- ℃ 11 تركيا
- 24 ديسمبر 2024
د.يوسف رزقة يكتب: رسالة الكرامة بتوقيع محمد
د.يوسف رزقة يكتب: رسالة الكرامة بتوقيع محمد
- 23 مارس 2022, 6:52:35 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لكل عمل دلائل ورسائل، فما دلالات ورسائل انتفاضة محمد أبو القيعان وقتلة لأربعة مستوطنيين، وجرحه اثنين آخرين؟ محمد أبو القيعان مواطن فلسطيني يقيم في بئر السبع المحتلة في عام ١٩٤٨م. أي هو مواطن فلسطيني يعيش تحت الاحتلال ويحمل الهوية الزرقاء.إنك إذا نظرت إلى إلمسافة الزمنية الفاصلة بين عام ١٩٤٨م عام الاحتلال، وبين مارس ٢٠٢٢م تجد أن المسافة تقدر ب(٧٤) عاما. هذه مدة طويلة عاشت فيها ثلاثة أجيال، ومع ذلك فمحمد أبو القيعان الفلسطيني السبعاوي لم ينس أن وطنه محتل، وأن بلدته الصغيرة محتلة، وأنه وأسرته يعيشون تحت احتلال عنصري أخذ منهم الكرامة، كما سرق منهم الوطن والبلدة، ومن ثمة قرر الدفاع عن نفسه، وعن بلدته، وعن وطنه، وعن دينه، فاختار إلى هدفه ما توفر له من وسائل الدفاع، فكانت سيارته، وسكينه ، وبهما نال من العدو، وشفى غليله.
أبو القيعان رحمه الله، كان قبل الانتقام لكرامته ودينه، معتقلا عند سلطات الاحتلال، وقد ناله من العذاب ما ناله مما يعرفه المعتقلون، ولكنه صمد وتعالى على جراحات المعتقل، وخرج حرا، ليواصل الدفاع عن قضيته، التي استشهد من أجلها. نعم، المعتقل زاده قناعة بضرورة مقاومة المحتل بما هو ممكن من الوسائل المتوفرة، فلم ينتظر سلاحا خفيفا، ولا سلاحا فتاكا، ما تيسر من أدوات بدائية تكفي للوصول للهدف. إن أهم رسائل أبو القيعان ليست رسالة القتل، وإنما رسالة الحرية التي ينشدها الفلسطيني، وتقول هذه الرسالة إنه مهما طال زمن الاحتلال فالفلسطيني لا يفرط بوطنه، ولا يقبل بمستوطن على أرضه، وأن الحرية والخلاص من الاحتلال هي أغلى عنده من روحه وجسده، ومهما طال الاحتلال فلن يستقر له قرارعلى أرض فلسطين العربية المسلمة، لذا رفع أبناء الشعب الفلسطيني القبعة لمحمد، وللرسالة التي أرسلها محمد. وهي رسالة تقول : الوطن من الدين، والوطن أغلى من الحياة تحت بساطير الاحتلال، كما قال قائلها بدون خجل؟!