- ℃ 11 تركيا
- 19 نوفمبر 2024
رؤية أمريكية: اعتقال الغنوشي مكسب للمتطرفين وخسارة للغرب
رؤية أمريكية: اعتقال الغنوشي مكسب للمتطرفين وخسارة للغرب
- 24 أبريل 2023, 1:07:40 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اعتبر الكاتب الصحفي الأمريكي ديفيد كيركباتريك أن اعتقال رئيس حزب حركة "النهضة" ورئيس البرلمان التونسي المنحل راشد الغنوشي (82 عاما) يمثل مكسبا للمتطرفين الذين لا يؤمنون بصناديق الاقتراع مقابل خسارة للغرب، واصفا الرئيس التونسي قيس سعيد بأنه "معكوس الغنوشي".
كيركباتريك تابع، في مقال بمجلة "النيويوركر" (The New Yorker) الأمريكية ، أن "تونس مهد الربيع العربي، كان آخر مكان فشل فيه".
وأوضح أنه "بعد عقد من الحرية والديمقراطية، وفي عام 2021، قام رجل قوي جديد، الرئيس قيس سعيد، بحل البرلمان ثم بدأ في فرض دستور سلطوي واعتقال منتقديه" ضمن إجراءات استثنائية بدأ فرضها في 25 يوليو/ تموز 2021.
وتعتبر قوى تونسية وازنة، في مقدمتها النهضة، هذه الإجراءات "انقلابا على دستور الثورة (دستور 2014) وتكريسا لحكم فردي مطلق"، بينما تراها قوى أخرى "تصحيحا لمسار الثورة"، التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي (1987-2011).
أما سعيد، الذي بدأ في 2019 فترة رئاسية تستمر خمس سنوات، فيتجاهل دعوات المعارضة إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ويقول إن إجراءاته الاستثنائية "ضرورية وقانونية" لإنقاذ الدولة من "انهيار شامل".
وتابع كيركباتريك: هذا الأسبوع، اعتقلت الشرطة أخيرا راشد الغنوشي، "زعيم أكبر حزب سياسي في تونس والمفكر الأكثر نفوذا في العالم العربي حول التوليف المحتمل للديمقراطية الليبرالية والحكم الإسلامي".
وأردف أن "الضربة التي تتعرض لها الديمقراطية التونسية واضحة، لكن سجن زعيم مثل الغنوشي يمثل أيضا نكسة للعالم الأوسع. بالنسبة للإسلاميين الذين يتبنون العنف، فإن سجنه هو دليل جديد على عدم جدوى صندوق الاقتراع، وإسكات صوته خسارة للغرب أيضا".
واعتبر أن "قيس سعيد هو معكوس الغنوشي، فلقد نبذ أي فلسفة أو فصيل سياسي معروف، وينتقد الغرب بشكل روتيني وصندوق النقد الدولي، الذي تحتاج إليه تونس الآن بشدة إلى دعمه، ويمنح دستوره (تم إقرار عبر دستور في يوليو/ تموز 2022) الحكومة السيطرة على التفسير والتعاليم الإسلامية. وأطلق على المثليين لقب "المنحرفين" ودعم تجريم المثلية الجنسية".
أفكار متقدمة
عن رحلة الغنوشي الفكرية، قال كيركباتريك إنه "ولد عام 1941 لفلاحين فقراء في جنوب تونس النائي، ودرس في القاهرة ودمشق وباريس، ثم عاد إلى تونس في 1971، وكانت حركات الإسلام السياسي، مثل الإخوان المسلمين، في صعود بجميع أنحاء المنطقة، كبديل للأنظمة الاستبدادية في السلطة".
وأضاف أنه "في 1981 شارك الغنوشي في تأسيس حركة إسلامية تونسية، وجرى سجنه وتعذيبه لمدة ثلاث سنوات، وفي 1987 اعتقل مرة أخرى وحكم عليه بالإعدام ونفي إلى لندن".
واعتبر أن "فحص الغنوشي للديمقراطية الليبرالية في بريطانيا عبر عدسة إسلامية جعله يبتعد عن جيل من المثقفين العرب، وخلص إلى أن الدولة الإسلامية الحقيقية يجب أن تقوم على "حرية الضمير" للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء".
واستطرد: الغنوشي حث الإسلاميين على التعلم من الديمقراطية الغربية، للاستفادة من "أفضل التجارب البشرية بغض النظر عن أصولهم الدينية، لأن الحكمة هي توأم الشريعة".
وأردف: "عاد الغنوشي إلى تونس في 2011، عندما دفعت موجة عفوية من الاحتجاجات ضد وحشية الشرطة حاكمها القديم (زين العابدين بن علي) إلى المنفى وأطلقت ثورات الربيع العربي".
ومشيدا بدور الغنوشي، قال كيركباتريك إنه "ساعد في جعل الانتقال السياسي في البلاد هو الأكثر ليبرالية في المنطقة، وبذل قصارى جهده لإنقاذ احتمالات الديمقراطية في أماكن أخرى".
نصحية لمرسي
كيركباتريك قال إنه "في أواخر ربيع 2013، سافر الغنوشي إلى مصر لتقديم المشورة لأول رئيس منتخب ديمقراطيا، محمد مرسي من جماعة الإخوان المسلمين"، بعد أن أطاحت احتجاجات شعبية بالرئيس حسني مبارك (1981-2011).
وتابع أن "الغنوشي أمضى أكثر من عقدين من الزمن يفكر ويكتب عن نفس الوعود التي أطلق الإخوان المسلمون في مصر حملتهم على أساسها، وهي الجمع بين الحكم الإسلامي والانتخابات الديمقراطية والحريات الفردية".
وأردف: "الغنوشي أخبرني أنه خلال رحلته إلى القاهرة حاول إقناع مرسي، من أجل تحقيق ذلك الهدف، أن يتنازل عن بعض السلطة طواعية".
واعتبر أنه "لو اتبع مرسي نصيحة الغنوشي، لربما كان بإمكانه نزع فتيل الاحتجاجات التي ملأت الشوارع يوم 30 يونيو (حزيران 2013) للمطالبة بإقالته، أو على الأقل كسب المزيد من الليبراليين المصريين بجانبه، ففي 3 يوليو (تموز) 2013، أطاح الجنرال عبد الفتاح السيسي، الرئيس الحالي وربما مدى الحياة، بمرسي من السلطة، منهيا تجربة مصر التي استمرت ثلاثين شهرا مع الديمقراطية والحرية".
ترجمه " الخليج الجديد "