تكبير الخط تصغير الخط

هذه إحاطة لكلِّ غيورٍ، عرف أنه مكلَّف بحفظ دينه ومقدساته، حول مسجده الأقصى المبارك وما يحاك ضده من مخططات خطيرة توشك أنْ تودي به إلى الهاوية، فيا طوبى لمن عرف دوره تجاه أقصاه وأقدس مقدساته ، وهي كما يلي:

(1) القدس والمسجد الأقصى من أقدس مقدساتنا: فهو عقيدة، وهو آية في قرآننا، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ، وقد أوصانا به رسول الله ﷺ وعدَّهُ من الدين، فهو لحمنا ودمنا.

(2) القدس عرضُ كلّ المسلمين، سيَخْذُل الله من خذلها وخذل شعبها، قال رسول الله ﷺ (ما مِنِ امْرئٍ مُسلِمٍ يَخْذُلُ امرأً مُسلِمًا في موضِعٍ تُنتَهكُ فيه حُرمتُهُ، ويُنتقَصُ فيه مِن عِرضِهِ، إلَّا خذَلَهُ اللهُ في موطِنٍ يُحِبُّ فيه نُصرتَهُ).

(3) القدس: تحوي غربيَّها "القدس الغربية": وهي جزء كبير من مدينة القدس، تقع غربي البلدة القديمة، وقد احتلها الصهاينة عام 1948م، ووقفوا على حدود البلدة القديمة، وأسكنوا فيها سكانهم، ليتمكنوا من التمدُّد تجاه المسجد الأقصى بعد ذلك، ويهوِّدُوه.

(4) القدس: تحوي شرقيَّها "القدس الشرقية" وفيها البلدة القديمة، وبها المسجد الأقصى، ومساحته: 144 دونم، وكل ما هو موجود داخل سور ال 144دونم هو المسجد الأقصى، وليس المصلى القبلي فقط، فالمسجد الأقصى بمصلياته، وبمآذنه، وقبابه وأكبرها قبة الصخرة، وأبوابه، كله المسجد الأقصى المبارك.

(5)  شرقيِّ القدس ، فيها البلدة القديمة، احتلَّها الصهاينة عام 1967م فهدموا حارة المغاربة منها، وسكنوها، وأقاموا ساحة مبكاهم فيها على سور البراق للمسجد الأقصى المبارك، وسَمَّوْه حائط المبكى، وكان احتلالها مع احتلال الضفة؛ فأقاموا شرق القدس الشرقية مستوطنة معاليه أدوميم عام 1975م، ليُطْبِقُوا على البلدة القديمة وفيها المسجد الأقصى المبارك، من الغرب بالقدس، فمن الغرب: مستوطنات القدس الغربية ، ومن الشرق: مستوطنة معاليه أدوميم، فيَتَهَجَّر السكان ويتمكنوا من المسجد الأقصى ويهودوه.

(6) القدس: اكتمل حلم الاحتلال بسكوت حكام العرب والمسلمين، وزاد جشعهم مع قدوم السلطة ، العام 1994م، فاشتدت هجتهم ضدَّ كلِ ما هو إسلاميٍ في المدينة، فصادروا الأراضي، وهدموا البيوت، واعتقلوا العلماء والحرائر والشباب، وأغلقوا المدارس والطرقات، وهَوَّدُوا المناهج التعليمية، وأغلقوا أبواباً للأقصى، ووضعوا حراسات على الأبواب المفتوحة، وسمحوا للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى يومياً بالمئات ، ليؤدوا صلواتهم التلمودية فيه، في وقتٍ يُمْنع المصلون من أدنى حقوقهم.

(7) القدس الحزين: ضحك علينا الأوروبيون يوم قالوا دولية، وضحكت علينا الأمم المتحدة يوم قالت تقسيم إلى شرقية وغربية، واستطاع الاحتلال أنْ يتمِكَّن من شرقها وغربها وكل ما فيها، ليصل اليوم فيُقرِّر تقسيم المسجد الأقصى نفسه، حيث يستولي هو على 70% من المسجد الأقصى، ويترك لنا 30% منه، فالمسجد القبلي في نظره يكفينا، وقبة الصخرة وساحتها لهيكله المزعوم، فهو يريد شرق أقصانا، وغرب أقصانا، وشمال أقصانا، ووسط أقصانا، ويترك لنا مصلىً فقط، هو المصلى القبلي، ليلتهمه بعد ذلك متدرِّجَاً كما عَوَدَنا، فيضيع أقصانا ونُضَيِّعُ عقيدتنا بسكوتنا وترك عبث عدونا

(8) القدس الحزين: لم يجد من يحمي أقصاه، فالصهاينة أوشكوا أنْ يُحققوا حُلمهم فيه، ونضجت بقرتهم الحمراء المصطنعة، وقرّروا عدم انتظار المخلِّص لذبحها وحرقها، وأعدوا حديقة الزيتون ليحتفلوا بها، فيزدادوا نجاسة وهم يكذبون أنهم يتطهرون، وعلى المسجد الأقصى السلام، فهدمُه قد آن، وبناء الهيكل مكان الصخرة قد حان، وبمجرَّد هجمةٍ بالملايين كما يعتقدون، يصبح الأقصى هيكلاً  كما يظنون.

(9) القدس الأسير: ينتظرك للدفاع والإنقاذ, فالوالدين: يرضعان الأولاد حبّ المسجد الأقصى ومدينة القدس، والشبابً: ينتدبون أنفسهم للانخراط والرباط والدفاع عن المدينة المقدسة ومسجدنا ما استطاعوا، والمفكرون والعلماء: يتقدمون الشعوب ويفضحون مخططات الصهاينة ليفشلونها، ومواقع التواصل: فلنغرقها بقضية القدس ومخاطر مخططات العدو، والمقاومة: لتدُكَّهُم دكاً فلا تبقي منهم ولا تذر، وفوق ذلك كلِّه، الصلاة والدعاء وعدم النسيان، ثم الشجاعة وعدم الاستسلام، ومن ثمَّ الصبر، وجهاد هذا العدو في كل محفلٍ وساح، فما النصر إلا من عند الله ، وما النصر إلا صبر ساعة.