- ℃ 11 تركيا
- 13 نوفمبر 2024
رضا طاهر الفقي يكتب: الشعراوي : بذور من حياه مثمره.
رضا طاهر الفقي يكتب: الشعراوي : بذور من حياه مثمره.
- 7 يناير 2023, 1:29:33 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الشعراوي رجل بسيط مضت حياته
بلا منعطفات تحتمل العناوين المثيره ، ومن اللافت للنظر أن الشيخ حين ينتاول هذه المرحله من حياته في احاديثه لا يفيض في الحديث بل يمر ، وكأنها مجرد جملة اعتراضيه في سياق الايام علي الرغم من انها قد تعني عند غيره المعين الذي لاينضب ، لكنها طبيعة الرجل إذ شاء دائما حين يتطرق للاحاديث الذاتيه ان يكسبها التواضع ويبتعد كل البعد عن هالات البطوله ، واذا ما تتبعنا علاقة الشيخ بالأماكن لاحظنا هذا النوع من التوافق القدري بين المكان والمرحلة التي يمر بها الشيخ ، انها صله قدريه تختفي حكمتها في حينها لتتجلي فيما بعد ، وسوف نلاحظ علاقته بالقريه التي نشأ بها او المدن التي أقام فيها وكذلك حين كان سافر الي السعوديه والجزائر ، وكان من اللازم تحديد أبعاد هذه العلاقات وفق القاعده الفقهية ( كل ميسر لما خلق له ) كما جاء ميلاد الشيخ مواكبا لمخاض عصر جديد شهد ميلاده ، وشب معه وصاحب شبابه عنفوانه، فأصبح الرجل شاهدا علي أمته خلال قرن من الزمن ، من الرجل ؟ وما رحلته؟؟ولد في دقادوس علي بعد كليوا متر واحد من ميت غمر وهي مدينة تكاد تلاصق زفتي التي أعلنت استقلالها عن مصر التي كانت محتله من الإنجليز ، فسمع عن بطولات اهل زفتي وعن يوسف الجندي بدا والتي وسمع عن ذلك التلاحم الغريب والعجيب لأهل زفتي المناضله بدا الوعي مبكرا جدا لدي الشعرواي ، لقد كانت القضايا كبيره ، ورجالها كانوا كبارا ، فكان حتما ان يكبر الصبي مبكرا ، كذلك ان رجلا سوف تصبح صناعة الفكر والتفكير عمله لما اختار موقعا لمولده غير الذي كان له ، ويلخص الشعراوي هذا المعني بنفسه حين يقول " من حسن حظي ان البيئه التي نشأت فيها تتسم بالصلاح والتقوي والاهتمام بقضايا كبيره دون سفائف الأمور قضايا الوطن والدين ، فأما عن بيئتي الخاصه ، فقد كان أبي رجلا طيبا وجدي له في طريق الله مجال ، انها نفس البيئه تقريبا التي نشأ فيها علي مبارك ابو التعليم في مصر ، غير انه في الوقت الذي هربت فيه اسرة علي مبارك من الطغيان فان جد الشيخ الشعراوي الذي عايش فتره الطغيان والضرائب الباهظه التي فرضها الخديوي لم يترك قريته وبقيت أسرته فيها وربما كان اول درس قدمته هذه البيئه للشعراوي من خلال الأقاصيص التي وصلته في طفولته في هذه المرحله ، وهو درس ديني بالغ الأثر، اذا انه ولاشك نشأ وفي ذهنه اول معاني العلاقه بين القوه المطلقه( الله ) والقوه المقيده ( البشر ) وانه مهما كان طغيان القوه المقيده فأن الرجل الذي له في طريق القوه المطلقه مكان سيظل امنا ، وقد لازمته هذه القناعه علي الدوام ولذا فانه يجمل هذه المعاني قائلا " حينما اضطرتني الظروف ان انتقل من القريه الي المدن لكي استكمل تعليمي، سواء في الزقازيق او طنطا ، أو القاهره ، كانت الخميره انعقدت ويستطرد في موضع اخر شارحا ما عناه بهذه الخميره فيقول ، كنا قد كبرنا أمام أنفسنا ، ومعني ان يكبر الإنسان أمام نفسه ان يستصغر عمل الشر من الآخرين فلايفعله هو ، نحن أمام بيئه حبلي بالعطاء وصبي مستعد للتلقي واعمال الفكر ، فيما يتلقي حتي اذا بلغ الثامنه فإذا بالثوره تجتاح المدن والقري ثورة ١٩١٩ واذا بالصبي يتأمل السكون الذي كان حوله فيجده وقد تحول الي بركان ومن المؤكد انه تتسال كيف ثار هذا السكون الذي كانت شخوصه رميما؟! وهذا كان موعد درسه الثاني ، اذا راي رؤية اليقين ماذا يفعل الحق بأصحابه والي حلقه تاليه ..