضمانات لخروج اسرائيل وانهاء الحرب في المراحل الثلاث ومزاولة اسرائيل نشاطاتها التدميرية في غزة وبناء نقاط ارتكازية دائمة ولوجستية في فلادلفيا ونتساريم ومن المرتقب ومن الاحتمالات التي قد تصيب او تخطئ ان تتحول حماس الي ما يشابه ظاهرة ابو محمد الجولاني وهنا يمكن ان تكون حماس وجه للمشاركة السياسية في غزة مع قوي خارج السلطة وهذا ما يهدد وحدة ما تبقي من الارض الفلسطينية سياسياً او ما يسمي المشروع الدولي باقامة دولة وهذا ما يجب ان تلتفت له حماس والجهاد وفتح في الضفة الغربية اذا يجب قبل ان يحدث هذا السيناريو ان تشكل حكومة ائتلاف وطني لتسبق اي سياناريو اخر لتفرض نفسها اقليميا ودوليا ومحليا , اما حزب الله اصبح منكفئ علي نفسه في ظل معطيات داخلية لبنانية وضربات اسرائيل القوية لمرتكزاته افي الساحة اللبنانية ..

 

باتأكيد ان ايران مهما تحدثت ان ليس لها وكلاء في المنطقة فهذا ينفيه ما تحدث به مسؤوليه سابقاً وخسرت ايران العواصم الاربعة لاخطاء استراتيجية في المواجهىة ما بعد السابع من اكتوبر التي كانت يمكن ان تحدث تغيرا لصالحها فالاسناد كان خجولا تحت مبرر بأن حماس لم تستشير احد في المواجهة واصبحت ايران ليس هي ايران ما قبل السابع من اكتوبر ومهما تحدثت عن قوتها وقدراتها واهمها جنوب لبنان وقطاع غزة المدمر وسوريا التي قد نفقدها لعقود كثيرة كدولة وطنية تمهد للاعتراف باسرائيل من خلال تصريحات رئيس هيئة تحرير الشام ابو محمد الجولاني التي لم تثيره او تثير اعصابه اشتراك 350 طائرة اسرائيلية لتدمير الجيش السوري وموانئه ومطاراته وقدرات سوريا العلمية واحتلال سوريا لجبل الشيخ الاستراتيجي والقنيطرة وعلي امتداد خطوط التماس التي فرضتها حرب 1973 وبعمق اكثر من 10 كيلو ليحتل القنيطرة بكاملها وقرى في جنوب سوريا .. المقايضات مفتوحة بين ايران وتركيا وامريكا واسرائيل فالي اين ستتجه المنطقة ؟ , ولكن بالتاكيد قد خسرت ايران ..…


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)